قضية "خلية فاس" الإرهابية، والتي زرعت الرعب بين المغاربة وسكان العاصمة العلمية، على الخصوص، بعد إعلان "البسيج" عن تفكيكها السبت الماضي، مازالت تفرز المزيد من التفاعلات والمعلومات الجديدة والمثيرة، فبحسب المعلومات التي استقتها "أخبار اليوم" من مصادرها، فإن العقل المدبر للخلية، لجأ إلى طريقة آمنة وذكية لنقل المواد التي تستخدم في صناعة المتفجرات من مدينة خريبكة التي ينحدر منها، نحو مدينة فاس. وأظهرت نفس المعلومات، أن زعيم الخلية، والذي يشتغل تاجرا في السلع المهربة بمدن الشمال، استعان بشركة لقطر السيارات، المعروفة لدى العموم ب"الديباناج"، حيث كلفها بشحن سيارته من نوع "بوجو205′′، تحمل ترقيم مدينة تطوان، بذريعة أنها أصيبت بعطل تقني، وأنه يريد نقلها إلى مدينة فاس حيث يقيم، وهو ما مكن العقل المدبر بحسب المعلومات التي حصلت عليها "أخبار اليوم" من نقل سيارته المملوءة بكمية من المواد التي تستعمل في صناعة المتفجرات، بشكل آمن من مدينة خريبكة حتى مدينة فاس، وذلك لتفادي خضوع السيارة المشبوهة للتفتيش من قبل حواجز السد القضائية للشرطة والدرك. ومما يؤكد فرضية هذه الوسيلة الآمنة والذكية، والتي لجأ إليها زعيم الخلية الإرهابية لنقل سيارته إلى فاس، هو أن السيارة التي يعتقد أن "الديبناج" أنزلها بالساحة القريبة من القنصلية الفرنسية بمدينة فاس لتفادي الشبهة أيضا، وجدها عناصر "البسيج" خلال رصدها ومعاينتها وهي مركونة بدقة بالقرب من القنصلية الفرنسية، (وجدوا) أن الإطارات أو العجلات الأربع للسيارة تظهر نظيفة جدا وخالية من الأتربة، حيث أنها لم تستعمل بعد، ولم تحتك بشكل مباشر ومستمر مع الطرق ، مما يؤكد واقعة نقلها من خريبكة إلى فاس على متن سيارة "الديباناج"، وهي الفرضية التي يحاول المحققون من خلالها الوصول إلى الشركة التي تكلفت بنقل سيارة العقل المدبر من خريبكة إلى فاس، وركنها بطلب منه بالساحة القريبة من مقر القنصلية الفرنسية بالتحديد، خصوصا أن العمارة "الآمنة" أيضا، والتي اكترى فيها زعيم الخلية الشقة، تتوفر على مرآب لركن السيارات بالطابق الأرضي للعمارة، لكنه فضل وضع سيارته بساحة القنصلية. وفي سياق آخر متصل بجديد الخلية الإرهابية، أفادت مصادر "أخبار اليوم" بأن المحققين، يواصلون بمدينة فاس أبحاثهم، للوصول إلى فك لغز طريقة اختيار العقل المدبر للشقة المفروشة و"الآمنة"، والتي اكتراها بسعر مكلف من صاحبها بعمارة فاخرة بقلب شارع الجيش الملكي بوسط مدينة فاس، والقريبة من فندقين فاخرين في ملكية خليجيين، وعلى بعد مساحة غير بعيدة عن مقري ولاية جهة فاس/ مكناس وولاية الأمن، إضافة إلى القنصلية الفرنسية، والتي وجدوا بالقرب من بنايتها سيارة العقل المدبر وبداخلها كمية كبيرة من المواد المستعملة في صناعة المتفجرات، فيما يزال الغموض يكتنف مصير رجل عجوز وزوجته، كان العقل المدبر قد أحضرهما معه على أنهما والديه، رافقهما من مدينة خريبكة إلى فاس من أجل زيارة حامات مولاي يعقوب، حيث اختفى العجوزان أياما قليلة عن اعتقال العقل المدبر ومساعده بالشقة التي دخلها العجوزان قبل اختفائهما عن الأنظار. من جهة أخرى، خضعت متاجر بفاس متخصصة في بيع معدات الصيد لأبحاث المحققين، والذين استمعوا لبعضهم، بعد أن شك المحققون في فرضية لجوء زعيم الخلية ومساعده إلى اقتناء بندقيتي الصيد والتي حجزت في شقتهما بفاس، إضافة للكمية الوفيرة من الذخيرة الحية، والتي وجدوها بالشقة وبالسيارة المركونة بساحة القنصلية الفرنسية. من جهتها كشفت وزارة الداخلية في بلاغ لها، أصدرته يوم أول أمس الأربعاء، بأن الخبرة العلمية المنجزة من طرف المصالح المختصة على المواد المشبوهة التي تم حجزها بشقة العقل المدبر للخلية بفاس وبسيارته، أكدت بأن هذه المواد الخطيرة تخص سوائل ومساحيق كيماوية أساسية تدخل في صناعة المتفجرات، كانت ستستعمل من طرف أفراد هذه الخلية لتنفيذ مخططاتهم الإرهابية وتحويل مدينة فاس إلى حمام دم. وشدد بلاغ الداخلية بأن الخبرة أثبتت أيضا وجود مواد كيماوية تستعمل في تسريع عملية الانفجار والرفع من شدته، وأن قارورات إطفاء الحرائق المحجوزة يتم إعدادها كأوعية لتعبئتها بالمواد المتفجرة، مع إضافة كميات من المسامير والقطع الحديدية صغيرة الحجم، بهدف إحداث خسائر جسيمة في الأرواح والممتلكات، فيما أن قارورات غاز البوتان التي تم حجزها يمكن استعمالها كعبوات حارقة لمضاعفة قوة الانفجار أثناء تنفيذ العمليات الإرهابية، كما عثر الخبراء في المحجوز، بحسب نفس بلاغ الداخلية، على مواد تدخل في صناعة وتركيب الصواعق اللازمة لصناعة أنظمة تفجير العبوات الناسفة.