شهدت بلدة "مونتبيللونا" التابعة ترابيا لإقليم "تريفيزو" شمال شرقي إيطاليا حادثا عنصريا واستفزازيا ضد مسلمي المدينة ، إذ عثر مواطن مغربي بالصدفة ليلة الخميس الجمعة على الساعة الثالثة صباحا على رأس خنزير ملقًى به عند مدخل المسجد الذي يتواجد بحي"بيافي" والذي يحتضن أيضا مقر جمعية التواصل الإسلامية التي تسير المسجد وهي تنظيم نشيط في المنطقة يبذل مجهودات كبيرة في إدماج المهاجرين المسلمين في النسيج المجتمعي الإيطالي. المواطن المغربي الذي كان عائدا إلى منزله من مطار البندقية لنقل عائلته من هناك، إثار إنتباهه الجسم الغريب الذي لمحه أمام المسجد وهو يمر بسيارته ما جعله يتوقف لإشباع فضوله. بعدها إكتشف أن الجسم الغريب ليس إلا رأس خنزير.ومباشرة بعد ذلك إتصل برجال الدرك وبالمسؤوولين عن المسجد وجمعية التواصل لإخبارهم بالواقعة. حضر الأمن إلى عين المكان مباشرة بعد ذلك وأنجز محضرا للحادثة كما أشرف على إزالة رأس الخنزير من المكان .وفتحت السلطات تحقيقا في الموضوع لمعرفة من قام بهذا الفعل العنصري. وعبر "مارسيو فافيرو" عمدة المدينة عن رفضه لمثل هذه السلوك معتبرا إياه جبانا وقال بهذا الخصوص :" هذا فعل جبان ولامسؤول ناتج عن عدم النضج . وأغتنم هذه المناسبة لكي أعبر لجمعية التواصل عن إحترامي وتضامني ، لأنها جمعية عملت دائما بتنسيق مع الإدارة في سبيل إندماج المهاجرين بالمنطقة.جمعية كهاته والتي وقفت دائما ضد التعصب تُستهدف بهذه الطريقة التي تثير الإشمئزاز والإستنكار." وأدانت جمعية التواصل على لسان عبد الله أجوكيم هذا السلوك والذي قال : " كنا دائما ندافع عن التعايش الحضاري والسلمي ، نعمل من أجل الإندماج ونربي أبناءنا على هذا الأساس ونعلمهم العيش جنبا إلى جانب في إحترام وإخاء. نحن أكبر من أن يهيننا سلوك من هذا القبيل لكننا نتأسف كثيرا على ما حدث ". ومعروف عن جهة "الفينيتو" كونها معقل حزب "عصبة الشمال" وهو حزب عنصري يميني متطرف لا يخفي عداءه للأجانب عامة والمسلمين خاصة ، وليس عبثا كون عمدة البلدة التي شهدت الحادثة بالإضافة إلى مسؤولو بلدات أخرى منتمية لنفس الجهة ينتمون إلى حزب "رابطة الشمال" وهو هيئة سياسية أشبه من حيث اهدافها وبرامجها بحزب "الجبهة الوطنية الفرنسي". وتشهد العديد من دول الإتحاد الأوربي مؤخرا تزايد الحوادث العنصرية التي يكون ضحاياها من معتنقي الديانة الإسلامية ، خاصة بعد الأحداث الإرهابية التي عرفتها العاصمة الفرنسية باريس والتي أدت إلى مقتل مجموعة من الأشخاص بينهم صحفيين من مجبة "شارلي إيبدو".