دخلت المواجهة المفتوحة بين حكيم بنشماش، الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة، وخصومه، الذين يطلقون على أنفسهم اسم "تيار المستقبل" منعطفا جديدا، بعدما قرر متزعمو هذا التيار عقد لقاء للجنة التحضيرية للمؤتمر الرابع للحزب بمدينة طنجة، التي كان يعتبرها بنشماش أحد معاقله. في هذا الصدد، أصدر بنشماش بلاغا اعتبر فيه أن "الدعوة لعقد اجتماع اللجنة التحضيرية لا تستند على أية شرعية قانونية، أو تنظيمية، أو سياسية، كما أنها تندرج في سياق المحاولات الفاشلة الهادفة إلى المس بالمؤسسات الحزبية وبقواعد العمل الحزبي، وبمصداقية الممارسة السياسية". واتهم بنشماش خصومه ب"تأزيم الجسم الحزبي والسطو على مؤسساته والدوس على قوانينه وأعرافه وقيمه بعقلية لا علاقة لها بأخلاقيات وضوابط ومسلكيات العمل الحزبي الذي تؤطره القوانين الجاري بها العمل في بلادنا، وكذا النظامين الأساسي والداخلي لحزب الأصالة والمعاصرة". ودعا بنشماش السلطات المحلية إلى منع خصومه من الاستفادة من القاعات العمومية، مشيرا في هذا الصدد إلى قرار صادر عن وزير الداخلية سنة 2011 يحدد قائمة المسؤولين الحزبيين الذين يحق لهم التقدم بطلب من أجل الاستفادة من القاعات العمومية، حيث يحصرهم في المسؤول الوطني أو الجهوي أو الاقليمي أو المحلي. واعتبر بنشماش أن أي "مساس بمضمون هذا القرار لا يشكل مساسا بنص وروح القانون فقط، بل يشكل سابقة خطيرة من شأنها التطبيع مع حالات الفوضى والتسيب واللامسؤولية في علاقة الأحزاب بالدولة، ويعتبر، بالنتيجة، مساسا بمصداقية المؤسسات وسمعته". من جهته، قال عبد اللطيف وهبي، القيادي في حزب الأصالة والمعاصرة في اتصال مع "تيلكيل عربي" إن "تيار المستقبل غير معني بما يصدر عن بنشماش"، مضيفا أن اللجنة التحضيرية ستستفيد من قاعة عمومية بطنجة بناء على طلب يتقدم به المسؤول الجهوي للحزب. ويعيش حزب الأصالة والمعاصرة على ايقاع أزمة غير مسبوقة منذ 18 ماي الماضي، تاريخ انعقاد اجتماع اللجنة التحضيرية لمؤتمر الحزب، إلا أن حكيم بنشماش قرر رفع الاجتماع، مبررا ذلك بعدم توفر الشروط الموضوعية، ولجوء بعض الأعضاء إلى بت الفوضى، لكن خصومه استمروا في الاجتماع وانتخبوا سمير كودار رئيسا للجنة التحضيرية. ومنذ ذلك، توجه حكيم بنشماش إلى القضاء للطعن في انتخاب كودار، كما طرد عددا من معارضيه.