فجر حزب الأصالة والمعاصرة أزمة عاصفة يوم الثلاثاء الماضي بين عمدة فاس حميد شباط ووالي الجهة وعامل المدينة محمد غرابي، ووصلت أصداؤها إلى ديوان وزير الداخلية شكيب بنموسى، قبل أن تتدخل «وساطات» لتقريب رجلين كانت علاقتهما طوال الفترة السابقة «سمنا على عسل»، قبل أن يتلقى شباط من الوالي «صفعة» لم يكن ينتظرها من رجل إدارة يقدم على أنه من أقرب المقربين إليه. واتهم شباط الوالي غرابي ب«التواطؤ» مع حزب الهمة لتفادي «ثقب» ألحق في آخر لحظة في لائحة هذا الحزب الخاصة بانتخاب مجلس الجهة، والذي كان زوال يوم الثلاثاء آخر أجل قانوني لوضع الترشيحات له. ويأتي هذا التوتر بين الرجلين في وقت تروج فيه الأخبار أن الوالي غرابي يستعد للرحيل من فاس للعودة إلى الإدارة المركزية لوزارة الداخلية في انتظار أن يصل موعد إحالته على التقاعد. وقرر شباط رفع دعوى قضائية ضد الأمانة العامة الجهوية لحزب الأصالة والمعاصرة يتهمها فيها ب«التزوير» و«النصب» و«الاحتيال»، لتكون هذه الدعوى الثانية من نوعها وبالتهم ذاتها بعد دعوى قضائية أخرى قررت رفعها موظفة في مصلحة تصحيح الإمضاءات بإحدى مقاطعات المدينة ضد الأمين العام الجهوي لحزب «البام». وتقول هذه الموظفة إن مسؤولي الحزب «استغفلوها» وقاموا بتصحيح إمضاءات تتعلق بمرشح اتحادي بجماعة أولاد الطيب القروية أدرج خارج الوقت القانوني لإيداع الترشيحات في لائحة حزب الأصالة والمعاصرة، وذلك بعدما تفاجأ مسؤولو هذا الحزب بوجود لائحة أخرى «مستقلة» تقدم بها أحد برلمانييه وتضم مرشحا وضع في اللائحة الرسمية لحزب الهمة. ووجدت الأمانة العامة لحزب الأصالة والمعاصرة صعوبة في ملء هذا الفراغ في آخر لحظة، قبل أن تعثر في الطريق على اتحادي قرر «التضامن» مع لائحة الهمة، وقال لمسؤول قضائي استمع إليه، على خلفية هذه القضية، إنه صحح إمضاءه للترشح في لائحة «البام» يوم الاثنين الماضي وليس يوم الثلاثاء. واتهم شباط الوالي غرابي بقبول لائحة الهمة لمجلس الجهة، بالرغم من أنها عدلت في وقت تجاوز الفترة القانونية المحددة. في حين يرى عضو المكتب السياسي لحزب «البام»، فريد أمغار، بأن شباط فشل في تحركات حثيثة له لإحداث ثقب في لائحة يترأسها لخوض انتخابات مجلس الجهة. وقال إنه كلف برلماني الأصالة والمعاصرة، عبد الحميد المرنيسي لخوض هذه الحرب بالوكالة، واتهم هذا البرلماني الذي التحق بالحزب قبيل الانتخابات الجماعية قادما إليه من حزب التقدم والاشتراكية ب»الفساد»، مضيفا بأن حزب الهمة سيطرد هذا البرلماني «شر طردة». وكان الخلاف الذي نشب بين تياري الحزب قد أفضى إلى دخول «رموزه» المحليين لانتخاب أعضاء مجلس جهة فاس بولمان بلائحتين، الأولى «رسمية» ويترأسها أمغار والثانية باسم «المستقلين» ويترأسها المرنيسي. وحاول كل منهم إلحاق الأضرار بلائحة الطرف الآخر. وفي الوقت الذي لم تمكن هذه الخلافات حزب الأصالة والمعاصرة من الدخول بلائحته لخوض غمار انتخابات مجلس العمالة، فإن بعض أعضائه قرروا التصويت لصالح لائحة مشتركة لتحالف كل من العدالة والتنمية والاتحاد الاشتراكي وأطراف من التجمع الوطني للأحرار وحزب التقدم والاشتراكية. وأسفر انتخاب مجلس العمالة أول أمس الأربعاء عن «فوز كاسح» للاستقلاليين. ونجح كل من محمد اليماني، عضو المجلس الجماعي لفاس ورئيس مجلس العمالة في الولاية السابقة، ورشيد الفايق، مقرر الميزانية في الفترة السابقة ورئيس جماعة أولاد الطيب القروية في الحفاظ على منصبيهما لولاية ثانية. ولم تتمكن المعارضة من الحصول على أي منصب بعدما لم تتمكن من الحصول إلا على 8 مقاعد، في حين حصل الاستقلاليون على 21 مقعدا بلائحتين، الأولى تحمل رمز الميزان والثانية باسم «المستقلين». ويرتقب أن تسفر حملة انتخابية بلوائح متعددة يقوم بها العمدة شباط ورشيد الفايق، رئيس جماعة أولاد الطيب، عن عودة امحمد الدويري، لولاية ثانية إلى رئاسة مجلس الجهة، وهو في سن تناهز ال83 سنة.