بعد الإعلان عن الزيارة المرتقبة للبابا فرانسيس للمغرب، والتي حدد موعدها بين 30 و31 من مارس المقبل، أفصح الفاتيكان عبر موقعه الرسمي عن الشعار الذي اختير لهذه المناسبة. الشعار معنون ب”البابا فرانسيس خادم الأمل المغرب 2019″ Pop Francis Servant of hope Morocco 2019. ونطالع في موقع الفاتيكان أن شعار زيارة البابا للمغرب اختير من بين 50 مشاركة في مسابقة خصصت لهذا الغرض، وتقول الملاحظة التوضيحية المصاحبة للشعار إن الصليب والهلال اللذين اعتمدا في تشكيل الشعار يرمزان إلى الإسلام والمسيحية ويدلان على التعايش الديني بين المسلمين والمسيحيين. أما الاعتماد على اللونين الأحمر والأخضر في الشعار فيحيلان إلى ألوان المغرب، فيما يحيل اللونان الأصفر والخلفية البيضاء إلى ألوان الفاتيكان. وأشار موقع الفاتيكان أن ورود كلمة المغرب في الشعار باللغة العربية جاء “تكريما لهذا البلد الذي يستضيف البابا”. يذكر أن الزيارة المرتقبة للبابا فرانسيس تأتي بدعوة رسمية من الملك محمد السادس وأساقفة المغرب عن طريق ممثل الفاتيكان في الرباط، وينتظر أن تشمل الزيارة جولة في مدينتي الرباط والدار البيضاء وستناقش القضايا المرتبطة بالتعايش الديني وقضايا الهجرة. هذا وقبل أن يحل في المغرب، سيجري البابا فرانسيس زيارة للإمارات العربية المتحدة من ال3 إل ال5 من فبراير المقبل. وفي تعليق له عن الزيارتين أمام السلك الدبلوماسي في الفاتيكان، قال البابا “إن الهدف من زيارته لبلدين بأغلبية مسلمة هو خلق فرصتين مهمتين لتعزيز حوار الأديان، والفهم المتبادل بين أتباع الديانتين بمناسبة حلول الذكرى ال 800 للقاء التاريخي الذي جمع القديس فرانسيس الإسيزي والسلطان الملك الكامل الأيوبي”، والذي كان الأول من نوعه في التاريخ. هذا واعتبر الباحث في الشؤون الإسلامية محمد عبد الوهاب رفيقي في تصريح ل”أخبار اليوم”، أنه ينبغي تثمين المبادرات التي من شأنها أن تخلق أجواء من التعايش بين مختلف الأديان، “نحن نعلم أن الصراع المسيحي الإسلامي امتد لقرون طويلة وخلف ضحايا كثيرة، وأن السياق الذي نعيشه اليوم يختلف كليا عما كان سابقا”، يقول رفيقي، مشيرا إلى أن سياق اليوم ألزم الجميع باللجوء إلى التعايش بقبول التنوع وبقبول التعددية. وأبرز رفيقي أن هنالك خطوات جبارة من الجانبين لتطوير الرؤية الدينية نحو العالم وإنهاء كل ما من شأنه أن يخلق الصراع وينشب الحروب بين مختلف الأمم والشعوب. وأردف أبو حفص قائلا “أرى أن زيارة الباب فرانسيس لأي بلد إسلامي نقطة إيجابية تحسب لصالحه، ويجب التفاعل معها وتثمينها بما فيه مصلحة البشرية”. واعتبر أبو حفص أن هذا الزيارة هي أكثر إلحاحا اليوم، خاصة في سياق الإشكاليات التي يطرحها الإرهاب وكل ما يخلفه من ضحايا، مقابل أيضا إشكالية الإسلاموفوبيا التي تنتشر في الغرب بشكل كبير جدا، بالإضافة إلى سياق صعود اليمين المتطرف في عدد من الدول الغربية، “وهو ما ينذر بخطر شديد يهدد هذا التعايش الذي بلغه العالم بعد جهود طويلة وبعد معاناة مستمرة”. ويرى رفيقي أنه يجب على المسؤولين على مختلف الأديان، أن يبذلوا كل ما لهم من سلطة روحية ومعنوية حتى لا يتركوا مثل هكذا تشنجات بين الطرفين تؤثر على مسار التعايش بين الأمم والشعوب. الزيارة المرتقبة للبابا فرانسيس للمغرب تعد الثانية من نوعها بعد 33 سنة على الزيارة التاريخية التي قام بها البابا يوحنا بولس، الحبر الأعظم للكنيسة الكاثوليكية، للمملكة صيف عام 1985، والتقى حينها الملك الراحل الحسن الثاني، والتي كانت بعد خمس سنوات من زيارة الملك الراحل للفاتيكان خلال عام 1980. وقد استقبل الملك الراحل حينها البابا يوحنا في مطار محمد الخامس الدولي وشهدت الزيارة إلقاء خطاب تاريخي جمع الطرفين في ملعب محمد الخامس أمام عدد غفير من الحضور. يذكر في هذا الصدد أن زيارة البابا فرانسيس للمغرب ولقائه المرتقب مع الملك محمد السادس، تأتي بعد 800 عام على اللقاء التاريخي الذي جمع بين القديس فرانسيس والسلطان الفاطمي الكامل الأيوبي الأخ الأكبر لصلاح الدين الأيوبي في دمياط بمصر سنة 1219، والذي كان يحكم الأراضي المقدسة، خلال زيارة قام بها فرانسيس للقدس، ليؤرخ ذلك الوقت كأول لقاء من نوعه في العالم.