لم تكن مريم مرزوق (50 سنة)، تعتقد بأن القدر يخبأ لها كل هذا الألم، السيدة التي ولدت في عاصمة الشرق (وجدة) صيف 1966، كانت تحلم كما باقي بنات جيلها بحياة هنيئة سعيدة وأبناء أسوياء، كما باقي أبناء الأهل والجيران يمرحون ويلعبون. تزوجت مريم والأمل يحدوها بذرية علها تتحقق لها أمانيها وأماني الزوج، التي كسرها الزمن القاسي، لكن تجري أحيانا الرياح بما لا تشتهي السفن كما يقال. الأم وبعد ولادتها الأولى بدأت حياتها تتعقد أكثر فأكثر، بعد اكتشاف مرض مولودتها الأولى بإعاقة ذهنية وحركية، توفيت بعد أن أقفلت ربيعها 20، ومن الكأس نفسه ذاقت المولودة الثانية، لتفجع الأم في بنتين، فجع يزيده تعمقا حالة ثلاثة بنات أخريات يعانين من إعاقة ذهنية وحركية. سهام، وفاطمة، وجميلة ثلاثة بنات لم تعد الأم تقوى على توفير حاجياتهن من أكل وملبس وحتى حفاضات "زوجي ظل طريح الفراش لسنتين متتابعتين بفعل مرض الروماتيزم الذي يعاني منه، ورغم تحسن حالته لا يستطيع العمل شتاء، وأنا لا أقوى على إعالة البنات الثلاثة وشقيقيهما، نحن عائلة مكونة الآن من سبعة أفراد لا نجد من يعيلنا لذلك أتوجه إليكم بهذا النداء لتساعدوا هؤلاء البنات وجزاكم الله خير الجزاء" تقول مريم وهي تذرف الدموع في نداء بث على موقع "يوتيوب". مريم، التي تقطن رفقة عائلتها في "غرفة" بحي "بوهديلة" أحد أكبر الأحياء الشعبية بعاصمة البرتقال (بركان)، تسرد في "الفيديو" المذكور حجم المعاناة التي تعانيها جراء إعاقة بناتها وفقرها المدقع "هذا كل ما لدي والله شاهد أني لم أخبأ شيئا عليكم" تضيف باكية أمام الكاميرا، قبل أن تشير بيدها إلى بعض الأغراض البسيطة التي تملكها في الغرفة التي تقطن بها، والتي تؤكد بأنها لا تقي عائلتها من برد سهل "تريفة" القارس. أمل مريم هو أن يسمع نداؤها لدى المغاربة، ويساعدوها على إعانة بناتها "لا أريد شيئا كل ما أخشاه أن أموت ولن يجدن من يعيلهن، ما أريده منكم يا إخواني مساعدتي على توفير مستلزماتهن وعلاجهن، لن أمنحكم شيء في مقابل ذلك، لأني لا أتوفر على شيء لكن الله سيجازيكم، سأرفع يدي بالدعاء معكم" تقول والدموع تنهمر على خديها بغزارة.