بدأ التنافس في الدارالبيضاء حول من سيفوز برئاسة مجلس عمالة الدارالبيضاء، وهو التنافس الذي خلق تصدعا في صفوف التحالف القديم الذي تم من خلاله تشكيل مكتب مجلس مدينة الدارالبيضاء. هذا التحالف الذي كان موسعا الى أقصى حد ويضم أحزاب الاتحاد الدستوري والحركة الشعبية والأصالة والمعاصرة والتجمع الوطني للأحرار، بالإضافة الى العدالة والتنمية الذي فرض نفسه بالقوة العددية على هذا التحالف في آخر لحظة، ليتم إقصاء حزب الاستقلال من هذا التحالف وبطريقة عجيبة وغريبة!!.. وقد علمنا أن حزب ساجد قد شكل لائحة سيدخل بها معركة الفوز برئاسة هذا المجلس، ووضع على رأسها ذراعه الأيمن محمد جودار الذي يشكل أيضا النائب السابع لساجد ورئيس مقاطعة بن امسيك. أما حزب العدالة والتنمية الحليف الاستراتيجي لساجد، فسيدخل غمار هذه المعركة بلائحة على رأسها عبد القادر الكحيلي البرلماني السابق بمنطقة اسباتة بن امسيك، ورئيس لجنة الشؤون الاجتماعية حاليا بمجلس المدينة. تضارب القوة بين الفرقاء المتحالفين في السابق، دفع حزب الحركة الشعبية وحزب الاستقلال الى تشكيل لائحة موحدة وضعا على رأسها سعيد حسبان الرئيس السابق لمجلس العمالة والرئيس الحالي لمقاطعة الفداء. على نفس النهج وفي خطوة غير منتظرة، شكل عبد الرزاق بنكيران «التجمع الوطني للأحرار» أخ رئيس مجلس الجهة السابق وأحد عرابي الخرائط الانتخابية بالدارالبيضاء، تحالفا مع حزب التراكتور ووضع لائحة على رأسها سفيان قرطاوي عضو مكتب مجلس المدينة ومنسق حزب التراكتور في الدارالبيضاء، وكان حزب الهمة خلال عملية تشكيل مكاتب مجلس المدن، خصوصا بالدارالبيضاء، قد دخل في سجال طويل وجه الحزبان لبعضهما خلاله اتهامات متبادلة، تهم التخاذل في المواقف واستعملا خلالها التهديد بالزج في المحاكم واستخراج الملفات المسكوت عنها، وهو ما جعل التحالف الجديد بين الحزب يطرح علامات استفهام متعددة والكل شهد كيف أن الرئيس السابق للجهة قد استطاع أن يتملص من الضغوط التي مورست عليه من طرف حزب التراكتور وغيرها من الجهات، ليكسر تحالف العدالة والتنمية مع ساجد ويتولى هو رئاسة مجلس المدينة، لكنه راوغ ذلك وحافظ على تحالفه التقليدي مع الحزبين المذكورين، لكن في أفق أن تظل مواقع المسؤوليات بالدارالبيضاء كما كانت في السابق. هذه المستجدات جعلت الصراع يحتدم بين فرقاء التحالف القديم. فسعيد حسبان الرئيس السابق لمجلس العمالة، وحسب مصادر من مجلس المدينة يعتبر ان تحالفه القديم قد خذله، خصوصا وأن الاتحاد الدستوري وضع على رأس اللائحة الذراع الأيمن لساجد الذي غالبا، وحسب المعطيات المتوفرة، ما سيقلب الكفة لصالح سفيان قرطاوي مرشح تحالف الاحرار والتراكتور لأنه لا يمكن ان يحصل حزب الاتحاد الدستوري على موقعين كبيرين في المسؤولية بنفس المدينة، ويقصي المتحالفين معه من الاحزاب الأخرى التي مكنته من رئاسة المدينة. كما ان حزب التجمع الوطني للأحرار يحاول « دفع حزب التراكتور للحصول على هذا المنصب في مقابل حصوله هو على رئاسة مجلس جهة الدارالبيضاء. وحسب ذات المصادر دائما، فإن ترشيح سفيان قرطاوي من حزب « البام» خلق تصدعا وسط هذا الحزب لان فإن المنصب المذكور كان قد وُعد به منصر عضو مقاطعة البرنوصي وأحد أعضاء حزب الاستقلال سابقا، وبدأت حملة تشن ضد منسق حزبه في الكواليس تذهب الى أن قرطاوي له مصالح كبرى داخل الدارالبيضاء لأنه يتوفر على مجموعة من الاراضي، وأن شركاته تعمل داخل المدينة، وبالتالي لا يحق له تبوء المسؤولية في أي مجلس من مجالس الدارالبيضاء.