قال مسؤولون أمريكيون إن الولاياتالمتحدة وعدة دول خليجية حليفة شنت، أمس الثلاثاء، ضربات جوية وصاروخية ضد أهداف تنظيم الدولة الإسلامية بسوريا لتفتح جبهة جديدة أكثر تعقيدا في المعركة ضد المتشددين. ضربات ضد داعش تشارك فيها قوات جوية عربية قال الأميرال جون كيربي، المتحدث باسم وزارة الدفاع (البنتاجون) في بيان "أستطيع تأكيد أن قوات الجيش الأمريكي وقوات دول شريكة تقوم بعمل عسكري ضد الإرهابيين (من الدولة الإسلامية) في سوريا باستخدام المقاتلات والقاذفات وصواريخ توماهوك الهجومية". وأضاف المتحدث "نظرا لأن هذه العمليات جارية لسنا في وضع يسمح لنا بتقديم تفاصيل إضافية في الوقت الراهن". وقال مسؤول أمريكي طلب عدم نشر اسمه إن السعودية والإمارات والأردن والبحرين شاركوا في الغارات الجوية الأمريكية على سوريا لكنه لم يكشف عن الدور المحدد لكل دولة في العمليات العسكرية. وقال إن قطر لعبت دورا داعما للهجمات الجوية. وقال مسؤول أمريكي آخر إن سفينة أمريكية واحدة على الأقل أطلقت صورايخ توماهوك سطح سطح. واستخدمت أيضا في الهجمات طائرات أمريكية مسلحة دون طيار. وشملت الأهداف مدينة الرقة معقل تنظيم الدولة الإسلامية الذي سيطر على مساحات شاسعة من الأراضي في العراقوسوريا وأعلن قيام خلافة إسلامية في قلب الشرق الأوسط. وقالت جماعة تراقب الحرب في سوريا إن ما لا يقل عن 20 من مقاتلي الدولة الإسلامية لقوا حتفهم. وقال التلفزيون السوري إن الولاياتالمتحدة ابلغت مندوب دمشق لدى الأممالمتحدة يوم الإثنين انها ستضرب اهدافا للدولة الإسلامية في الرقة على بعد 400 كيلومتر شمال شرقي دمشق. كما استهدفت مناطق على الحدود العراقية السورية. وقال مسؤولون أمريكيون والمرصد السوري لحقوق الإنسان إن الهجمات في الرقة استهدفت مبان يستخدمها المسلحون وإمدادات الأسلحة ونقاط التفتيش. ويتابع المرصد السوري الحرب الأهلية في سوريا من خلال شبكة من النشطين على الأرض. وقال رامي عبد الرحمن، مدير المرصد لرويترز في اتصال هاتفي إنه جرى تنفيذ 50 ضربة جوية على الأقل ضد أهداف لتنظيم الدولة الإسلامية في محافظتي الرقة ودير الزور، أمس الثلاثاء، كما شنت ضربات جوية على جبهة النصرة التي تربطها صلات بتنظيم القاعدة في شمال غرب سوريا. وقال سكان في الرقة الأسبوع الماضي إن تنظيم الدولة الإسلامية عمد للاختباء بعدما أشار الرئيس الأمريكي باراك أوباما في 11 شتنبر إلى أن الهجمات الجوية ضد التنظيم قد تمتد من العراق إلى سوريا. وتعتبر مشاركة الحلفاء العرب ضرورية من أجل مصداقية الحملة التي تقودها الولاياتالمتحدة. ويشك حلفاء الولاياتالمتحدة في الشرق الأوسط في مدى التزام واشنطن بالدخول في صراع يشكل مخاطر لكل دول المنطقة تقريبا على خلفية صراع قديم بين السنة والشيعة. وفي إطار جهود الولاياتالمتحدة لتشكيل تحالف سافر وزير الخارجية الأمريكي جون كيري إلى نيويورك في مطلع الأسبوع قبيل بدء اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة لإجراء محادثات مع نظرائه من الحلفاء العرب والأوروبيين لمناقشة الخطط الأمريكية لهزيمة الدولة الإسلامية وسماع وجهات نظرهم بشأن كيفية المشاركة. والتقى كيري أول أمس الاثنين بوزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل ووزير الخارجية البريطاني فيليب هاموند وشارك في اجتماع يضم أكثر من 12 دولة بينها دول خليجية لمناقشة الصراع في ليبيا. وقال مسؤول كبير بالإدارة الأمريكية إن الخطط الأمريكية "لتوسيع جهودنا لهزيمة (الدولة الإسلامية) نوقشت" خلال الاجتماعات لكنه رفض الكشف عن التفاصيل. وتمتلك بعض الدول العربية قوات جوية قوية ومن بينها السعودية والإمارات. ووافقت السعودية بالفعل على استضافة تدريب أمريكي لمقاتلي المعارضة السورية. لكن كثيرا من دول الخليج لا ترغب في الانضمام بقوة إلى الحملة الأمريكية في العراقوسوريا خوفا من أعمال انتقامية من قبل متطرفين أو من جانب قوات الحكومة السورية.