يعيش حزب الاستقلال بتطوان حالة من الاحتضار بعد سلسلة من الاستقالات من طرف أعضاء في المجلس الوطني، وتجميد العضوية داخله بسبب ما وصفوه بتهميشهم من طرف نزار بركة، بصفته المنسق الجهوي للحزب بجهة الشمال، وبسبب الصراع القائم بين هؤلاء وبين المفتش الإقليمي للحزب رضوان احدادو. وعلمت «المساء» من مصادر مقربة بأن محمد أحجام، عضو المجلس الوطني لحزب الاستقلال والبرلماني السابق، قدم استقالته من الحزب، فيما جمد عضوا المجلس الوطني محمد بنونة، وكيل اللائحة في الانتخابات الجماعية الأخيرة، وزين العابدين الحسيني، كاتب فرع الحزب المستقيل، عضويتيهما بحزب عباس الفاسي، بسبب ما وصفته مصادرنا ب «فشل نزار بركة في ضبط شؤون الحزب بتطوان، وعجزه عن تقوية هياكله، وإصراره على عدم تغيير المفتش الإقليمي للحزب، رغم قضائه في تلك الصفة لأكثر من 30 عاما»، وهو ما استغربه محدثونا. وأضافت المصادر ذاتها أن «نزار بركة همش بشكل فظيع حزب الاستقلال ومناضليه بتطوان»، وأنه «عوض الرهان على الأطر الشابة في الحزب في تحمل المسؤوليات داخله، فإن المجلس الوطني وجهة الشمال مصران على إبقاء نفس الوجوه التي استهلكت داخل المدينة ولم تعد تؤدي أي دور فعال داخل حزب عباس الفاسي» بالحمامة البيضاء، المدينة التي كانت تعتبر معقل حزب الاستقلال منذ الستينيات من القرن الماضي. و أوضحت المصادر أن سلسلة الاستقالات أصبحت تتسع بشكل كبير، حيث من المرتقب أن تقدم استقالات أخرى بمدينة المضيق. وكان الكاتب المحلي لفرع حزب الاستقلال بتطوان قد قدم استقالته سابقا «احتجاجا عما عرفته الحملة الانتخابية من خروقات» و«لضعف وهزالة حملة حزب الاستقلال الانتخابية» حيث كانت الحملة الانتخابية للحزب «جد ضعيفة، مما أدى إلى تحقيق نتائج هزيلة»، حيث لم يصل حد العتبة. وكان آخر موقف غاضب لفرع حزب الاستقلال بتطوان هو عدم مشاركته يوم 14 ماي الماضي في تخليد الذكرى السادسة والثلاثين لوفاة مؤسس الحزب علال الفاسي، كرد فعل على تجاهل حزب الاستقلال السنة الماضية، ولأول مرة في تاريخه، تخليد ذكرى وفاة عبد الخالق الطريس التي تصادف يوم 27 ماي من كل سنة.