في سابقة من نوعها بقلب الأطلس المتوسط، لم تمنع التساقطات الثلجية الكثيفة وسوء أحول الجو التي عرفتها المنطقة منذ منتصف الأسبوع الماضي وتواصلت خلال الأسبوع الجاري، (لم تمنع) سكان دوار "أمان إسلان" بمنطقة جبلية على ارتفاع 1500 متر بضواحي "منطقة بومية" القريبة من خنيفرة، والتي تم إلحاقها مؤخرا بإقليم ميدلت، من الخروج في مسيرة احتجاجية مساء يوم الاثنين الأخير، للمطالبة بإغاثة ساكنة الدوار بعد أن عزلتهم الثلوج عن العالم الخارجي. وعلم "اليوم 24" من مصادرها بالمنطقة، أن المحتجين، أغلبهم من الشباب القادرين على تحمل موجة الصقيع، قطعوا مشيا على الأقدام أزيد من 15 كيلومترا، وهم يحملون الأعلام الوطنية، صوب مقر جماعة "أغبالو" التابعين لها، حيث طالبوا بفك العزلة عن أهاليهم القابعين وسط ركام من الثلوج بدوار "آمان إسلان" بوسط سهول وهضاب ملوية العليا وعلى الحدود ما بين الأطلس الكبير والأطلس المتوسط، كما رفعوا شعارات مناوئة لفضح كما قال المحتجون، ما تروج له الجهات الرسمية بخصوص مخطط العمل الاستباقي الموضوع من طرف لجان اليقظة الإقليمية، منها إقليم ميدلت التابعين له، من أجل تقديم الدعم والمساعدة للمواطنين في المناطق الجبلية، والحد من آثار موجة البرد والثلوج التي تعرفها جبال الأطلس المتوسط والكبير منذ انطلاق الموسم الشتوي. من جهته، قال أحد المنظمين للمسيرة الغاضبة لسكان دوار "أمان اسلان"، التابع لقيادة بومية، في اتصال هاتفي مع "أخبار اليوم"، إن "تحرك شباب الدوار المحاصر بالثلوج منذ نهاية الأسبوع الماضي، وانطلاقهم في مسيرة مشيا على الأقدام، جاء بغرض لفت انتباه السلطات المحلية بعمالة إقليم ميدلت، لفك العزلة عن أطفال ونساء وكبار السن، والذين انقطعت صلتهم بالعالم الخارجي، بسبب إغلاق الثلوج للمسالك الطرقية غير المعبدة التي تمت تكسيتها في السابق ب"التوفنة"، لكن دوارنا "أمان إسلان" بادر شبابه بالتحرك لقربه من مقر جماعة أغبالو طلبا للنجدة، ومطالبة السلطات بالتدخل لإزاحة الثلوج وتزويد السكان بالمؤن الغذائية ونقل المرضى منهم نحو المستشفى"، يقول الشاب من منظمي المسيرة. وأضاف نفس المصدر أن الثلوج منعت سكان الدواوير المحاصرة من الذهاب إلى الأسواق ب"جماعة أغبالو" و"بومية" لاقتناء حاجياتهم من المواد الغذائية، كما أن الأطفال هم كذلك انقطعوا عن الدراسة، وحرموا من اجتياز الامتحانات الأخيرة بالأقسام الابتدائية، خصوصا منهم التلاميذ المحسوبين على مجموعة مدارس قرية آيت واحي أوحقي، يورد مصدر الجريدة. وبخصوص رد السلطات على هذه الاحتجاجات، أفاد مصدر من عمالة إقليم ميدلت للجريدة، بأن السلطات تحركت سريعا لفك العزلة عن ساكنة دواوير جماعة "أغبالو" بقيادة بومية، والتي تضررت من محاصرتها بالثلوج الكثيفة التي عرفتها المنطقة، حيث باشرت مصالح مندوبية التجهيز والنقل واللوجستيك بتنسيق مع السلطات المحلية، إطلاقها عمليات إزاحة الثلوج وفتح المعابر الطرقية بداخل الإقليم، خصوصا بمنطقة بومية الجبلية، وسخرت لها كاسحات الثلوج، إضافة الى فتحها للطريق الإقليمية 7315 ما بين أغبالو وسيدي يحيى، والتي أدخلتها وزارة النقل في نشرتها المنشورة على موقعها الرسمي يوم الاثنين الماضي، ضمن الطرق ال10 المقطوعة على الصعيد الوطني، بعد فتحها ل53 طريقا وطنية وجهوية وإقليمية.