في إساءةٍ جديدة للإسلام ورموزِه، تمَّ تدنيس أحد المساجد في فرنسا بتعليق أجزاء من لحم الخنزير يوم الثلاثاء الماضي ، كما سُطِّرت عبارات عنصرية على جدرانه. واعتبر المسلمون أنَّ ما حدث يُعدُّ صدمةً كبيرةً، حيث جاء قبل وقت قصيرٍ من بدء شهر رمضان. وذكرت المصادر أن جدران المسجد الذي يقع في بلدة "تول" لوَّثت بعبارات نقشت عليها عبارات تقول: "فرنسا للفرنسيين" و"هنا نازيُّون" و"لا تلمس خنزيري"، إضافة إلى نقش صلبان معقوفَة كرمزٍ للنازيِّين. واتصل الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي برئيس مجلس مسلمي فرنسا "محمد موسوي"، معربا عن "امتعاضه الشديد"، وواعدا بضمان "معاقبة المسئولين عن هذا العمل"، بحسب ما ذكره بيان صحفي من مكتب الرئيس الفرنسي. وقال نور الدين حمزة رئيس جمعية المغربي المحلية: "هذا عمل جبان، سواء كان مسجدًا أو كنيسة أو معبدًا يهوديًّا أو معبدًا بوذيًّا أو أي مكان عام، فإننا سندين دائمًا هذا النوع من العمل". وقال المدَّعِي ريمون موري لرويترز: "هذه أعمال غير مقبولة للتخريب المتعمَّد والتحريض على الكراهية العرقيّة"، مضيفًا أنَّ رأس وأقدام خنزير كانت معلَّقة على أبواب ونوافذ المسجد. وقال التليفزيون الفرنسي دون أن يذكر معلومات: إنَّه ألقى القبض على اثنين من الشبان في العشرينيات بعد ساعاتٍ من التخريب. وصرح مصدر أمني لوكالة الأنباء الفرنسية أن الشرطة ألقت القبض على الشابين وهما يكتبان عبارات عنصرية على مطعم في بلدة مجاورة، وجار التحقيق معهما في هذا الأمر. واكتشف المسلمون في فرنسا اعتداءات مماثلة العام الماضي على قبور تخصهم، حيث كتبت على شواهد القبور كلمات تمثل في مجملها عبارات تحوي إهانات للإسلام. ويوجد في فرنسا حوالي 1890 مسجدا وقاعة صلاة تخدم نحو ستة ملايين مسلم من أصل حوالي 63 مليون نسمة، وتعد الأقلية المسلمة في فرنسا هي الأكبر في أي دولة أوروبية. ومن حين إلى آخر تتعرض الأقليات المسلمة في الغرب لاعتداءات عنصرية، في انعكاس لتقديم بعض وسائل الإعلام الغربية منذ أحداث 11 سبتمبر 2001 المسلمين في صور نمطية تربطهم بالإرهاب، حتى أن نشطاء يمينيين أوروبيين يحذرون مما يسمونه "أسلمة أوروبا". أحد المسؤولين الفرنسيين يعلق على الحادث لحظات بعد وقوعه