وسط الجدل الكبير، الذي خلفته تصريحات وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، حول مستجدات القضية الفلسطينية، التي أججت غضب عدد من الفعاليات السياسية، والحقوقية، بدأت إشارات، معاكسة لتصريحات بوريطة، تشير إلى دعم رسمي للمسيرة الشعبية المرتقبة، يوم الأحد المقبل، بالعاصمة الرباط، رفضا ل”صفقة القرن”، وتأكيد الدور المغربي في القضية الفلسطينية. وفي ذات السياق، قال أعضاء من مجموعة العمل الوطنية من أجل فلسطين، اليوم الخميس، في تصريحات ل”اليوم 24″، إنه كان من المتوقع أن توجه الفعاليات المنظمة لمسيرة الأحد ضد “صفقة القرن” رسالة لرئيس الحكومة سعد الدين العثماني، احتجاجا على تصريحات بوريطة، التي قال فيها: “لن نكون فلسطينيين أكثر من الفلسطينيين”، وسط اتهامات له بمعاكسة التوجه الرسمي للدولة المغربية، غير أن الحوار الذي خرج به العثماني مساء أمس الأربعاء، والذي أكد فيه أن المغرب يرفض صفقة القرن، امتص غضبهم وجعلهم يتراجعون عن رسالتهم. وبالإضافة إلى حوار رئيس الحكومة، سعد الدين العثماني، أمس الأربعاء، حول القضية الفلسطينية، وتأكيده على مركزيتها للمغرب، مخالفا تصريحات بوريطة، يتجه الإعلام المغربي الرسمي نحو دعم مسيرة الأحد ضد “صفقة القرن”. وحظيت ندوة تقديم المسيرة، اليوم، بتغطية من التلفزة الرسمية، كما أن وكالة المغرب العربي للأنباء تنشر، منذ أمس، تصريحات، استقتها من مسؤولين فلسطينيين حول أهمية الدور، والدعم، الذي يقدمه المغرب للقضية الفلسطينية، حيث أخذت تصريحات من مستشار الرئيس الفلسطيني للشؤون الدينية والعلاقات مع الدول الإسلامية، محمد الهباش، والأمين العام للهيأة الإسلامية المسيحية لنصرة القدس والمقدسات، حنا عيسى، والأمين العام للمؤتمر الوطني الشعبي للقدس، اللواء بلال النتشة. يشار إلى أن عددا من المراقبين كانوا قد اعتبروا أن مسيرة الأحد ضد “صفقة القرن”، تتجاوز كونها مسيرة دعم للقضية الفلسطينية، ولكنها دعم للموقف المغربي من القضية الفلسطينية، وسط محاولات ابتزاز المغرب بقضية الصحراء المغربية مقابل مواقفه من القضية الفلسطينية. وبعد التصريحات الملتبسة، الصادرة عن وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، بخصوص "صفقة القرن"، خرج رئيس الحكومة سعد الدين العثماني للتعبير بشكل واضح عن الموقف الرسمي المغربي، الرافض للخطة الأمريكية. وقال العثماني في حوار له مع موقع "عربي 21″، إن المغرب ملكا، وحكومة وشعبا، واضحون في التعامل مع القضية الفلسطينية، وفي دعم الشعب الفلسطيني دعما كاملا لنيل جميع حقوقه، وفي مقدمتها إنشاء الدولة الفلسطينية، وعاصمتها القدس الشريف. وأضاف العثماني أن المغرب يرفض كل محاولات تهويد القدس، والاعتداء على الحرم القدسي، والمسجد الأقصى، وكل الحلول، التي تحيد عن هذه الثوابت.