يبدو أن حزب الاستقلال مقبل على أيام عصيبة في مجموعة من المناطق بالمغرب، فبعد انسحاب عدد من رؤساء الجماعات في سرية تامة والتحاقهم بحزب الأصالة والمعاصرة، انتفض عدد من المنتخبين والمناضلين داخل الحزب بمدينة زايو، معقل الحزب بإقليم الناظور في وجه مدبري شؤون الحزب بالمدينة الواقعة على بعد 60 كلم شرق الناظور، حيث قدم سبعة من المستشارين وأعضاء الحزب استقالة جماعية إلى مفتشية الحزب بالناظور. المستقيلون وهم أحمد عنوري، حسن طجيو، عبد الحميد مبروك، عبد الإله العامري، نورالدين بزازي، محمد عمراوي وعبد الله وشاون، برروا استقالتهم من الحزب وهياكله، وفق نص الاستقالة التي يتوفر "اليوم24″ على نسخة منه، ب"الرغبة في ترسيخ ثقافة الاختلاف وقبول الأخر وإيمانا منا بقيم الديمقراطية في مفهومها الواسع، وسعيا إلى الرقي بالعمل السياسي داخل مدينتنا لتحقيق حكامة جيدة وتدبير فعال للشأن المحلي يتيح لجميع الفاعلين والنخب المحلية على اختلاف أطيافها وألوانها ومجال اشتغالها المشاركة في تدبير شؤون هذه المدينة" . ومن الأسباب التي قال المستقيلون بأنها دفعتهم إلى تقديم استقالتهم أشهر قليلة قبل الشروع في المسلسل الانتخابي ببلادنا "غياب الآليات والمفاهيم داخل الحزب، وانعدام الديمقراطية الداخلية التي تفتح الباب أمام النخب الشابة والأطر ذات الكفاءة والطموحة، وأمام رهن التدرج والتسلق داخل الحزب أو في مناصب المجلس بالمواقف الخاصة والعلاقة الشخصية". المنسحبون من الحزب وبعدما أشاروا في استقالتهم إلى أنهم تعذر عليهم ممارسة "فعل سياسي ديمقراطي غير مرهون بالنظرة الضيقة والمصلحة الخاصة"، أعلنوا استقالتهم من جميع أجهزة الحزب وهياكله ومنظماته محليا وإقليميا ووطنيا، غر أنهم أصروا على البقاء في المدينة "فاعلين سياسيين منفتحين على جميع المكونات السياسية وفعاليات المجتمع المدني ومناضلين إلى جانب الساكنة المحلية والجماهير الشعبية التواقة للحرية والديمقراطية" على حد تعبيرهم. من جانبه، محمد الطيبي الكاتب المحلي للحزب، ورئيس جماعة زاو، أكد أن السبب الذي دفع بالمنسحبين إلى تقديم استقالتهم هو سبب انتخابي "لقد حسمنا في جمع سابق أن لا حديث عن الانتخابات المقبلة والترشح لها إلا في الوقت المناسب" يقول الطيبي في تصريح ل"اليوم24″ قبل أن يضيف "نحن حسبنا المنسحبين منذ أكثر من 3 أشهر في عداد المستقيلين، و نقول اليوم أيضا من يسعى إلى تحقيق أهداف انتخابية فليسعى إلى ذلك، أما نحن فالعملية تدبر وفق قوانين الحزب، ومهمتنا لا تنحصر في حصد الأصوات وغنما تتعدى إلى تأطير المواطنين". محمد السوداني مفتش حزب الاستقلال بالناظور الذي وجه إليه المستقلون استقالتهم، أنه من الناحية التنظيمية غير مخول بالإدلاء بأي رأي في مضمون الاستقالة، وأضاف في اتصال هاتفي مع "اليوم24″ أن دوره في الحزب يقتصر على إحالة الاستقالة على الأمين العام، الذي يحق له وحده وفق المادة 13 من القانون الداخلي للحزب النظر في الاستقالة والتقرير بشأنها.