عبّرت الهيئات المغربية الداعية إلى المسيرة الاحتجاجية الشعبية ضد خطة السلام الأمريكية في الشرق الأوسط، المعروفة ب"صفقة القرن"، والمزمع تنظيمها يوم الأحد المقبل في العاصمة الرباط، عن رفضها للتصريحات الصادرة عن ناصر بوريطة، وزير الشؤون الخارجية المغربي، والتي قال فيها إن المغاربة "لا يجب أن يكونوا فلسطينيين أكثر من الفلسطينيين أنفسهم". موقف الداعين إلى المسيرة الشعبية ضد "صفقة القرن" تم التعبير عنه في بلاغ تُلي في ندوة صحافية عقدوها صباح الخميس في مقر نادي المحامين بالرباط، حيث جاء في البلاغ أن الهيئات الداعية إلى المسيرة "تدين كافة المواقف المتخاذلة الخارجة عن إجماع الشعب المغربي، وترفض كل الصفقات والمؤامرات التي تُحاك ضد فلسطين". الموقف من تصريحات ناصر بوريطة عبّر عنه بشكل أوضح خالد السفياني، الذي قال "إن الذي صرح على هواه ولم يكن وفيّا للموقف الرسمي والشعبي المغربي عليه أن يراجع حساباته، وأن يتراجع عن موقفه؛ فنحن لا نتوسل أحدا، بل ننطلق من الثوابت، ومن يُخل بها ساقط"، مضيفا أن الرسائل الملكية السابقة بشأن موقف المغرب من القضية الفلسطينية، وكذلك ما عبّر عنه رئيس الحكومة، تجعل موقف وزير الخارجية المغربي "معزولا". وأضاف السفياني: "مَن لا يريد أن يكون فلسطينيا فله ذلك. أما نحن ففلسطينيون، والشعب المغربي فلسطيني". وفي تلميح على الأخبار غير المؤكدة التي راجتْ مؤخرا، حول وجود مساعٍ إسرائيلية للضغط على الولاياتالمتحدةالأمريكية لدفع المغرب إلى تطبيع علاقاته مع إسرائيل، مقابل اعتراف واشنطن بسيادة الرباط على المناطق الصحراوية المتنازع عليها، قال السفياني: "الشعب المغربي لا ينتظر من ترامب ولا نتنياهو للحفاظ على وحدته، فهو قادر على ذلك بنفسه". وأكدت الهيئات الداعية إلى مسيرة الأحد رفضها القاطع ل"صفقة القرن"، التي قال محمد بنجلون الأندلسي إنها ستجرّد الشعب الفلسطيني من كافة حقوقه الطبيعية المشروعة، لافتا إلى أن غاية الرئيس الأمريكي دونالد ترامب،من إعلان هذه الصفقة هي "أنه يريد ربط علاقات حميمية مع الصهاينة، ومع المسيحيين الإنجيليين الذين بوّؤه منصب الرئيس". المسيرة الشعبية ضدّ "صفقة القرن" ستنطلق من ساحة باب الأحد بالرباط، وستجوب عددا من الشوارع الرئيسية بالعاصمة، وستليها فعاليات وأشكال نضالية أخرى حسب المنظمين، حيث قال الأندلسي إنّ مسيرة الرباط "ستكون انطلاقة لمسار نضالي مستمر وحضور فعليّ يواكب كل خطوات الشعب الفلسطيني لتحرير أراضيه". وستشارك في المسيرة الاحتجاجية جميع الأحزاب السياسية والهيئات النقابية والحقوقية والجمعوية، "من أجل أن نكون في مستوى هذه المرحلة التي تعد من أخطر المراحل التي تعيشها القضية الفلسطينية في مواجهة الطابور الخامس، الذي يريد تصفية هذه القضية وإنهاء مفهوم الدولة، بمحاولة خلق كيان يسمى دولة، وهو ليس كذلك، وحرمان الشعب الفلسطيني من كل حقوقه التي أقرتها الشرعية والمواثيق الدولية"، يقول الأندلسي. وفيما تباينت المواقف الرسمية الدولية من "صفقة القرن" بين داعم ورافض ومتحفظ، قالت الهيئات المغربية التي ستشارك في مسيرة الأحد إنّ الصفقة التي أعلنها الرئيس الأمريكي بمعية رئيس الوزراء الإسرائيلي "لن تجد القبول سوى لدى الحركة الصهيونية وعملائها، ومآلُها السقوط"، بينما وصفت قرار ترامب ب"الخرق السافر للقوانين الدولية والمواثيق الأممية وتحديا للقيم الإنسانية".