17 أكتوبر, 2016 - 07:55:00 انطلقت اليوم رسميا مفاوضات تشكيل الحكومة المقبلة بعدة لقاءات عقدها عبد الإله بنكيران مع زعماء الأحزاب، اللقاء الأول لبنكيران كان مع امحند العنصر أمين عام حزب "الحركة الشعبية" الذي قال بعد انتهاء اللقاء إن أمر الدخول إلى التحالف الحكومي رهين ببعض المواصفات وأن المجلس الوطني لحزب السنبلة الذي سيعقد في 29 من الشهر الجاري هو من سيحسم في الموضوع. أما حزب "التجمع الوطني للأحرار" فقد سبق موعد انطلاق مشاورات تشكيل الحكومة بإعلان رزمة من الشروط يريد فرضها على "البيجيدي" للدخول إلى الحكومة مع حليفه الجديد أي حزب الاتحاد الدستوري وزعيم جديد كذلك هو عزيز أخنوش. وبخصوص حزب الاستقلال الذي يعقد عبد الإله بنكيران في هذه الأثناء لقاء مع أمينه العام حميد شباط فقد اشترط أن يكون دخوله إلى الحكومة مرهونا بتواجد حزب الاتحاد الاشتراكي فيها مع العلم أن هذا الأخير قد خرج ببيان في مؤتمره التاسع أكد فيه أن تحالفاته السياسية لن تكون إلا مع من ينسجم مع مرجعيته الاشتراكية. وإن كان عبد الإله بنكيران يتحكم لغاية اللحظة بخيوط التحالفات باعتبار أن حزبه قد أحرز عددا كبيرا من المقاعد البرلمانية وكلف رسميا من قبل الملك بتشكيل الحكومة لكن لعبة الشروط التي بدأت تعلن عنها العديد من الأحزاب لاشك أنها سترخي بظلالها على مسار تشكيل الحكومة وستعقد من مهمة بنكيران. مفاوضات تشكيل الحكومة ستكون طويلة ومشاورات اليوم لجس النبض فقط عبد الرحيم العلام أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاضي عياض بمراكش قال في تصريح ل "لكم" إنه من الطبيعي في الجولة الأولى من المفاوضات أن يسعى كل حزب إلى التفاوض من منطق القوة، فالجولة الأولى تكون دائما بهذا الشكل لأنها تكون لجس النبض فقط، مشيرا إلى أنه يتوقع أن تكون هناك مفاوضات طويلة الأمد وأن تعقد جولة ثانية وثالثة من المشاورات. وعن التقارب الكبير بين حزب الاستقلال والاتحاد الاشتراكي وعقدها للقاء تنسيقي وربط لشكر دخوله إلى التحالف الحكومي بقرار من حزب الاستقلال أشار العلام إلى أنه في هذا التوقيت يحاول كل طرف ضعيف التشبت بطرف قوي لكن في نهاية المطاف فإن حلف الاستقلال والاتحاد الاشتراكي ممكن أن ينهار في أي لحظة. وأكد العلام أن حزب العدالة والتنمية يفاوض من موقع قوة ويحاول أخذ أهم الوزارات وعينه كذلك على رئاسة مجلس النواب، أما الشروط التي تفرض هنا أو هناك فهي جد عادية حسب العلام وحتى إن كانت هناك محاولات لعرقلة تشكيل الحكومة فإنها لن تنجح لأن "البيجيدي" له أريحية في التفاوض لكونه هو يترأس حكومة تصريف الأعمال وله أكبر عدد من المقاعد البرلمانية. الاتحاد الدستوري جنى على نفسه بتحالفه مع "الأحرار" وعن دخول حزب الاتحاد الدستوري في تحالف مع "الأحرار" قال عبد الرحيم العلام إن "حزب الحصان" جنى على نفسه عندما ربط مصيره بمصير حزب "التجمع الوطني للأحرار" لأن نفسية البيجيدي رافضة للتحالف مع "الأحرار" وممكن أن يضحي بنكيران بهم لصالح حليف جديد بالنظر للمتاعب التي خلقوها في الولاية الحكومية الأولى. وبخصوص تولي أخنوش قيادة سفينة "الأحرار" بدل مزوار أبرز العلام أن أخنوش يريد العودة إلى الحكومة بأي طريقة كانت وبالضبط إلى وزارة الفلاحة والصيد البحري لأنها تخدمه بشكل كبير، لذلك فأخنوش يضيف العلام يفاوض على نفسه وليس على الأحرار. وأكد العلام على أن هياكل الأحزاب الإدارية لا تأثير لها وتحاول أن تحاكي حزب العدالة والتنمية في سلوكاته عندما يعود إلى أجهزته الداخلية للبث في بعض الأمور لكن التنظيم الداخلي للبيجيدي ليس هو تنظيم هذه الأحزاب حسب العلام.