بعد إعلان دولة الفاتيكان، أول أمس الثلاثاء، عن البرنامج الرسمي، بالتوقيت والمواعيد والأمكنة، للزيارة الرسمية الأولى من نوعها التي يقوم بها البابا فرانسيس إلى المغرب يومي 30 و31 من مارس المقبل؛ كشفت مصادر إسبانية أن العديد من الشخصيات البارزة من مختلف الأديان من المدينتين المحتلتين ستنتقل، أيضا، إلى الرباط لاستقبال البابا، على رأسها كارلوس أوروزكو، الأخ الأكبر لجماعة سان أنطونيو بسبتة. ورجحت المصادر ذاتها إمكانية انتقال 500 شخص من سبتة وحدها لاستقبال البابا بالرباط؛ علما أن الزيارة لن تشمل الدارالبيضاء كما كان متوقعا. ووفقا للبرنامج الرسمي للزيارة، من المنتظر أن ينزل البابا والوفد المرافق له بمطار الرباط – سلا يوم السبت 30 مارس حوالي الساعة الثانية مساء بالتوقيت المغربي، حيث سيحظى باستقبال رسمي، مثل الشخصيات الكبيرة التي تزور المغرب، باعتباره رئيسا لدولة الفاتيكان. بعد نصف ساعة، ستشهد ساحة القصر الملكي بالرباط حفل الترحيب بالبابا والوفد المرافق له، حيث سيجري استقباله من قبل الملك محمد السادس. المصدر ذاته أشار، كذلك، إلى أنه حوالي الساعة الثالثة والنصف سيكون للبابا فرانسيس لقاء مع المواطنين المغاربة والسلطات والمجتمع المدني والسلك الدبلوماسي في ساحة جامع حسان، حيث من المرتقب أن يلقي أول خطاب له في المغرب. وسيرا على منوال الضيوف الكبار للمغرب، سيزور البابا حوالي الساعة الرابعة والنصف ضريح محمد الخامس، قبل أن ينتقل حوالي الساعة الخامسة إلى معهد محمد السادس لتكوين الأئمة المرشدين والمرشدات. فيما ينتهي اليوم الأول من الزيارة بلقاء البابا مع مجموعة من الأجانب بالمغرب في مقر الجمعية المدافعة عن المهاجرين “كاريتاس” حوالي الساعة السادسة مساء، حيث من المتوقع أن يدلي بكلمة مقتضبة. وفي اليوم الموالي، الأحد، ستبدأ أجندة البابا مع الساعة التاسعة والنصف بزيارة خاصة إلى المركز القروي للخدمات الاجتماعية بتمارة. كما يلتقي مع الساعة ال10 و35 دقيقة مع قساوسة متدينين، ومع مجلس الكنائس في كاتدرائية الرباط، حيث سيلقي البابا الخطاب الثاني له بالمغرب، قبل أن يترأس صلاة التبشير الملائكي. ومع الساعة الثانية عشر سيتناول البابا والوفد المرافق له وجبة غذاء مع الأساقفة الموجودين بالمغرب؛ وبعدها يختتم الزيارة بالانتقال إلى المركب الرياضي الأمير مولاي عبدالله لترؤس صلاة إقامة الشعائر؛ قبل مغادرة المغرب حوالي الساعة الخامسة من مطار الرباط-سلا. يذكر أن الفاتيكان اختار لهذه الزيارة شعارا معنونا ب”البابا فرانسيس خادم الأمل بالمغرب 2019 ” Pop Francis Servant of hope Morocco 2019 “. شعار زيارة البابا للمغرب اختير من بين 50 مشاركة في مسابقة خصصت لهذا الغرض، وتقول الملاحظة التوضيحية المصاحبة للشعار أن الصليب والهلال اللذين اعتمدا في تشكيل الشعار يرمزان إلى الإسلام والمسيحية ويدلان على التعايش الديني بين المسلمين والمسيحيين. أما الاعتماد على اللونين الأحمر والأخضر في الشعار فيحيلان إلى ألوان المغرب، فيما يحيل اللونان الأصفر والخلفية البيضاء لألوان الفاتيكان. وأشار موقع الفاتيكان أن ورود كلمة المغرب في الشعار باللغة العربية جاء “تكريما لهذا البلد الذي يستضيف البابا”. وتأتي زيارة البابا فرانسيس للمغرب بدعوة رسمية من الملك محمد السادس وأساقفة المغرب عن طريق ممثل الفاتيكان في الرباط. وفي الوقت الذي كان يعتقد أن الزيارة ستشمل الدارالبيضاء، يتضح من خلال البرنامج الرسمي أنها ستقتصر على الرباط، بحيث سيتم التركيز على القضايا المرتبطة بالتعايش الديني وقضايا الهجرة. يشار أنه قبل زيارة المغرب، قام البابا فرانسيس بزيارة للإمارات العربية المتحدة ما بين أيام 3 و5 من فبراير الجاري. ويعتقد الفاتيكان أن زيارة البابا للبلدان العربية المسلمة هدفه خلق فرص مهمة لتعزيز حوار الأديان والتفاهم المتبادل بين أتباع الديانتين بمناسبة حلول الذكرى ال 800 للقاء التاريخي الذي جمع القديس فرانسيس الإسيزي والسلطان الملك الكامل الأيوبي، والذي كان الأول من نوعه في التاريخ. زيارة فرانسيس للمغرب تعد الثانية من نوعها في تاريخ زيارة “رؤساء” دولة الفاتيكان إلى المغرب بعد 33 سنة، على الزيارة التاريخية التي قام بها البابا يوحنا بولس، الحبر الأعظم للكنيسة الكاثوليكية إلى المغرب صيف عام 1985 والتقى حينها الراحل الحسن الثاني، والتي كانت بعد خمس سنوات من زيارة الملك إلى الفاتيكان خلال عام 1980. وقد استقبل الملك الراحل حينها البابا يوحنا في مطار محمد الخامس الدولي وشهدت الزيارة إلقاء خطاب تاريخي جمع الطرفين في ملعب محمد الخامس أمام عدد غفير من الحضور.