كما كان متوقعا، يحاول حكيم بنشماش، الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة تفادي النتائج السياسية للقاء طنجة الذي يعد خصومه في تيار “المستقبل” لعقده يوم السبت. وكان الأعضاء الموالين له في جهة الشمال قد حاولوا ثني أعضاء آخرين عن حضور هذا اللقاء الذي يريد منه تيار “المستقبل” أن يكون حسما على الأرض لمعركته التي طالت مع بنشماش، إلا أن تلك الجهود لم تسفر عن أي نتائج بعدما أعلم قياديون عن وجود قائمة واسعة من أعضاء الحزب بجهة طنجةتطوانالحسيمة الذين سيحضرون لقاء السبت. وبحسب ما تقول مصادر من الحزب، فإنه كان متوقعا أن يصدر بنشماش بلاغا حول لقاء طنجة لما سيرتب عنه من تداعيات بخصوص الصراع الحالي داخل “البام”. ومن الواضح أن بلاغ بنشماش كما بثه موقع الحزب، ليس مثل البلاغات المعهودة، فقد تضمن ضمن مرفقاته، وثائقا ونصوصا من القانون المنظم لعمل الأحزاب، ناهيك عن صور من لقاءات داخلية للجنة التحضيرية التي شكلها بنشماش مؤخرا، ونصب أحمد التوهامي رئيسا لها. بنشماش في بلاغه هذا، حث وزارة الداخلية على منع لقاء طنجة، بدعوى أن تيار “المستقبل” ليس من صلاحيته عقد لقاء عمومي باسم اللجنة التحضيرية في قاعة عمومية. وقال مذكرا السلطات الإدارية المختصة بقرار وزير الداخلية المتعلق بتحديد شروط وكيفيات استعمال القاعات العمومية التابعة للدولة من لدن الأحزاب السياسية في إطار ممارسة أنشطتها، “إن أي مساس بمضمون هذا القرار لا يشكل مساسا بنص وروح القانون فقط، بل يشكل سابقة خطيرة من شأنها التطبيع مع حالات الفوضى والتسيب واللامسؤولية في علاقة الأحزاب بالدولة، ويعتبر، بالنتيجة، مساسا بمصداقية المؤسسات وسمعتها”. وهذه هي الصيغة نفسها التي كان بنشماش قد حث بواسطتها السلطات الإدارية بأكادير وغيرها من المناطق حيث عقد خصومه لقاءات تواصلية، على منع نشاطات تيار “المستقبل”. قيادي في التيار قال ل”اليوم 24″، “إن الخلط نفسه يقع فيه بنشماش مرارا وتكرارا، حيث يدعو السلطات الى منع لقاء للجنة التحضيرية للمؤتمر في قاعة عمومية، بينما في الواقع، يكون ذلك اللقاء تواصليا، وليس اجتماعا للجنة التحضيرية”. وقد سمحت السلطات منذ أن بدأ الخلاف داخل الحزب، بعقد لقاءات تواصلية من لدن تيار “المستقبل”. وفي هذا السياق، قال سمير كودار، رئيس اللجنة التحضيرية للمؤتمر الرابع في تصريح ل”اليوم 24″، إن “بنشماش لم يعد يعرف ما يريده.. هل يوبخ الداخلية لأنها تسمح بعقد لقاءات مشروعة، أم يوبخها كذلك لأنها يجب أن تمنع هذه اللقاءات. في كل الأحوال، هناك مشكلة لدى بنشماش، وهي بالقطع، ليست مشكلتنا”. وكان بنشماش في وقت سابق قد هاجم وزارة الداخلية في بلاغ له، بسبب سماحها لخصومه بعقد لقاءات تواصلية. وفي هذا الصدد، تبرأ بنشماش من لقاء طنجة الذي يعقد في توقيت حاسم بالنسبة لمستقبل هذا الخلاف، وقال “إن الدعوة إلى عقد لقاء باسم حزب الأصالة والمعاصرة يوم 31 غشت الجاري بطنجة لا يخضع لأي أساس قانوني أو تنظيمي”، وهي نفس الحجة التي استند إليها الأمين العام في دعواه ضد خصومه بالمحكمة الابتدائية بأكادير، ورفضتها المحكمة حينها. وقد دعا بنشماش في بلاغه، أعضاء حزبه الذين يعتقد أنهم موالين له، إلى مقاطعة لقاء طنجة، لكن هذه الدعوة قد ترتد ضده إذا ما نجح لقاء خصومه كما حدث في أكادير.