بعد حديث وسائل إعلام أمريكية وإسرائيلية عن مقايضة المغرب بقضية الصحراء في “صفقة القرن”، طالب مستشارون برلمانيون وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي والمغاربة المقيمين بالخارج ناصر بوريطة، أول أمس الثلاثاء، بتقديم توضيحات بشأن موقف الرباط “بالملتبس”، وهو ما استجاب له بوريطة حيث قال إن “قضية الصحراء المغربية هي القضية الأولى للمغرب، ولا ينبغي أن نكون فلسطينيين أكثر من الفلسطينيين”، مستغربا انتقادات الحكومة، قائلا “ينبغي أن نثق في دبلوماسية بلادنا، ومن الصعب أن يقول الفلسطيني شكراً، والمغربي غير راضٍ”، وزاد أن “الفلسطينيين لهم الحق في التعبير عن مواقفهم، والمغرب يدعمهم في ذلك”. تصريح بوريطة تلته انتقادات واسعة من طرف السياسيين والحقوقيين، الذين اعتبروه “تخاذلا” حيال القضية الفلسطينية. في هذا الشأن، علق عبد القادر الشاوي، سفير المغرب السابق في الشيلي، على تصريح بوريطة قائلا: “نعم يجب أن نكون فلسطينيين أكثر من الفلسطينيين، لأن إسرائيل دولة محتلة توسعية، والإيديولوجية الصهيونية عنصرية إرهابية”، وأضاف في تدوينة له على مواقع التواصل الاجتماعي “الخارجية المغربية فيها اللؤم والجهل والفراغ والتخلف واللاجدوى”. بدوره، اعتبر القيادي الاستقلالي مولاي امحمد الخليفة أن كلام بوريطة “كلام غامض وموقف مائع، وأضاف في حديثه ل”أخبار اليوم”، “مثل هذا الكلام الدبلوماسي ليس مكانه البرلمان المغربي ولا أن يوجه للشعب المغربي، من خلال مؤسساته، لا ينبغي أن يكون موقف المغرب الرسمي في هذا الظرف الحاسم، موقف مهادن وبين بين ،لا هو مع الدول التي اتخذت مواقفها بشجاعة ونزاهة وموضوعية وصراحة كاملة تستوجبها دقة المرحلة للدفاع عن حق الإنسان المسلم الثابت في القدس وحق الشعب الفلسطيني في تحرير أرض فلسطين بعاصمتها القدس الشريف، ولا هو مع الدول التي خذلت”. ويرى الخليفة أن “تثبيت وحدة المغرب هي جزء من تحرير فلسطين، وتحرير فلسطين بشكل كامل هو الدعامة الأساسية لقضية الصحراء والباقي في نظري هو كلام دبلوماسي، مكانه القاعات المخملية وليس منبر شعب يؤمن بوحدة ترابه مثلما يؤمن بحق الشعب الفلسطيني بتحرير وطنه”، يردف خليفة. من جانبه، قال خالد السفياني إنه “حين تكلم بوريطة عن القضية الفلسطينية الإسرائيلية، وهي عبارة لأول مرة تطرح كأنه كان يقصد أن القضية الإسرائيلية هي قضيتنا”، وأضاف “تصريح بوريطة تجاوز كل الحدود والتصور، بقوله إننا لن نكون فلسطينيين أكثر من الفلسطينيين”. واعتبر السفياني أن “تصريحات بوريطة هي خارج التاريخ والمنطق ولا علاقة لها لا بإرادة الشعب المغربي ولا بالإرادة الملكية”، موضحا “شاهدنا تصريح رئيس الحكومة سعد الدين العثماني كان تصريحا معقولا جدا، أكد فيه على رفض المغرب صفقة القرن وأنه يتشبث بحق الشعب الفلسطيني”. وتساءل المتحدث ذاته “لا نعلم باسم من يتكلم وزير الخارجية، خصوصا بعد الإشاعات المنتشرة بوسائل الإعلام الأمريكية والصهيونية بشأن الصفقة المغربية الإسرائيلية والأمريكية”، مشيرا إلى أن “هذا أمر خطير كأن الصحراء المغربية ليست قضية الشعب، بل الرئيس الأمريكي هو من سيعيدها لنا.. وهذا منتهى التخاذل”، يقول السفياني. بدوره قال حسن بناجح، القيادي في جماعة العدل والإحسان، إنه “كلما كان هناك أمر يتعلق بفلسطين تظهر بعض الأصوات التي تكون موجهة لتنادي بشعار تازة قبل غزة والآن يبدو أنه بتوجيه رسمي يروج أن الصحراء قبل فلسطين”، مضيفا “أقول لكل هؤلاء لا أحد يطلب منك أن تكون فلسطينيا أكثر من الفلسطينيين، ولكن أيضا لا ينبغي أن يكون الإنسان صهيونيا أكثر من الصهاينة”، وزاد “علينا فقط أن نكون مغاربة، فلا تناقض في الدفاع عن حقوق المغرب وقضايا المغرب والدفاع بنفس القوة عن فلسطين وحب فلسطين”، مشددا “المطلوب أن نبقى أوفياء لأرض فلسطين وشعبها وألا نسلمها”.