يرتبط عيد العرش أيام الحسن الثاني في أذهان مغاربة الستينيات إلى أواخر التسعينيات ب"النشاط"، و"الخيل والتبوريدة" و"الحوالة مشويين"، إضافة إلى طول الخطاب الملكي الممتد إلى أكثر من ساعة من الزمن. اليوم لاشيء في شوارع البيضاء يحيل على الاحتفال بالذكرى 16 على جلوس محمد السادس على العرش.. في مدينة الدارالبيضاء لم يتم تنصيب الأعلام الوطنية في الشوراع أو المحلات أو المنازل كما جرت العادة خلآل عهد الحسن الثاني. الاحتفالات بعيد العرش في عهد محمد السادس طرأت عليها تغييرات كثيرة على ما كانت عليه في عهد الملك الراحل، ليبقى حفل البيعة والولاء النشاط الأبرز الذي يجمع بين عهدي الملكين، إذ يتم تجديد البيعة لعاهل البلاد، بحضور المنتخبين عن جهات المملكة وممثلي الشعب بباحة القصر الملكي. شاهد أيضا * عيد العرش يعيد إلى الواجهة طقوس البيعة والمنعم عليهم بالأوسمة » * 3 مارس.. الذكرى التي حوّلها الحسن الثاني إلى «قدّاس ملكي» » ولاسترجاع بعض تفاصيل احتفالات عيد العرش، التقى "اليوم24" بالحاجة فاطمة الباجة، سيدة في الستينات من عمرها.. بكثير من الفرح انطلقت في حكي بعض التفاصيل: "كنا ننتظر حلول عيد العرش بفارغ الصبر.. المناسبة كانت متنفسا لكل السيدات ربات البيوت للخروج والاستمتاع برقصات الشيخات والتبوريدة، كانت الأجواء الاحتفالية تستمر لثلاثة أيام متتالية، ليطل علينا الراحل خلالها عبر جهاز التلفاز رفقة ولي عهده أنذاك مولاي محمد، والأمير مولاي رشيد". وخلال المناسبة، يتم تكليف شخص من أبناء الحي بإخبار السكان بمكان إقامة منصات الحفلات، معتمدا على "بوق" يجول به بين أزقة الأحياء ودروبها الضيفة، قبل أن تضيف الحاجة فاطمة: "كان زوجي صارما، ويمنعني من الخروج للوقوف وسط الحشود، غير أن صدى الزغاريد وأصوات الموسيقى كانت تصلني حتى البيت، حيث كنت أستغل وجودي فيه لمشاهدة أهم المنجزات السنوية التي يتم عرضها على القنوات". ومن بين التفاصيل التي لا تزال الحاجة فاطمة تستحضرها مع حلول كل عيد عرش، إعادة الخطاب الملكي في فترات مختلفة من اليوم، "كانت مدة الخطاب الملكي تتجاوز الساعة، وعوض تقديم مقتطفات من الخطاب خلال النشرات الإخبارية كما هي العادة في عهد محمد السادس، كانت القنوات الرسمية تعيد الخطاب في كل فرصة وعلى امتداد الأسبوع"، تشرح الحاجة، مضيفة بنوع من المزاح: "كنا نحفظ الخطاب من كثرة بثه وإعادته". مقارنة بسيطة بين احتفالات عيد العرش (3 مارس) وعيد العرش (30 يوليوز)، جعلت الحاجة ترمي بابتسامتها وراء ظهرها، وترسم على وجهها علامات تعجب واستفسار: "لماذا هذا البرود المرافق لعيد العرش؟ .. ياكما عياو من النشاط؟"، قبل أن يتدخل أكبر أبنائها مقاطعا: "كل وقت واحتفالات ديالها.. واحتفالات محمد السادس مختلفة تتناسب مع شباب اليوم".