رغم مطالبات الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة للسلطات الإدارية التدخل لمنع الأنشطة التي دعا إليها سمير كودار بصفته رئيسا للجنة التحضيرية للمؤتمر الرابع للحزب، في طنجة نهاية هذا الأسبوع، إلا أن السلطات لم تستجب لذلك، وسمحت بعقد اجتماع اللجنة التحضيرية اليوم الجمعة، فيما منحت الترخيص الضروري لعقد اللقاء التواصلي الذي نودي عليه من الجهة نفسها، في قاعة عمومية بالمدينة نفسها يوم غد السبت. وبحسب معلومات حصل عليها “اليوم 24″، فإن المصالح الولائية بطنجة رخصت لتيار “المستقبل” بشكل رسمي، لعقد اللقاء التواصلي بينه وبين أنصاره في جهة الشمال، رغم أن بنشماش حث السلطات عبر بلاغ، على عدم فعل ذلك. كما سمحت السلطات نفسها بعقد اجتماع أخير للجنة التحضيرية خصص للمصادقة على الوثائق التي ستقدم للمؤتمر المقرر عقده نهاية شهر شتنبر في مدينة بوزنيقة. ولقد عقد هذا اللقاء بالفعل، وانتهى قبل قليل. وهذه ضربة كبيرة لجهود بنشماش الأخيرة لاحتواء تحركات تيار “المستقبل” وهو مقبل على عقد المؤتمر. علما أن الأنشطة المبرمجة في طنجة هي الأخيرة في سلسلة برمجة اللقاءات والاجتماعات التي باشرها خصوم بنشماش منذ شهر ماي الفائت. ولم يصدر عن بنشماش أي تعليق على سماح السلطات بعقد اجتماع اللجنة التحضيرية في طنجة، لكن كودار قال ل”اليوم 24″، إن ما حدث اليوم “يجب أن يمثل عبرة لبنشماش، وللمتحلقين من حوله الذين على ما يبدو، يدفعونه إلى ارتكاب حماقات كمعاداة السلطات”. ويشير كودار بذلك إلى الانتقادات الكبيرة التي شنها بنشماش على وزارة الداخلية بسبب سماحها لتيار “المستقبل” فيما مضى، بعقد أنشطته. وكان بلاغ مشترك بين رئاسة المجلس الوطني للحزب ورئاسة اللجنة التحضيرية والأمانة الجهوية للحزب بالشمال، صدر ليلة الخميس، قد ندد بإقحام بنشماش لوزارة الداخلية في مشكلته مع خصومه داخل الحزب. ويؤكد قادة تيار “المستقبل” أن اللقاء التواصلي المزمع عقده السبت، سيكون “ضربة لخرافة يروجها أنصار بنشماش حول من يملك مفاتيح جهة الشمال”. وكان أحمد التوهامي، رئيس اللجنة التحضيرية التي شكلها بنشماش مؤخرا، شدد على أن طنجة “قلعة للمشروعية”، لكنه لم يقدم أي مؤشرات على ذلك. بينما يلزم العربي المحارشي، وهو القوة الرئيسية من الذين يوالون بنشماش في الشمال، صمته حتى الآن.