“لا ينبغي أن نكون فلسطينيين أكثر من الفلسطينيين”، عبارة أثارت موجة من الانتقادات على مواقع التواصل الاجتماعي، بعد أن مررها وزير الخارجية، ناصر بوريطة، أمس الثلاثاء، في اجتماع لجنة الخارجية بمجلس المستشارين، للمصادقة على قانون ترسيم الحدود البحرية المغربية. وقال بوريطة، في رده على انتقادات مستشارين عن حزب العدالة والتنمية لموقف المغرب من “صفقة القرن”، اعتبروا أن قضية فلسطين “قضية أولى للمغرب”: إن “قضية الصحراء هي القضية الأولى للمغرب”، مضيفاً أنه “لا ينبغي أن نكون فلسطينيين أكثر من الفلسطينيين أنفسهم”. وفي هذا السياق، دعا القيادي في الدائرة السياسية لجماعة العدل والإحسان، حسن بناجح، وزيرَ الخارجية إلى نفس ما دعا إليه، وقال: “لا تكن فلسطينياً أكثر من الفلسطينيين”، وأضاف: “…كن فقط مغربياً مثل المغاربة في دفاعهم عن المغرب، وفلسطين”. وعلقت الناشطة اليسارية، لطيفة البوحسيني، في تدوينة عبر صفحتها على فايسبوك: “يسعون لتمرير صفقة القرن عبر الضغط، والابتزاز والمقايضة، وبالاعتماد على أنظمة استبدادية عاجزة على إيجاد حلول لقضاياها، ومشاكلها”. وقال الكاتب العام لمجموعة العمل الوطنية من أجل فلسطين عزيز هناوي: “بعض رجال الدولة، وبعض النخب، والإعلاميين يربطون التطبيع الصهيوني بمغربية الصحراء”، متسائلاً “متى كانت الخيانة وطنية؟”. ورأى هناوي أن “مقابلة قضية الصحراء بقضية فلسطين لتبرير الركوع لأمريكا هو شيء اسمه الدعارة الوطنية باسم الصحراء، وخيانة لدماء الشهداء”. ويرى الصحافي إسماعيل عزام، أن حديث بوريطة حول الأولوية بين الصحراء، “واقعي وصائب تماماً”، موضحاً أن “لكل دولة أولوياتها الوطنية في سياستها الخارجية، وللمغرب كل الحق في الدفاع عن الصحراء”. وتابع الصحافي ذاته، “لكن صمت الوزير عن التقارير، التي تشير إلى إمكانية وجود اتفاق مغربي -إسرائيلي- أمريكي، بموجبه تدعم واشنطن المغرب في نزاع الصحراء، بينما تفتح إسرائيل سفارة لها في الرباط”، يضيف عزام “أمر محير”. وقال عزام: “إن كانت الدولة المغربية تعتقد حقاً أنها ستقايض موقفاً أمريكياً مسانداً لها بأن تعمل في المقابل على تغيير مبدئها في النزاع الفلسطيني-الإسرائيلي فهي مخطئة”، مضيفاً “من يدفع المغرب إلى تقديم تنازل غير مضمون العواقب للإدارة الأمريكية، يدفعه للسقوط في فخ سيسجله التاريخ ضده.. لينطبق علينا المثل: لا ديدي لا حب الملوك”. وكانت تقارير إسرائيلية، وأمريكية قد ذكرت أن إسرائيل تجري محادثات مع الإدارة الأمريكية، بشأن اتفاق من شأنه أن يجعل الولاياتالمتحدة تعترف بسيادة المغرب على أقاليمه الجنوبية في الصحراء، مقابل تطبيع العلاقات بين الرباط وتل أبيب. وامتنع وزير الشؤون الخارجية، ناصر بوريطة، أمس، عن التعليق على الأنباء المتداولة حول هذا الاتفاق، معتبراً أنه غير ملزم بتوضيح أخبار صادرة عن جهات غير رسمية.