قال الصحافي حميد برادة، أن هناك انزعاج من ظهور عبد الاله بنكيران، رئيس الحكومة المعين، كموحِّد لأحزاب الحركة الوطنية. وأضاف في هذا الحوار، ان ما يهم عزيز أخنوش، الرئيس الجديد، لحزب الحمامة، هو الحصول على القطاعات الاقتصادية الأساسية في الدولة. بماذا تفسر سلوك أحزاب الحركة الشعبية والاتحاد الدستوري، والاتحاد الاشتراكي، التي أعلنت التجند وراء حزب الأحرار في مفاوضات تكوين الحكومة؟ أعتقد أن الأمر بات واضحا، فهذه مناورات تعكس مواقف غير معبر عنها، تفيد أن هذه الأحزاب لا تتحكم في قرار مشاركتها في حكومة بنكيران، كأن هناك جهة ما مجهولة لها موقف مسبق، توجهها من الخلف. من هي هذه الجهة؟ لا نعرف بالضبط، لكننا نرى سلوكيات هذه الجهة. إذ من غير المعقول أن يأتي حزب للتفاوض مع رئيس الحكومة ومعه حزب آخر يشترط دخوله معه، مثل من له تذكرة دخول للملعب ويريد إدخال شقيقه معه. قد أتفهم أن يشترط حزب مشاركة حزب آخر في الحكومة. لذلك لا أقول إن هذا مقبول، لكن أقول إن هذا مفهوم. لماذا في رأيك يرفض عزيز أخنوش مشاركة حزب الاستقلال في الحكومة؟ أخنوش لم يقل لحد الآن لماذا يرفض حزب الاستقلال، لكنني أعتقد أن حزب الميزان يمثل ما تبقى من الكتلة، وهناك انزعاج من تحالف البيجيدي والكتلة لما لذلك من أبعاد رمزية وتاريخية. لكن البيجيدي قاد حكومة مع حزب الاستقلال والتقدم والاشتراكية والحركة الشعبية في 2011؟ هذا صحيح. لكن اليوم أًصبح غير مقبول وجود حكومة يقودها البيجيدي ويشارك فيها الاستقلال والاتحاد والتقدم والاشتراكية، لأن هذا سيظهر البيجيدي كقائد وموحد لأحزاب الحركة الوطنية. هل يخلق هذا مشكلا فعلا؟ فعلا، هذا خلق مشكلا. طبعا أنا لا أفهم سبب القلق من هذا التحالف، لكن الواقع أنه خلق مشكلا. هناك من يرى أن أخنوش يستبعد حزب الاستقلال فقط، من أجل أن يهيمن على القطاعات الوزارية الأساسية؟ هذا وارد أيضا، فأخنوش يريد الحصول على القطاعات الاقتصادية الأساسية ولا يريد منافسته من طرف حزب الاستقلال على هذه القطاعات. لكن اليوم هناك أزمة في مفاوضات تشكيل الحكومة، هل تتوقع أن يؤدي ذلك إلى إسقاط بنكيران؟ بالنسبة إليّ، فإن مفاوضات الأحزاب تدخل في إطار اللعبة السياسية، لكن لا يجب أن تؤدي إلى أزمة أو "بلوكاج"، كالذي حصل الآن، مما يجعل السؤال مطروحا عما إذا كان الهدف هو إسقاط بنكيران. هل هذا احتمال وارد؟ من الصعب حصول ذلك، لأن الأضرار التي ستحصل للمغرب أكبر من المكاسب. إذ سيحلق ذلك ضررا بتجربة المغرب واستقراره السياسي وسمعته. طبعا لحد الآن المناورات الجارية لازالت حبيسة إطار وطني، لكن إذا فشل بنكيران سيصبح الموضوع كبيرا على المستوى الدولي، وسيظهر المغرب بأنه لم يحترم نتائج الانتخابات. وهذا لن يكون في صالح المغرب، ومن جهتي لا أتوقع أن نصل إلى هذا المستوى. هل تتوقع أن يتخلى بنكيران عن حزب الاستقلال؟ من الصعب ذلك. لقد كانت لبنكيران مشاكل مع الاستقلاليين لكنه تصالح معهم، وسلوكهم الأخير كان جيدا تجاه البيجيدي. لكن ربما لن يكون لبنكيران أي بديل إذا وجد نفسه أمام خيارين: إما أن يتخلى عنهم أو يفشل. هل تتوقع تدخل الملك لمساعدة بنكيران على تشكيل الحكومة؟ لا أعرف. من الممكن أن يحصل ذلك، لأنه لا يمكن أن يستمر الوضع على ما هو عليه. ماذا فهمت من الخطاب الملكي بمناسبة ذكرى المسيرة الخضراء، حول تشكيل الحكومة؟ الخطاب الملكي خضع لتأويلات عدة، فهناك من اعتبر بأنه لصالح بنكيران، وهناك من رأى أنه ضد بنكيران. بالنسبة إلي الخطاب تضمن توجيهات عامة تهم تشكيل الحكومة.