عجز عمر حجيرة، رئيس الجماعة الحضرية لمدينة وجدة، عن تطبيق قرار المجلس البلدي الذي وقعه بنفسه، والقاضي بمنع غرس أشجار الزيتون بالمدينة، ومنح السكان أجلا حتى نهاية 2014 لاقتلاع كل شجرة زيتون مغروسة داخل المدار الحضاري، سواء على أرصفة الطرق أو على جوانب المنازل أو الحدائق. هذا القرار جاء نتيجة الحساسية التي تسببها أزهار ثمارها ولقاحها للكثير من المواطنين، واستجابة لعدد كبير من الشكايات التي قدمتها إلى الجماعة الحضرية مجموعة من الجمعيات والوداديات السكنية والعديد من المواطنين من مختلف الأعمار يعانون من حساسية مفرطة كالرشح الأنفي والربو الصدري وأمراض العينين. هذه الأشجار لا تدخل في التصفيف والتزيين، كما هو الحال بالنسبة لباقي المدن الأخرى، بالإضافة إلى ذلك ثبت أن ثمار أشجار الزيتون المغروسة بالمدار الحضري غير صالحة للأكل نظرا لامتصاصها لجميع أنواع التلوث، كما أصبحت هذه الأشجار تعيق تحركات المواطنين على الأرصفة بعد أن حاز السكان المساحات العمومية وسيّجوها وغرسوها بمختلف أنواع الأشجار والنباتات، حسب أهوائهم ومصالحهم، منها ما تزحف على الأرض ومنها ما تكثف من أغصانها وتمنع العبور وتخفي إشارات المرور وتتسبب في حوادث غير منتظرة. وسبق للمجلس الجماعي أن اتخذ مقررا يقضي بمنع غرس أشجار الزيتون داخل المدار الحضاري، مما يعطيه صبغة قانونية في تنفيذ المقرر، وتحميل صاحب الشجرة تكاليف عملية قلعها عند انتهاء الأجل القانوني المحدد في نهاية 2014، حيث ستتولى الجماعة بعد هذا التاريخ وبتنسيق مع مصالح أخرى إزالة كل أشجار الزيتون من أرصفة المنازل وبعض الطرقات وغيرها بالمدينة . بلاغ الجماعة الحضرية حول تعليق القرار البلدي القاضي بإزالة أشجار الزيتون من داخل المدار الحضري جاء بناء على "ما أصبح يروج مؤخرا من عدم رضى فئة من المواطنين عن هذه العملية"، كما دعا حجيرة إلى فتح نقاش حول الموضوع مع الأطباء والمختصين بحضور مختلف الجمعيات، وتنظيم ندوة، الخميس 16 أكتوبر 2014، لتبادل الآراء بين مختلف المتدخلين المعنيين من أجل البت في هذا الموضوع والإحاطة به من كل الجوانب. بعض الجمعيات البيئية نددت بمقرر المجلس البلدي، خلال مائدة مستديرة تم تنظيمها، الأربعاء 2 أكتوبر 2014، واعتبروا عملية اجتثاث هذه الأشجار جريمة، فيما تعالت أصوات جهات عديدة أخرى مضادة تطالب بتنفيذ المقرر نظرا لأن صحة المواطن أغلى من شجرة مكانها الحقول والضيعات خارج المدن، إضافة إلى أن الجماعة التزمت بتعويضها بأشجار مخصصة للتزيين تضفي جمالية على المدينة كباقي المدن في العالم بأكمله، معتبرين النقاش في هذا الموضوع مضيعة للوقت وضجة مفتعلة تدخل في خانة المزايدات السياسيوية وحملة انتخابية قبل أوانها.