تزايد اضطهاد المسلمين بشمال إيطاليا طالب إتحاد الجالية والهيئات الإسلامية بإيطاليا في رسالة وجهها يوم الجمعة الماضية إلى الرئيس الإيطالي "جورجو نابوليطانو" بالتدخل للحد، بما أسمته الرسالة، من الاضطهاد الذي يتعرض له المسلمون بشمال إيطاليا ، على خليفة حرمان عمدة بلدة "أدرو" ،التلاميذ المسلمين ،المسجلين بالمدرسة الابتدائية الوحيدة المتواجدة بهذه البلدة الواقعة شمال وسط إيطاليا ، من الاستفادة من وجبات أكل تعويضية عن الوجبات المعدة من لحم الخنزير وأن التعويض لن يتم إلا" لمن يدلي بشهادة طبية تثبت أن أكل لحم الخنزير ضار له" . لماذا لا ترحلوا إلى الجنوب؟ فحسب "عزالدين الزير" رئيس إتحاد الجالية والهيئات الإسلامية بإيطاليا ،الذي يضم حوالي 130 جمعية إسلامية تتواجد بإيطاليا،وموقع الرسالة الموجهة الرئيس الإيطالي فإن " "المجهودات التي يقوم بها المسلمون بإيطاليا سواء كانوا إيطاليين او مقيمين أجانب في دعم قيم وأسس الجمهورية، تواجه دائما بحملة دعائية معادية الغرض منها حرمان المسلمين من أدنى حقوقهم" مشيرا إلى مختلف القرارات الإدارية بخصوص المسلمين الصادرة عن الجماعات المحلية بالأقاليم الشمالية من إيطاليا والتي تتعارض مع الفصل الثامن من الدستور الذي ينص على احترام مختلف المعتقدات والديانات. وحتى وإن لم تذكر الرسالة أي حزب بالاسم إلا أنه بات من الملفت أن المسلمون يخضعون لضغوطات مختلفة بالجماعات التي آل تسييرها إلى حزب رابطة الشمال في السنوات الأخيرة والتي هي في تزايد مستمر، وقد سارع النائب الأوروبي "ماريو بورغيزيو" عن نفس الحزب إلى الرد على رسالة إتحاد الجالية والهيئات الإسلامية باستنكاره له التدخل في السياسة الداخلية للبلاد (بالرغم أن معظم مسؤولي الإتحاد يحملون الجنسية الإيطالية) مضيفا انه "إذا كان المسلمون يتعرضون للاضطهاد في الشمال فما عليهم إلا أن يرحلوا إلى الجنوب، فلا أحد سيتأسف لذلك" وقد أشارت الرسالة إلى القرار الذي اتخذه عمدة بلدة "أدرو" الواقعة شمال وسط إيطاليا الذي يحرم من خلاله التلاميذ المسلمين ،المسجلين بالمدرسة الابتدائية الوحيدة المتواجدة بهذه البلدة ، من الاستفادة من وجبات أكل تعويضية عن الوجبات المعدة من لحم الخنزير وأن التعويض لن يتم إلا" لمن يدلي بشهادة طبية تثبت أن أكل لحم الخنزير ضار له" وهو ما يشكل –حسب الرسالة-"اضطهادا وتمييزا ضد التلاميذ المسلمين ويعتبر"استفزازا مقيتا وقرارا تمييزيا في حق إيطاليي المستقبل". الشمس العنصرية ومنذ انتخاب"اوسكار لنشيني" عمدة لبلدة "أدرو" عن حزب رابطة الشمال جعل من محاربة الأجانب أولى الأوليات فمنذ سنة 2006 برز هذا الاسم إلى الواجهة بتخصيصه مكافأة 500 أورو لأي شرطي من الشرطة البلدية يأتي بمهاجر سري وهو ما جعل الأوساط الحقوقية تطلق عليه لقب "شريف" (رئيس الشرطة) بحكم ان محاربة الهجرة السرية هو من اختصاص المصالح الأمنية وليس الجماعات المحلية. وفي أبريل الماضي أقدم على حرمان بعض التلاميذ معظمهم من أصول أجنبية من الاستفادة من خدمات المطعم المدرسي لأن آباءهم لا يؤدون الواجبات المستحقة عليهم ولم يسمح لهؤلاء الأطفال بالاستفادة من خدمات المطعم إلا بأداء أحد المجهولين لجميع الواجبات التي لم يؤديها أصحابها. ومع الدخول المدرسي الحالي استغرب الجميع بما فيهم زملاؤه في الحزب وعلى رأسهم وزير الداخلية الحالي كيف ان عمدة "أدرو" استغل أعمال ترميم المدرسة لتصبح وكأنها مقرا لحزب رابطة الشمال بحيث ان شعار الحزب (شمس ضاحكة) أصبح يحاصر التلاميذ ابتداء من الزرابي المبثوثة عند مدخل هذه المدرسة وانتهاء داخل بيوت النظافة (المراحيض) هذا بالإضافة إلى أن المدرسة أصبحت تحمل اسم أهم المنظرين الإيديولوجيين للحزب عند تأسيسه وهو "جانفرانكو ميليو" ومازال العمدة متمسكا بكل قراراته بالرغم من أن وزارة التعليم طالبته بإزالة جميع رموز وشعارات الحزب بدعوى أن الشمس ترمز إلى منطقة الألب ككل وليس لحزب معين. ورغم أن صلاحيات رؤساء الجماعات المحلية في ظاهرها تبدو أنها قد لا تكون لها علاقة مباشرة بالشأن الديني إلا في جانبها الشكلي لأن الاختصاص يعود إلى وزارة الداخلية إلا أن العديد من هؤلاء الرؤساء يشكلون حجرة عثرة حقيقية أمام المسلمين في ممارسة شعائرهم وذلك بتفعيل بعض المساطر الجانبية فبداعي مثلا عدم احترام شروط النظافة يمكن إغلاق أي محل معد للصلاة وحتى عندما يتم الالتجاء إلى طلب الاستفادة من بعض المرافق العمومية للقيام بأي نشاط معين عادة ما يتم رفضه أو التماطل في دراسة الطلب أما وإن تجرأ المسلمون وطلبوا رخصة لبناء المساجد فإن الورقة التي يرفعها هؤلاء الرؤساء،حتى وإن كان الأمر من اختصاص وزارة الداخلية، هي ظرورة تنظيم استفتاء شعبي في الموضوع.