بدأت شاحنات تصل، اليوم الأربعاء، إلى مجمع مولاي رشيد للشباب والطفولة في بوزنيقة، محملة بالوسائل اللوجستيكية، التي ستخصص لوضع التجهيزات المرتبطة بالمؤتمر الرابع لحزب الأصالة والمعاصرة، الذي دعا إليه تيار “المستقبل”، بينما أطلق الأمين العام للحزب، حكيم بنشماش، سلسلة جديدة من الإجراءات لمنع خصومه من استخدام هذا المجمع. مصدر مطلع من الحزب أسر ل”اليوم 24″، بأن بنشماش وجه مراسلة إلى مدير المجمع المذكور، تتضمن جردا للقرارات المتخذة من لدن حزبه بخصوص اللجنة التحضيرية، التي يقودها سمير كودار، وأيضا بخصوص كودار نفسه. كما راسل بنشماش كلا من عمالة إقليم بن سليمان، التي يتبع المركب المذكور إلى نفوذها الترابي. كما سيوجه في هذا الصدد، مراسلة إلى وزير الداخلية، عبد الوافي لفتيت، يدعوه فيها إلى تطبيق القانون بخصوص عقد مؤتمر باسم الحزب لم يدع إليه أمينه العام. وبحسب معلومات لدى “اليوم 24″، فإن خالد أدنون، المدير العام للحزب، وعضو مكتبه الفيدرالي، راجع المسؤولين عن مجمع بوزنيقة، بخصوص الترتيبات، التي قام بها تيار المستقبل لعقد مؤتمره هناك، وتلقى الرد بأن المعنيين قدموا طلبا، وتمت الموافقة عليه، لكن قياديا من تيار بنشماش شدد على أن السلطات المختصة “لم ترخص بعد لعقد المؤتمر”. وتنظر المحكمة الابتدائية اليوم الأربعاء، في القضية التي رفعها بنشماش ضد كودار، ويطالب فيها بإبطال انتخابه رئيسا للجنة التحضيرية للمؤتمر، وإيقاف انعقاد المؤتمر، لكن بعض التخمينات الحالية تشير إلى أن المحكمة ستقوم بتأجيل النظر في الدعوى مرة ثانية إلى موعد، قد يكون آخر الشهر. وسيترك هذا التأجيل -إن حدث- مساحة زمنية أمام تيار “المستقبل” للاستمرار في التحضير لمؤتمره دون اكتراث للإجراءات، التي يشنها بنشماش. وكان بنشماش قد راسل مرارا مصالح وزارة الداخلية، سواء على مستوى المركز، أو في الجهات، في محاولات منه لمنع عقد اللجنة التحضيرية لاجتماعاتها، لكن السلطات قررت ألا تفعل ذلك، وتركت كودار ينفذ اجتماعاته واحدا تلو الآخر، كان آخرها في طنجة. وتلقي هذه السوابق في المعاملة، شكوكا كبيرة حول ما إن كانت سلطات الداخلية ستنظر بعين الاعتبار إلى المراسلات الجديدة لبنشماش بخصوص عقد المؤتمر. كودار، وهو رئيس اللجنة التحضيرية، اكتفى بالقول ل”اليوم 24″ إن “المرحلة الأخيرة لترتيبات المؤتمر قد بدأت، وعلى بنشماش أن يعي بأن نهايته قد حسمت”، مضيفا: “على الرجل أن يتوقف على إقحام وزارة الداخلية في هذا الأمر، كما عليه، أيضا، أن يتوقف عن مهاجمتها كل مرة لم توافق على أهوائه”.