"باش نمشي للجنة" … هو أخطر تصريح لمتهم قاصر لايتجاوز عمره 16 سنة والذي اعتقل ضمن الخلية التي فككت عناصر المكتب المركزي للأبحاث القضائية (البسيج) يوم18 فبراير الجاري والتي كانت تعتزم القيام بعملية إرهابية أمس الجمعة. تصريح القاصر (س. أ) وهو يؤكد استعداده للقيام بعملية انتحارية عن طريق سيارة مفخخة، نقله عبد الحق الخيام مدير(البسيج) أمس للصحافيين ليعكس خطورة العمليات التي كانت هذه الخلية تستعد للقيام بها والتي كانت تنوي تحويل عشية عشرين فبراير 2016 إلى جحيم، القاصر كان يجيب عن أسئلة المحققين عندما سأله أحدهم لماذا تريد القيام بهذا العمل الخطير؟. ما استدعى لقاء البسيج مع الصحافيين حسب الخيام هو المخطط النوعي الذي كان أعضاء الخلية العشرة يحضرون له باستعمال أسلحة بيولوجية فتاكة وغازات سامة في اعتداءات إرهابية لأول مرة. العملية التي قامت بها عناصر البسيج التابعة لمديرية مراقبة التراب الوطني تمت بأحد أحياء مدينة الجديدة التي اكترى بها زعيم الخلية الارهابية (م. ل) بيتا وأخفى به الأسلحة والمواد المتفجرة التي توصل بها، وعن طريقه تم التوصل إلى باقي أفراد الخلية ومنهم القاصر السابق ذكره بالاضافة إلى الفرنسي (ج. ت) الذي استقر بالمغرب منذ سنة بعد اعتناقه الاسلام والذي كان له دور مهم في التنظيم رفقة باقي العناصر المتطرفة. مصالح البسيج عرضت شريطا مصورا لعملية اقتحام البيت الذي كان يوجد أسفل منه محل تجاري راكم أمامه عددا كبيرا من قنينات الغاز، وهو ما جعل مصالح الأمن تتخذ إجراءات أمنية مشددة مخافة وقوع أية مواجهات مع المشتبه بهم أثناء الاعتقال وحجز الاسلحة والمواد المتفجرة، علما أن الاعتقال جاء يوما واحدا فقط قبل مرور الخلية إلى تنفيذ مخططها الارهابي باستهداف مواقع حيوية ومؤسسات عمومية وشخصيات سياسية ومدنية وعسكرية، وهو ما يبرر العثور على بندقية متطورة تعمل بالضغط الهوائي مزودة بمنظار يستعملها "السنايبر" لإصابة شخصيات معينة بدقة متناهية. ومن خلال الأهداف التي سطرت الخلية لتفجيرها أو تصفيتها يتضح أنها تقتبس نفس الطرق التي تعمل بها التنظيمات الارهابية في سوريا والعراق وليبيا، ووضعت سيناريوهات مشابهة لهذه العمليات من أجل تنفيذها بالمغرب لاسيما أنه تم العثور ضمن المحجوزات على خطاطة توضح بالرسوم كيفية صناعة صاروخ لإصابة أهداف بعيدة لكن البحث الجاري حاليا لم يتوصل بعد إلى مدى هذا الصاروخ والمسافة التي تفصله عن الأهداف. داخل مقر البسيج عرضت مصالح الأمن الأسلحة التي تم حجزها وقام خبراء في المتفجرات وتحليل المخاطر والتشخيص القضائي بشرح مستفيض لنوعية هذه الأسلحة التي تم تهريبها من ليبيا بالاضافة إلى مواد كيماوية تستعمل في صناعة المتفجرات وأخرى تستخرج من مواد عادية كاللحم والليمون والتي تدخل رفقة مواد كيماوية في صناعة أسلحة بيولوجية فتاكة وغازات تشل الجهاز العصبي وسموم قاتلة، ما يبين حجم الاعتداءات التي كانت تنتظرها البلاد لولا الضربة الاستباقية لعناصر البسيج والمخابرات المغربية