واصل التحالف الدولي بقيادة الولاياتالمتحدة غاراته على مواقع لتنظيم الدولة الإسلامية في سوريا، واستهدف خمس قرى محيطة بمدينة البوكمال بمحافظة دير الزور على الحدود العراقية السورية، وفق ما نقلت وكالة رويترز عن مصادر حقوقية سورية. كما استهدفت غارات التحالف الدولي ليلة الثلاثاء، مواقع لتنظيم الدولة قرب مدينة عين العرب شمالي سوريا ومواقع أخرى بشمال الرقة وريف إدلب، في حين وثقت الشبكة السورية لحقوق الإنسان مقتل 24 مدنيا على الأقل في موجة الغارات الأولى. ووفق مصادر صحافية، فالغارات استهدفت مواقع لتنظيم الدولة في قرى بمحيط مدينة عين العرب المعروفة بكوباني في ريف حلب الشمالي قرب الحدود السورية التركية حيث تدور معارك بين التنظيم وقوات حماية الشعب الكردية، وأن الغارات اتخذت طابعا جديدا يتمثل في استهداف مواقع سيطر عليها التنظيم ويتقدم منها باتجاه عين العرب، بعدما ركزت الغارات الأولى على الخطوط الخلفية للتنظيم ومراكز القيادة والسيطرة والتدريب والسلاح. ونقلت وكالة رويترز عن مصادر بالمركز السوري لحقوق الإنسان أن الطائرات جاءت من اتجاه الأراضي التركية ولم تكن سورية. كما وقعت غارات أخرى بغديك والجرن في الريف الغربي لمدينة تل أبيض شمال الرقة. واستهدفت أيضا مقار لجبهة النصرة في ريف إدلب. وقد وثقت الشبكة السورية لحقوق الإنسان مقتل 24 مدنيا بينهم خمسة أطفال وخمس نساء، وسقط معظم القتلى في إدلب ب12 قتيلا، وستة قتلى في دير الزور. وقالت مصادر من المعارضة السورية إن الغارات أوقعت 120 قتيلا من المسلحين على الأقل و11 مدنيا. وتحدث المرصد السوري لحقوق الإنسان عن إصابة نحو 300 عنصر من تنظيم الدولة بجروح، بينهم أكثر من مائة حالتهم حرجة ونقلوا إلى العراق.وقد بث تنظيم الدولة الإسلامية تسجيلا مصورا على شبكة الإنترنت تظهر فيه حركة الناس في أسواق وشوارع مدينة الرقة بعد تعرضها لغارات جوية شنها التحالف الدولي على مناطق عدة. ولم يُظهر الفيديو آثار الدمار في مواقع تنظيم الدولة الإسلامية وسط المدينة التي تعرضت للقصف.وكانت الولاياتالمتحدة ودول عربية عدة قد بدأت ضربات جوية وصاروخية ضد تنظيم الدولة وجبهة النصرة في سوريا، شملت مقاتلين ومراكز تدريب ومقار قيادة ومنشآت تحكم وشاحنات ومركبات مدرعة.وقالت القيادة المركزية للجيش الأميركي، إن الأردن والبحرين والسعودية وقطر والإمارات شاركت في الهجمات التي شملت محيط مدن الرقة ودير الزور والحسكة والبوكمال في شرق سوريا. أما مدير العمليات بوزارة الدفاع الأميركية وليام مايفيل، فأشار في وقت سابق إلى أن الغارات استهدفت مواقع تابعة لتنظيم الدولة وأخرى لجماعة خراسان المنتمية لتنظيم القاعدة، وأوضح أن التقارير الاستخبارية كشفت أن المجموعة كانت في المراحل الأخيرة من التخطيط لتنفيذ هجمات كبيرة على أهداف غربية وأميركية. وقد أكد ما يعرف بجيش المجاهدين في مدينة حلب أن أي ضربات عسكرية لا تستهدف النظام السوري وما وصفها بالمليشيات الطائفية المتحالفة معه هي مؤامرة على الشعب والثورة السورية، حسب تعبيره. وقالت الجماعة -وهي أكبر فصائل المعارضة العسكرية بشمال سوريا- في بيان تلاه قائدها العام محمد بكور، إن المجتمع الدولي غير جاد في تمكين الشعب السوري من نيل حريته بعد أربعة أعوام من عمر الثورة. أعلن رئيس الحكومة البريطانية ديفيد كاميرون الذي ينوي المشاركة في الضربات ضد تنظيم "داعش" حسب الصحف البريطانية، أن المملكة المتحدة ليس لها خيار آخر غير محاربة جهاديي "داعش". وفي تصريح لمحطة "إن بي سي نيوز"، الثلاثاء، قال كاميرون: "إنها معركة من المستحيل عدم المشاركة فيها. هؤلاء الناس يريدون قتلنا" مضيفاً أن الجهاديين خططوا للقيام باعتداءات في أوروبا وغيرها. وأضاف: "نحن في خط مرماهم ويجب أن نقيم هذا التحالف (...) كي ندمر في نهاية المطاف هذه المنظمة الشريرة". وقد وافق ديفيد كاميرون على الضربات التي تشنها الولاياتالمتحدة وحلفاؤها العرب ضد التنظيم المتطرف ولكن حتى الآن اكتفى فقط بتقديم أسلحة إلى المقاتلين الأكراد. ومع ذلك، وبحسب صحيفة "انديبندانت"، فإن كاميرون قد يدعو البرلمان البريطاني فور عودته من قمة الأممالمتحدة في نيويورك كي يناقش مشاركة المملكة المتحدة في الضربات. ومن ناحيته، أعلن وزير الدفاع البريطاني مايكل فالون في مقابلة مع مجلة "سبيكتاتور" أن كاميرون "ليس لديه الوقت ليضيعه مع الذين يعتقدون أن بريطانيا يجب أن تبقى خارج النزاع". وأعرب الوزير عن أمله في أن يوافق البرلمان الذي رفض العام الماضي الانضمام إلى ضربات محتملة من قبل الولاياتالمتحدة ضد الرئيس بشار الأسد، على طلب الحكومة البريطانية.