يشهد حزب الاستقلال بأكادير والجهة، منذ أيام، حالة غليان بسبب توالي الاستقالات الجماعية في صفوف مناضليه. وتوالت، بشكل غير مسبوق، الاستقالات الجماعية والفردية، إما من الحزب برمته، أو من بعض المهام والمسؤوليات داخل هياكله بعمالة أكادير.فبعد الاستقالة الفردية التي قدمها رئيس جماعة أزيار بعمالة أكادير إلى الأمين العام للحزب، علم من مصادر متطابقة، أن حوالي ثمانية أعضاء بمكتب فرع الحزب بأكادير قدموا استقالتهم الجماعية إلى الأمين العام للحزب ومنسقه الجهوي والكاتب الجهوي للحزب. وأسرت مصادر مقربة من الحزب أن الأخير على وشك الانهيار بأكادير والجهة، نتيجة زلزال الاستقالات، خاصة بعد تأكد استقالة أغلبية أعضاء فرع أكادير وتوقيع استقالات أخرى، قد تكون بالعشرات، من قبل منتخبي الحزب داخل جميع المؤسسات المنتخبة بالعمالة. وأكدت مصادر الجريدة، أن أعضاء مكتب فرع حزب الاستقلال بأكادير الثمانية وقعوا جماعيا على الاستقالة من مهام مكتب فرع أكادير ومن جميع مسؤوليات تسيير الحزب وتدبير شؤونه بالمدينة، وليس من الحزب. وحمل المستقيلون مسؤولية تنافر هياكل الحزب (الفرع والنقابات والقطاع النسائي والشباب والتلاميذ والمهنيون….) وعدم استقرار التنظيم السياسي بالمدينة، المتسم بالجمود في الأداء والركود في التوسع والفردانية في التسيير، لكل من كاتب الفرع والمفتش الإقليمي للحزب. وفي الوقت الذي أعلن فيه المستقيلون لقيادة الحزب ولجميع مناضلي ومناضلات الحزب بالمدينة والجهة، استقالتهم الجماعية من مكتب الفرع للأسباب المذكورة، أعلنوا تشبثهم به، واستمرارهم ضمن قواعده، معربين عن أسفهم لما آلت إليه أوضاعه، جراء ما أسموه "السلوكات التي لا ترقى إلى مستوى طموحات القيادة ونخب المدينة ومناضليها بجميع القطاعات التي كانت تنتظر، بعد الدستور الجديد والقيادة الجديدة والمكتب الجديد، أن تجد ذاتها في حزب الاستقلال، الحزب الذي جدد نفسه بإشعاعه الوطني والجهوي، باستثناء مركز الجهة أكادير". وأوضح الغاضبون أن أسباب الاستقالة ترتبط بما أسموه، في وثيقة الاستقالة، "التدبير الانفرادي لكاتب الفرع، بتنسيق مع مفتش الحزب، وغياب الديمقراطية المتمثل في إقصاء وتهميش المناضلين والمناصلات، إضافة إلى الجمود العام الذي يطغى على أداء الحزب، رغم تحذيراتنا وتنبيهاتنا إلى هذه السلوكات المضرة بالحزب وسمعته". وأجمل هؤلاء أسباب استقالتهم في الغياب التام للحزب وتوجهاته واختياراته داخل المؤسسات المنتخبة والغرف المهنية، من خلال عدم تنسيق الفرع مع ممثلي ومنتخبي الحزب بهذه الهيآت المنتخبة، وتطوير أدائهم، حرصا على إشعاع الحزب، ناهيك عن اللامبالاة التي ينهجها الفرع تجاه الغرف المهنية بأصنافها الثلاثة والمجلس الجهوي لسوس ماسة درعة، خاصة أنها تشكل واجهة نضالية إشعاعية للحزب والمناقشات العامة التي يعرفها المجتمع، على عكس نهج قيادة الحزب. وأشارت وثيقة الاستقالة إلى أن "الجميع لاحظ تعسف بعض المنتخبين في عدم إدراج اسمي عضوين بالمكتب ضمن لائحة أعضاء فرع الحزب المقدمة ضمن الملف القانوني والإداري للسلطات العمومية، وأن إقصاءهما من المكتب تم بشكل عمدي وفردي، دون اللجوء إلى المساطر القانونية وأدبيات الحزب".