ضم رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون صوته، اليوم السبت، إلى الانتقادات المتزايدة للضربات الجوية الروسية في سوريا. وقال إن هذه الضربات تزيد الموقف سوءا وتساعد الرئيس السوري بشار الأسد على البقاء في السلطة. وأضاف كاميرون قائلا: "إنه من الواضح تماما أن روسيا لا تميز بين تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) وجماعات المعارضة السورية المشروعة، ونتيجة ذلك أنهم بالفعل يدعمون الأسد الجزار ويساعدونه، ويزيدون الموقف سوءا بحق". وأردف: "لقد أدينوا في العالم العربي كما يستحقون لما اقترفوه، وأظن أن العالم العربي على حق في هذا الأمر". وقال كاميرون الذي يصر على أن الأسد لا ينبغي أن يلعب أي دور في أي حكومة سورية في المستقبل: "لكننا يجب أن نستثمر هذه اللحظة لمحاولة السعي لتقديم خطة شاملة من أجل التوصل لمرحلة انتقالية سياسية في سوريا؛ لأن هذا هو السبيل لإرساء السلام في المنطقة". وكان الرئيس الأمريكي باراك أوباما حذر أمس الجمعة من أن جهود روسيا لدعم النظام السورهي سوف تؤدي إلى "تورطها في مستنقع" وتقوية تنظيم "الدولة الإسلامية". ومن جهتها أعلنت روسيا اليوم السبت شن ضربات استهدفت مواقع لتنظيم "الدولة الإسلامية"، في اليوم الرابع على بدء عملياتها في سوريا. وقالت وزارة الدفاع الروسية إن سلسلة من الضربات الجوية التي شنتها خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية أدت إلى تدمير مركز للقيادة وتحصينات تحت الأرض تابعة لتنظيم "الدولة الإسلامية" بالقرب من مدينة الرقة، التي تعد أبرز معاقل التنظيم في شمال سوريا. وقال مسؤول كبير في رئاسة الأركان الروسية الجنرال اندريه كارتابولوف "لقد نجحنا في خفض القدرات العسكرية للإرهابيين إلى حد كبير (…) لقد بدأ الذعر ينتابهم وسجلت حالات فرار في صفوفهم" مضيفا أن "حوالي 600″ مسلح من تنظيم "الدولة الإسلامية" المعروف باسم (داعش) "غادروا مواقعهم ويحاولون الفرار إلى أوروبا". وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن 39 مدنيا على الأقل قتلوا منذ بداية الضربات الجوية الروسية يوم الأربعاء. وأضاف أن 14مقاتلا معظمهم من متشددي "الدولة الإسلامية" قتلوا، اثنا عشر منهم في مدينة الرقة الشرقية كما قتل اثنان من جبهة النصرة جناح تنظيم القاعدة في سوريا. ويشار إلا أنه يصعب التحقق من صحة هذه المعلومات والمعطيات من مصادر مستقلة. واتهمت بريطانياروسيا باستهداف القوات التي تحارب بالأساس الرئيس بشار الأسد وليس مسلحي تنظيم داعش. وقال وزير الدفاع مايكل فالون، إن روسيا نفذت قصفا جويا "غير موجه" أدى إلى مقتل مدنيين. وأضاف وزير الدفاع البريطاني أن المعلومات الاستخبارية تشير إلى أن موسكو استهدفت بالأساس القوى التي تحارب قوات الجيش السوري الموالي للأسد. وقال فالون إن ضربة جوية واحدة بين كل 20 ضربة روسية في سوريا تستهدف تنظيم داعش، محذرا من أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، يقتل المدنيين دعما للرئيس السوري بشار الأسد. وأضاف فالون في مقابلة مع صحيفة (ذي صن) يوم السبت: "تشير أدلتنا إلى أنهم يسقطون ذخيرة غير موجهة في مناطق مدنية ويقتلون مدنيين… إنهم يسقطونها على قوات الجيش السوري الحر التي تقاتل الأسد". وتتزامن اتهامات لندنلروسيا، مع تصريحات للرئيس الأميركي بارك أوباما أكد فيها أن الغارات الجوية التي تشنها روسيا دعما للرئيس الأسد، تقوي تنظيم داعش، وتضعف المعارضة المعتدلة. وترد روسيا على منتقديها قائلة إن مقاتلاتها تستهدف في سوريا مواقع تابعة لداعش و"جبهة النصرة" والمجموعات المسلحة المنضوية تحتهما حصرا بضربات عالية الدقة، مشددة على عدم ضرب خصوم السلطات الرسمية.