"الزيتون له أضرار، يسبب لنا ولأبنائنا الحساسية" تصرخ سيدة من بين الحضور الذي يتابع الندوة التي نظمتها الجماعة الحضرية لمدينة وجدة مساء امس الخميس 16 اكتوبر، حول الزيتون وأضراره، في الجانب الأخر يقف شخص في عقده الخامس قال بأنه يعيش بين وجدةومراكش يقول في شبه رد "في مراكش التي أقضي فيها وقتا طويلا هناك مئات بل الآلاف من أشجار الزيتون لكن لا تسبب الحساسية التي تتحدثون عنها". هكذا بدت الصورة مساء اليوم بمقر الجماعة الحضرية، بين المؤيدين للقرار الذي اتخذه مجلس جماعة وجدة في إحدى دوراته سنة 2013 القاضي باجتثاث أشجار الزيتون والمعارضين له، بين الطرفين جلس أساتذة وأطباء كان لهم أيضا رأيهم في هذا الموضوع الذي تحول إلى قضية رأي عام. ماذا يقول العلم في الزيتون؟ محمد الحراق الأستاذ المبرز في الأمراض التنفسية بالمركز الإستشفائي الجامعي محمد السادس بوجدة، أكد بأن الحساسية تحتاج إلى مقاربة شمولية لدراسة جميع مسببات ومصادر المرض، لكنه عاد وأستدرك فيما يشبه تأكيد للمشككين في كون لقاح أشجار الزيتون يسبب الحساسية بالقول: "الثابت علميا أن لقاح أشجار الزيتون يسبب الحساسية، بإطلالة بسيطة وسريعة عبر محرك البحث غوغل سيتبين أن الزيتون فعلا ينتمي إلى الملوثات الخضراء التي تنتج عنها أمراض الحساسية التي يمكن أن تؤدي إلى أمراض تنفسية، كالربو". رأي عزوز بوكروت أستاذ علم النباتات بكلية العلوم بجامعة محمد الأول، لم يكن مختلفا كثيرا عن رأي الحراق، إذ هو أيضا أكد أن أشجار الزيتون عبر لقاحها تسبب حساسية وهذا ثابت علميا، بواسطة مجموعة من الدراسات التي أنجزت، من بينها دراسة أنجزت بمدينة وجدة هي بمثابة دكتوراه أعدها أحد طلبته الذي كان مشرفا على بحثه. بوكروت حاول الغوص أكثر في الجانب المتعلق في التصنيف، إذ قدم تصنيفا مدققا لأشجار التصفيف والتزيين الموجودة بالمدينة مستبعدا أشجار الزيتون التي قال بأنها لا تدخل إطلاقا في خانة أشجار التصفيف، موضحا أن النزعة التي تتحكم في بعض الأحيان في غرس هذه الشجرة في أرصفة المدينة هي الرغبة في الإنتاج والحصول على الزيتون. وإذا كان بوكروت والحراق، حاولا البقاء على الحياد، في هذا الموضوع والتأكيد على ضرورة إجراء المزيد من الدراسات قبل الشروع في تطبيق القرار، إلا أن الجغرافي عبد الرحمان حرادجي أستاذ الجغرافيا بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بوجدة، اعتبر أن قرار الجماعة باجتثاث أشجار الزيتون من المدينة قرارا "شجاعا"، وأكد حرادجي أن الموطن الطبيعي للزيتون هو خارج المدينة، أكثر من ذلك فزيادة على تأكيده هو الأخر على أمراض الحساسية التي يتسبب فيها اللقاح، فإن الزيتون على حد تعبيره سبب مشاكل وتشوهات عمرانية وحول المدينة إلى قرية. القرار لابد أن يطبق رغم أن عمر حجيرة، رئيس الجماعة الحضرية أكد غير ما مرة خلال اللقاء أنه قرّر تأجيل تطبيق القرار الذي كان قد اتخذه المجلس، إلا أن العديد من المواطنين الذين شاركوا في الندوة، أكدوا أن هناك عمليات لاجتثاث الأشجار بطريقة عشوائية في بعض أحياء المدينة، كما كشف عن ذلك محمد بنعطا رئيس فضاء التضامن بالجهة الشرقية، الذي أوضح بأنه بعد تأكيد الجماعة على رغبتها في تطبيق القرار المذكور، شعر بعض المواطنين بالخوف من الغرامات التي يمكن أن تطالهم وشرعوا في قطع عشوائي لأشجار الزيتون. أكثر من ذلك يؤكد المهندس الزراعي عبيد عبد القادر الذي أنجز أطروحة دكتوراه حول لقاح الزيتون، أنه إذا كان المجلس يعتبر أن الزيتون مسؤول عن الحساسية المنتشرة في المدينة، فإن الأجدر هو قطع واجتثاث جميع أشجار الزيتون الموجودة في محيط المدينة كالتي توجد في بني درار مثلا، لان اللقاح كما هو ثابت علما يمكن أن نتقل عبر الرياح لمئات الكيلمترات. أراء المعارضين لاجتثاث أشجار الزيتون لم تصمد كثيرا أمام تدخلات ذوي المرضى، الذين قدموا شهاداتهم عن المعاناة التي يتكبدونها مع ذويهم طوال أشهر يناير فبراير مارس أبريل بسبب اللقاح، حيث أكد بعضهم أنهم خسروا أموالا طائلة في سبيل العلاج، لكن لم يتحقق والسبب برأيهم حسب الفحوصات والتحاليل التي ينجزها الأطباء هو لقاح الزيتون.