رؤوا النور بين سنتي 1980 و2000، لم يبلغوا الأربعين عاما من عمرهم بعد، جيل مرتبط بشكل كبير بعوالم الأنترنت، معروف برفضه السلطة وبإيمانه بالاختلاف. هو جيل الألفية، أو كما يعرف ب«جيل واي»، أو جيل «Y»، وهو الحرف الذي يحيل إلى كلمة «Why» بالإنجليزية، أي «لماذا». هو الجيل الباحث عن تحقيق العدالة الاجتماعية والشفافية والإنصاف المهني، دون التمرد على جذوره الثقافية والهوياتية وقيمه المجتمعية، على غرار قيم التضامن واحترام الكبار وتقديس العائلة. ورغم تهمة التمرد التي تلاحقه، فإنه جيل يحب وطنه، ويخالجه الأمل في أن يتطور أكثر وأكثر. نظرا إلى غياب دراسات معمقة تحاكي اهتمامات جيل «لماذا»، عبر طرح العديد من التساؤلات المرتبطة بطريقة تفكيره ومجالات اهتماماته، والطريقة التي ينظر بها إلى مجتمعه، عمدت الأسبوعية الفرانكفونية «la Vie Eco» إلى تكليف مؤسسة «VQ»، المتخصصة في إجراء استطلاعات رأي، بإنجاز مهمة الغوص في عوالم جيل الألفية، وكشف اهتماماته وعلاقاته بمجالات التواصل المعلوماتي والأنترنت والعمل والمحفزات والإعلام بمختلف تلاوينه، ثم السعي إلى رفع الحجاب عن النظرة التي يرى بها هذا الجيل بلده ونفسه. الشق التواصلي من يتحدث عن جيل الألفية يتحدث بالضرورة عن تكنولوجيا المعلومات والاتصال. جيل مقبل جدا على تكنولوجيا المعلومات، مع تفضيل أجهزة الهواتف من نوع «سامسونغ» و«أيفون». أغلبية الذين جرى استطلاع آرائهم يملكون هواتف ذكية بنسبة 90 في المائة، فيما يرتفع هذا المعدل في صفوف الذكور إلى 92 في المائة، مقابل 87 في المائة بالنسبة إلى النساء. وفي هذا الصدد تفوق الطنجاويون في امتلاك الهواتف الذكية على باقي المدن، بنسبة 5.97 في المائة، مقابل 22 في المائة لشباب مدينة مراكش، تليها مدينة فاس بنسبة 18 في المائة، علما أن أكثر فئة متصلة بالهواتف الذكية هي الفئة بين 22 و25 سنة، بنسبة 25 في المائة. الهواتف الذكية.. «سامسونغ» في الريادة تعتبر الهواتف الذكية من نوع «Samsung» الأكثر استخداما من لدن عينة الاستطلاع، بنسبة تجاوزت النصف، إذ بلغت 56 في المائة، فيما حققت العلامة التجارية «Iphone» نسبة 16 في المائة فقط. في الرتبة الثالثة نجد هواتف «Ifnix» بنسبة 4.7 في المائة، تليها «Huawei» بنسبة 7 في المائة، ثم أخيرا «Oppo» بنسبة 6 في المائة. النساء هن الأكثر إقبالا على هواتف الشركة الكورية سامسونغ بنسبة 63 في المائة، مقابل 49 في المائة للرجال، وهي الفئة المتراوحة بين 30 و35 سنة، تليها في الترتيب الفئة العمرية بين 26 و29 سنة بنسبة 56 في المائة، ثم الفئة بين 22 و25 سنة بنسبة 2.48 في المائة. وعلى مستوى التوزيع الجغرافي، تهيمن سامسونغ على مختلف المدن التي شملها المسح، باستثناء الرباط التي حققت نسبة أقل بنسبة 7.44 في المائة، ثم مراكش بنسبة 8.46 في المائة. ويحل الأيفون في الرتبة الثانية من حيث الاستخدام، ودائما مع تفوق العنصر النسوي في استخدام هذه العلامة التجارية بنسبة 5.18 في المائة، فيما يستخدمه الرجال بنسبة 14 في المائة. أكبر فئة مستخدمة لهواتف الأيفون هي الفئة بين 22 و25 سنة، بنسبة 24 في المائة، فيما حصلت الفئة بين 26 و29 على 19 في المائة، تليها الفئة بين 30 و35 سنة بنسبة 4 في المائة فقط. أما في ما يخص المدن، يبدو أن أبناء العاصمة هم الأكثر إقبالا على الأفيون بنسبة 3.20 في المائة، يليهم شباب مدينة البوغاز بنسبة 20 في المائة. استخدام الأنترنت عبر الهاتف 92 في المائة من عينة الاستطلاع تستخدم الأنترنت عبر هواتفها الذكية، فيما يرتفع هذا المعدل بين فئة 30 و35 سنة بنسبة 86 في المائة. ويقل، في المقابل، هذا الرقم في مدينتي مراكشوفاس اللتين حصلتا على التوالي على 81 و86 في المائة من نسبة أصوات المستجوبين، فيما تتجاوز باقي المدن عتبة 90 في المائة. من الناحية المالية، يصرف جيل الألفية معدل 60.169 درهما شهريا على الأنترنت، فيما يقل هذا المبلغ في صفوف فئة 22 و25 سنة ليصل إلى 60.146 درهما شهريا. حضور كبير على مواقع التواصل الاجتماعي على غير المتوقع تماما، كشف الاستطلاع أنه رغم الحضور القوي للشباب في مواقع التواصل الاجتماعي، فإن هذه الفئة تكرس وقتها أيضا لاهتمامات أخرى بعيدة عن مواقع التواصل. إذ إن 28 في المائة فقط من الذين شملهم الاستطلاع يبقون متواصلين دون انقطاع، مع ارتفاع هذا المعدل لدى الرجال بنسبة 5.30 في المائة، مقابل 26 في المائة بالنسبة إلى النساء. أكبر فئة مستهلكة لمواقع التواصل هي الفئة بين 22 و25 سنة بنسبة 31 في المائة، أغلبهم في مدينة البيضاء، وتصدرت مواقع التواصل لائحة المواقع التي يستخدم الشباب الأنترنت من أجلها بنسبة 72 في المائة، فيما تستخدمها للبحوث نسبة 60 في المائة، يليها غرض مشاهدة الأفلام بنسبة 21 في المائة، ثم متابعة الأخبار بنسبة 22 في المائة. 5.89 في المائة من العينة التي شملها الاستطلاع لها حسابات على مواقع التواصل الاجتماعي، مع تفوق الذكور بنسبة 93 في المائة مقابل 86 في المائة بالنسبة إلى الإناث. الفيسبوك.. لا مفر منه ضمن خمسة مواقع للتواصل الاجتماعي يلجها الشباب المغربي، تصدر «الفيسبوك» اللائحة بنسبة استخدام بلغت 99 في المائة، يليه بفارق كبير «الأنستغرام» بنسبة 47 في المائة، ثم «سناب شات» بنسبة 18 في المائة، و«تويتر بنسبة 15.13 في المائة، ثم «لينكدن» بنسبة 12 في المائة، فيما حصل الواتساب على 4.11 في المائة فقط. البحث عن جديد الإلكترونيك أقل من نصف العينة تبحث عن شراء تجهيزات إلكترونية جديدة، فيما لا تسعى الغالبية إلى ذلك، وتبحث في المقابل عن أثمنة أقل. في ما يخص سؤال طُرح حول الحاجة المستمرة إلى الارتباط بالأنترنت، عبر 4.62 في المائة عن حاجتهم إلى ذلك، وتصدرت فاس المدن الأكثر استخداما للأنترنت وسط الشباب بنسبة 3.54 في المائة، تليها الدارالبيضاء بنسبة 7.49 في المائة، ثم الرباط بنسبة 9.42 في المائة، فيما حصلت أكادير على 2.38 في المائة، وأخيرا المراكشيون بنسبة 1.22 في المائة. البحث المستمر عن الحصول عن أجهزة جديدة لا يعني 49 في المائة من المستجوبين من ضمنهم النساء، بنسبة 9.46 في المائة، مقابل 8.36 للرجال، فيما لا تلهث الفئتان العمريتان 26 و29 سنة و30 و35 سنة بشكل مستمر وراء جديد الأجهزة الإلكترونية، إذ حصلتا، على التوالي، على 1.46 في المائة و6.45 في المائة، فيما تتابع باقي الفئات عن قرب جديد الإلكترونيك. اصطياد أثمنة مناسبة..
تبقى هذه القيمة الاجتماعية مقدسة لدى العينة المستجوبة متفوقة على باقي القيم الأخرى، وفي هذا الصدد يمكن القول إن القيم المحافظة تقاوم التطور الذي يعرفه العالم، فجيل الألفية قد يكون متمردا على المجتمع، لكنه لا يقطع الأواصر مع جذوره. هذه القيمة مازالت حاضرة وبقوة في عاصمة سوس أكادير، ويبدو جليا انطلاقا من القيم المذكورة أن هذه المنطقة تبقى محمية أكثر من التأثير الخارجي.
الحب
«نعم.. حب العائلة» هذا ما يقوله عادة المستجوبون في المسح، لكن وبمجرد طرح القائمين بالاستطلاع موضوع الحب، تخفت حماسة المستجوبين، وبالتالي، فهذه القيمة تحتل رتبة أقل من باقي القيم الأخرى. الفئة بين 22 و25 سنة أقل تعلقا بهذه القيمة نظرا ربما إلى انشغالها بالبحث عن العمل، فيما يرتفع هذا الاهتمام وسط فئة 26 و29 سنة، وهو عمر العلاقات الجادة والبحث عن الزواج. ومن خلال نتائج الاستطلاع، يبدو أن المراكشيين هم الأكثر رومانسية، إذ حصل 80 في المائة من المستجوبين في المدينة على 9 نقاط من 10، فيما يؤمن 69 في المائة من أكادير بهذه القيمة. وأبانت نتائج الدراسة أنه كلما تقدم الإنسان في المرتبة الاجتماعية قل الاهتمام بالحب، وهذا راجع إلى الأنانية. المؤثرون في الشباب.. إبراهيم الفقي في الصدارة في إجابة عن السؤال: هل يمكن أن تذكروا أبرز الشخصيات التي تتابعونها وتؤثر فيكم؟ حصد فنانو الراب والمغنون والممثلون ورواد الأنترنت النسبة الأكبر من الإجابات. من بين الشخصيات الأكثر تأثيرا على شباب العينة، حسب الاستطلاع، نجد مدرب التنمية الذاتية الراحل إبراهيم الفقي، ثم الفنان «سكيزوفرين»، تليه صوفيا شرف وروعة بوتي، ثم اللاعب العالمي كريستيانو رونالدو، يليه الداعية الإسلامي راتب النابلسي، يليهم على التوالي سيمو لايف وأمين راغيب وليلى الحديوي. أظهرت النتائج أن بين العينة 119 شخصا لا يهتمون بأي شخصية عامة، وينضوون في المجمل تحت لواء الفئة بين 30 و35 سنة والذين لا يعيرون اهتماما للشخصيات في مجال الترفيه مقارنة بباقي الفئات الأخرى. الفئة بين 26 و25 سنة تهتم أكثر بشخصيات محلية ووطنية، فيما تتجه الفئة بين 22 و25 سنة إلى الاهتمام بشخصيات أجنبية. الدراسة بصرف النظر عن الجنس أو العمر أو الطبقة الاجتماعية، تبقى هذه القيمة مهمة جدا بالنسبة إلى جيل الألفية، إذ كان هنالك تطابق كبير بين الآراء مع ارتفاع الإيمان بهذه القيمة لدى العنصر النسوي بشكل أكبر. وفي الوقت الذي تعرف فيه فاس بكونها العاصمة العلمية للمملكة، فإنها احتلت رتبة أقل على مستوى الاهتمام بالدراسة مقارنة بباقي المدن المندرجة في الاستطلاع. العمل هي القيمة التي حققت إجماعا بين المستجوبين بمختلف أعمارهم وفئاتهم، وتبقى من بين القيم الأكثر أهمية بالنسبة إلى جيل الألفية. الحصول على عمل وتحمل المسؤولية تلهم الثقة في جميع المجتمعات، والآراء التي جرى استطلاعها كانت متقاربة بين جميع المدن، سواء الدارالبيضاء أو فاس أو مراكش أو أكادير أو طنجة أو الرباط. الزواج يصعب التفكير في تأسيس عائلة في وقت يحظى فيه الحب باهتمام أقل، فالحاجة إلى الحرية بالنسبة إلى جيل الألفية تبرز أكثر حينما يتعلق الأمر بالزواج. نصف العينة فقط صنفته قيمة مهمة، والمفاجئ في النتائج أن النساء أقل اهتماما بالزواج، ف49 في المائة من النساء فقط منحت هذه القيمة نقطة 9 على 10. يمكن تفسير هذا المعطى بتطور المستوى الدراسي لعدد من النساء، ورغبتهن في تحقيق الاستقلالية المادية والرغبة في التحرر من الأغلال المجتمعية. أما على مستوى المدن، فتبقى مدينتا الرباطوالدارالبيضاء الأقل اهتماما بهذه القيمة مقارنة بباقي المدن. العدالة هناك تقريبا شبه إجماع على هذه القيمة المجتمعية من طرف المستجوبين، فالشباب متعطشون إلى العدالة، ما يفسر عدم اهتمامهم بالشؤون السياسية، إذ حصلت هذه القيمة، أي قيمة العدالة، على 4.9 نقاط، شأنها في ذلك شأن القيم الأساسية الأخرى المتمثلة في التضامن والأمانة، وبالتالي، فالشباب يرغبون في المزيد من الإنصاف والعدالة. السياسة يبدو أن هنالك عملا كبيرا على السياسيين القيام به بالنظر إلى تقهقر هذه القيمة بالنسبة إلى الشباب المغربي الذي لا يولي أهمية للصراعات الحزبية والسياسية. فمن عشر نقاط، حصلت السياسية على معدل خمس نقاط، مع انخفاض هذا المعدل في بعض الحالات، مع تسجيل استقطاب ضعيف جدا في هذا الإطار. هذه المسافة بين الشباب والسياسة تتسع أكثر في مدن الرباطوالدارالبيضاء مقارنة بمدن مراكشوطنجةوفاس، علما أن الأخيرة يعتبر شبابها الأكثر اهتماما بالسياسة مقارنة بباقي المدن. الأمانة هي قيمة مشتركة بين جميع المستجوبين، إذ حصدت 9 نقاط على 10، مع تفوق العنصر النسوي إلى جانب سكان مدينتي مراكشوأكادير، مقابل تباين الآراء بخصوص هذه القيمة في العاصمة الاقتصادية للمملكة. الثروة يريدون أن يصبحوا مستقلين، لكن الثراء ليس هو غاية جيل الألفية المغربي. فبحسب نتائج الاستطلاع، فإن أقل من نصف العينة منحت هذه القيمة نقطة 9 على 10، فيما تعتبرها النساء أقل أهمية. احترام الكبار هي قيمة مقدسة، حيث حطمت بذلك الرقم القياسي وسط باقي القيم بحصولها على 8.9 من عشرة، وتتلاشى تهمة التمرد، التي تلتصق بالشباب عادة، حينما يتعلق الأمر بروابطهم وعلاقاتهم مع الكبار. وهي القيمة الأكثر تجدرا في عاصمة سوس مقارنة بباقي المدن. الأقل عملا أكثر من نصف المستجوبين أقروا بهذا المشكل بنسبة 55 في المائة، مع اعتراف أكبر من قبل الذكور بنسبة 65 في المائة مقابل 45 في المائة للإناث. موقف النساء من العمل هو أنهن يبذل جهدا كبيرا من أجل كسب معيشتهن وضمان استقلاليتهن المادية. مشكل العمل يطرح بشكل أكبر في مدينة الدارالبيضاءوفاس بما يقارب 66 في المائة لكلا المدينتين مقارنة بمدينتي طنجةوأكادير.
لا يخشَ السلطة نعم إنهم متمردون، فأكثر من نصف العينة بنسبة 60 في المائة تعترف بعدم احترامها السلطة، مع الإشارة إلى أن الرجال بنسبة 66 في المائة أكدوا عدم احترام جيل الألفية للسلطة، وبشكل عام هنالك شبه إجماع على هذا المعطى. الأقل ثقافة يعترفون بهذا المعطى صراحة وبغالبية عظمى وبأن مستواهم الثقافي ليس جيدا، فأكثر من 55 في المائة من المستجوبين يقبلون هذا الحكم الذي يطال زملاءهم في السن. تجدر الإشارة إلى أن الرجال الأكثر تقبلا لهذا المبدأ مقابل أكثر من نصف نساء العينة يرفضن الاعتراف بذلك، ويبقى البيضاويون والرباطيون الأكثر اعترافا بعوز الثقافة لدى الشباب.
العمل أكثر من اللازم في ما يتعلق بالعمل، أكدت الغالبية الساحقة من المستجوبين، 78 في المائة، أنها تبذل أكثر من طاقتها في ميدان العمل، وعبرت 85 في المائة من العينة عن أخذها زمام المبادرة في العمل، فيما يبذل 75 في المائة من العاملين مجهودا كبيرا لإرضاء أربابهم في العمل. وحول السؤال عن رغبة الشباب في تولي دور القيادة في المستقبل، أجابت النساء بنعم بنسبة 4.68 في المائة، مقابل 9.59 في المائة من الرجال، فيما عبرت 7.27 في المائة من الإناث عن عدم رغبتهن في ذلك مقابل 8.38 في المائة من الرجال. يملك الشباب، حسب النتائج، ثقة كبيرة في مؤهلاته لولوج سوق الشغل بنسبة 71 في المائة من المستجوبين. الفئة بين 30 و35 سنة، هي الأكثر ثقة في مؤهلاتها بنسبة 83 في المائة مقارنة بباقي الفئتين. الترقية في العمل 59 في المائة فقط من العينة يتحدثون مع مديريهم من أجل ترقيتهم في العمل، مع امتياز أكبر للفئة بين 30 و35 سنة بنسبة 68 في المائة، وذلك استنادا إلى الأقدمية وإلى مؤهلاتهم المهنية، مع انخفاض هذه النسبة لدى الفئة بين 22 و25 سنة. وتنحو العينة بشكل عام إلى إقرار مبدأ الإنصاف في ما يخص الزيادة في الراتب والترقية في العمل، في حين يعم نوع من الإحساس ب«الحكرة» في هذا الجانب في أوساط الشباب، فيما يطمع الشباب عموما إلى الزيادة في رواتبهم، حيث يعتقد أكثر من 50 في المائة من العينة أنهم يستحقون أكثر مما يتقاضون. أكثر من 85 في المائة من العينة تعترف بأنها تتعرض لضغوط في العمل، ورغم أن هناك مساطر تسهل من مأمورية أداء العمل، فإن النساء يواجهن مشاكل أكبر في هذا الجانب نظرا إلى توليهن مناصب أقل أهمية من الرجال. أكثر ما يحفز جيل الألفية مهنيا هو الامتيازات الاجتماعية التي تدفع 82 في المائة من العينة إلى تغيير عملها بسببها، بالإضافة إلى عوامل الجو الملائم للعمل ومدير منفتح، فضلا عن مؤسسة لا تبعد كثيرا عن مقر السكن، مع تسجيل مفاجأة بسيطة في الراتب، إذ لا يشكل الأخير حافزا قويا بالنسبة إلى لشباب. فضلا عن كل ما سبق، تعتبر ساعات العمل من بين العوامل الرئيسة التي قد تدفع الشباب إلى تغيير عملهم، حسب الاستطلاع. وفي هذا الصدد، فإن أغلبية العينة، بنسبة 66 في المائة، تعتقد أن التوجه العام المستقبلي في مجال العمل يكمن في تأسيس مقاولات ذاتية يشتغلون فيها لأنفسهم. جيل الألفية والإعلام أقل من 40 في المائة فقط من العينة تطالع الجرائد الورقية مرة واحدة على الأقل في الأسبوع. وفي إجابة عن سؤال يتعلق بقراءة الجرائد، أجابت 5.74 في المائة من النساء بنعم، مقابل 4.54 في المائة من الرجال، فيما نسبة 4.15 في المائة فقط هي التي تطالع الجرائد بشكل يومي. بخصوص التوزيع الجغرافي لمطالعة الصحف، يبدو أن الأكاديريين الأقل تعاطيا للجرائد بنسبة 9.70 في المائة، مقابل 5.70 في المائة بالنسبة إلى الطنجاويين، يليهم المراكشيون بنسبة 69 في المائة، فيما تبقى الوضعية أقل إثارة للقلق بالنسبة إلى الفاسيين. يذكر في هذا الصدد أن مدينتا الرباطوالدارالبيضاء تجمعان أكبر عدد من قراء الصحف، وهذا يعود إلى كون المدينتين تعتبران مركزي القرار في المملكة. هذا، وتحظى الجرائد العربية بحصة الأسد من القراء، بنسبة 93 في المائة، مقابل 53 في المائة يطالعون الفرنسية، و3.21 في المائة فقط بالنسبة إلى الإنجليزية. علاقة الشباب بالإذاعات تبدو أفضل نوعا ما من تلك التي تربطه بالجرائد، إذ إن ثلث العينة لا تستمع أبدا إلى الراديو، فيما يستمع 22 في المائة بشكل يومي إلى الإذاعة، مقابل 44 في المائة تستمع إلى الراديو مرتين على الأقل في الأسبوع. التلفزيون يساوي كرة القدم
الرابط الأكبر الذي يجمع جيل الألفية بالشاشة الصغيرة هو كرة القدم، ف80 في المائة من المستجوبين يشاهدون التلفزيون على الأقل مرة واحدة في الأسبوع مقابل 5.47 في المائة يشاهدونها يوميا. الفئة بين 30 و35 سنة هي الأكثر استهلاكا للتلفزيون، مقابل 20 في المائة بالنسبة إلى الفئة بين 26 و29 سنة، فيما تقل هذه النسبة في صفوف الفئة بين 22 و25 سنة، التي تفضل بشكل أكبر الإبحار عبر عوالم الأنترنت.