أثارت تصريحات وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، أمس بمجلس المستشارين، موجة من التعليقات بين رواد مواقع التواصل الاجتماعي، حيث أعادت للواجهة الموقف المغربي من صفقة القرن، وخلقت تقاطبا بين قضية الصحراء المغربية، والقضية الفلسطينية، معيدة نقاش “تازة قبل غزة” إلى الفضاء الأزرق، وقد عبر مغاربة فيسبوك عن مواقف متباينة إزاء هذا الموضوع. تازة قبل غزة كثيرة هي التعاليق التي أعادت شعار “تازة قبل غزة” للتداول الفيسبوكي، مبررة ذلك مثلا ب”تازة قبل غزة لأن المغاربة يستحقون التضامن معهم أكثر من الفلسطينيين، لأن الربح مع إسرائيل وأمريكا أكبر وأضمن من الاستفادة من العرب مجتمعين”، في حين ذهبت تعاليق أخرى إلى التأكيد على أن قضية الصحراء المغربية هي الأولى: “دابا بيناتنا بيناتنا، شنو الأهم والأولوية عند المغرب، واش الصحراء ولا فلسطين؟؟؟ أنا كون يتشاوروا معايا نقوليهم الصحراء… وفلسطين عندها مواليها…”. وقد وصلت بعض التعاليق إلى حد تخوين من يقدمون القضية الفلسطينية: “عشنا وشفنا الخونة كايقدمو قضية بعيدة علينا ب5000 كلم على القضية الأولى ديال المغرب ولي ماتو على قبلها آلاف المغاربة”. يجب أن نكون فلسطينيين أكثر من الفلسطينيين وفي الجهة المقابلة، انتصرت تعاليق بعض رواد مواقع التواصل الاجتماعي إلى القضية الفلسطينية، منتقدة وزارة الخارجية: “نعم يجب أن نكون فلسطينيين أكثر من الفلسطينيين، لأن إسرائيل دولة محتلة توسعية، والإيديولوجية الصهيونية عنصرية إرهابية، والخارجية المغربية فيها اللؤم والجهل والفراغ والتخلف واللاجدوى والإدقاع السياسي”، وانتقدت تعاليق أخرى ذلك الشعار: “صدعتونا بتازة قبل غزة، لا أنتم نصرتم غزة ولا دعمتم تازة”، “من يفرط في القدسوغزة لن يهتم بتازة المنسية دوما.. وملعون الاهتمام المغمس بالخيانة والعمالة، والتطبيع مع الصهاينة”. تا سير تْنبّگْ: نعم، يجب أن نكون فلسطينيين أكثر من الفلسطينيين، لأن إسرائيل دولة محتلة توسعية، والإيديولوجية الصهيونية عنصرية إرهابية، والخارجية المغربية فيها اللؤم والجهل والفراغ والتخلف واللاجدوى والإدقاع السياسي. pic.twitter.com/F0xuCdtGBX — Abdelkader Chaui (@AbdelkaderChaui) February 4, 2020 في حين ركزت تعاليق أخرى على انتقاد الموقف العربي والمغربي: “سواء صدقت الأنباء عن صفقة “الأرض مقابل السلام/التطبيع” أم لا، الثابت أن موقف المغرب من قضية فلسطين يهرول في طريق التراجع”، “إنها سياسات الضعفاء وحساباتهم البئيسة من جعلت الحكام العرب لعبة في يد الديبلوماسية الأمريكية، وجردتهم من أي مصداقية أمام شعوبهم، وها هي ورقة التوت الأخيرة تسقط عن عورتهم بصفقة القرن اللعينة… وديبلوماسية فاشلة من تسوق لتازة قبل غزة لأن المبادئ لا تقايض…”. وانتقد فريق آخر ربط القضية الفلسطينية بموقف من الدين: “الإخوان لي عنده مشكل مع الدين وكيربطه بفلسطين، يتفكر بلي فلسطين راه فيها حتى المسيحيين والملحدين ولا دينيين، ويزيد يتفكر بلي إسرائيل بغا تأسس دولة مبنية على الدين، يعني بحالها بحال داعش والسلام”. واستغربت تعاليق أخرى تهليل البعض بمسألة التطبيع مع إسرائيل، معتبرة أن “مسألة الاعتراف الأمريكي بالسيادة المغربية على الصحراء تعطي مظلومية كبيرة لما يسمى “بالشعب الصحراوي” وفعلا تضعه في وضع مماثل للشعب الفلسطيني”. طرح ساذج وغير منطقي داخل هذا الجدال، اختار بعض المعلقين أن يقفوا موقفا تحليليا أمام هذا التقاطب الذي غزا مواقع التواصل الاجتماعي، واعتبروا أن هذا الطرح “طرح ساذج وغير منطقي وغير واقعي، وكأنه بين عشية وضحاها لن يبقى هناك بوليساريو ولا الجزائر ولا مجلس أمن ولا قرارات أممية، ولا رهانات للوبيات السلاح، ولا مخططات تجزئة، بمجرد افتتاح سفارة بطريق زعير”. في حين أبدى معلقون آخرون تعجبهم من هذا التقاطب متسائلين: “علاش يا إما تديها فقضايا بلادك يا إما القضية الفلسطينية؟ واش ماخداماش نكونوا معاهم بجوج؟”، “لماذا على المرء أن يختار بين فلسطين والصحراء؟ أليس من حقه أن يعتبر كلا القضيتين تهمانه، ولا تناقض بينهما”. ودعت بعض التدوينات إلى الحياد بين الانتصار للفلسطينيين أو الصهاينة: “لا تكن فلسطينيا أكثر من الفلسطينيين، ولا تكن صهيونيا أكثر من الصهاينة.. كن فقط مغربيا مثل المغاربة في دفاعهم عن المغرب وفلسطين”. ويشار إلى أن هذا النقاش تفجر عشية اجتماع ناصر بوريطة بالمستشارين في لجنة الخارجية والحدود والدفاع الوطني والمناطق المغربية المحتلة، أمس الثلاثاء، بمجلس المستشارين، حيث رفض الرد على التساؤلات حول ما يروج في الإعلام الإسرائيلي، رافضا أن تكون القضية الفلسطينية هي القضية الأولى للمغرب أمام قضية الوحدة الترابية، ومعتبرا أنه “لا ينبغي أن نكون فلسطينيين أكثر من الفلسطينيين”.