يستبعد أن يتمكن حزب الأصالة والمعاصرة من استكمال اللائحة التي سيدخل بها غمار انتخابات مجلس جهة فاس بولمان والتي ستجرى يوم الأربعاء 8 شتنبر الجاري، وذلك بسبب تصدع داخلي يعيشه الحزب نتيجة صراعات حول هذه اللائحة. ويطمح فريد أمغار، عضو المكتب الوطني لحزب الهمة، إلى رئاسة مجلس الجهة. وفي حال استكمال لائحته، فإنه سينازل، للحصول على هذا المنصب، عضو هيئة حكماء حزب الاستقلال، امحمد الدويري، والذي سيتبارى لولاية ثانية من أجل الفوز برئاسة هذا المجلس. وإلى حدود مساء أول أمس الأحد، لم يتمكن مسؤولو حزب الهمة بفاس من استكمال هذه اللائحة، نتيجة رفض مستشارين وضع أسمائهم في أسفل ترتيب لائحة طعنوا في مصداقيتها. ولم ينه مصحح الإمضاءات الذي حضر فترات من اجتماع «عاصف» يوم الجمعة الماضي إجراءاته الإدارية، وذلك حتى يتسنى للحزب وضع لائحته الرسمية لخوض غمار انتخابات مجلس يقول مسؤولوه إنهم يتوفرون على مؤشرات قوية للفوز برئاسته، في منافسة الاستقلاليين الذين رشحوا امحمد الدويري لتسيير شؤون جهة فاس لولاية ثانية. وطبقا للمصادر، فإن الحزب بالجهة يعيش «تصدعا» بدأ في التنامي منذ مرحلة وضع لوائح الانتخابات الجماعية ل12 يونيو الماضي. وتمخضت عن هذه الخلافات استقالات فردية وأخرى جماعية، قللت الأمانة الجهوية للحزب، في تلك المرحلة من حجمها، وأكدت بأنها تهم فعاليات لا تأثير لها حديثة العهد بالالتحاق بحزب الهمة. وزادت العلاقات بين أطراف الحزب توترا بعد فشل مساعي التحالف مع الاستقلاليين في تدبير الشأن المحلي. وظهر في أوساط المستشارين «تياران»، الأول تزعمه فريد أمغار، عضو المكتب الوطني للحزب، وهو الذي فاوض العمدة شباط، رفقة الأمين العام الجهوي حسن التايقي من أجل الدخول في التحالف دون أن ينجح في فرض شروطه، و«التيار» الثاني يتزعمه البرلماني عبد الحميد المرنيسي، ويدافع ب«استماتة» من أجل إنجاح هذا التحالف. وبسبب فشل مساعي التحالف مع الاستقلاليين في المجلس الجماعي، اضطرت الأمانة العامة الجهوية إلى الانضمام إلى كل من حزب العدالة والتنمية والاتحاد الاشتراكي لتأسيس تحالف للمعارضين. هذا في الوقت الذي عارض فيه «التيار» الثاني مبادرة التحالف مع حزب العدالة والتنمية، معتبرا أن هذه الخطوة تتعارض مع «تعليمات» قيادة حزب الهمة. وشكلت انتخابات غرفة التجارة والصناعة والخدمات بجهة فاس بولمان فرصة لهذا التيار ليضفي المصداقية على أهمية تحالف حزب الأصالة والمعاصرة مع حزب الاستقلال. وأفضت مفاوضات دشنها البرلماني المرنيسي، في آخر لحظة، مع العمدة شباط إلى حصول حزب الهمة على رئاسة صنف الخدمات بالغرفة وحصد منصب نائب رئيس الغرفة، إلى جانب حصوله على رئاسة لجنة بها. وتعمقت الخلافات بين الطرفين في انتخاب مجلس العمالة. وعجز الحزب عن وضع لائحة خاصة به. وصوت عدد من أعضائه لصالح لائحة تضم كلا من أحزاب العدالة والتنمية والاتحاد الاشتراكي وحزب التقدم والاشتراكية و«تيارا» من التجمع الوطني للأحرار. وحُملت مسؤولية هذا الوضع إلى أعضاء الأمانة العامة الجهوية للحزب، ودعا عبد الحق برني، والذي قدم على أنه «الناطق الرسمي» للمستشارين الغاضبين، قيادة حزبه إلى فتح تحقيق في ما أسماه بالنتائج «الكارثية» التي راكمها الحزب بالجهة منذ استحقاقات 12 يونيو الماضي. فيما قالت المصادر إن خروج حزب الهمة في المنطقة من «أزمته» يتطلب الدعوة إلى عقد جمع عام يسفر عن هياكل منتخبة ويضع حدا لما أسمته المصادر ب«الهياكل المعينة».