بورصة الدار البيضاء تستهل تداولاتها على وقع الارتفاع    الاتحاد الأوروبي يعلن تعليق عقوبات مفروضة على قطاعات اقتصادية أساسية في سوريا    رصاصة شرطي توقف ستيني بن سليمان    دراسة تكشف عن ارتفاع إصابة الأطفال بجرثومة المعدة في جهة الشرق بالمغرب    الذهب يحوم قرب أعلى مستوياته على الإطلاق وسط تراجع الدولار وترقب بيانات أمريكية    وزير يقاتل في عدة جبهات دون تحقيق أي نصر!    فنلندا تغلق مكتب انفصاليي البوليساريو وتمنع أنشطتهم دون ترخيص مسبق    السد القطري يعلن عن إصابة مدافعه المغربي غانم سايس    المهاجم المغربي مروان سنادي يسجل هدفه الأول مع أتليتيك بلباو    ائتلاف مغربي يدعو إلى مقاومة "فرنسة" التعليم وتعزيز مكانة العربية    أمن مراكش يوقف مواطنين فرنسيين    دينغ شياو بينغ وفلاديمير لينين: مدرسة واحدة في بناء الاشتراكية    المعرض الدولي للفلاحة بباريس 2025.. المغرب وفرنسا يعززان تعاونهما في مجال الفلاحة الرقمية    إصابة نايف أكرد تقلق ريال سوسييداد    ألوان وروائح المغرب تزين "معرض باريس".. حضور لافت وتراث أصيل    انفجار يطال قنصلية روسيا بمارسيليا    البيضاء.. توقيف 5 أشخاص للاشتباه في تورطهم في السرقة باستعمال العنف    "كابتن أميركا" يواصل تصدّر شباك التذاكر في أمريكا الشمالية    وزيرة الفلاحة الفرنسية: اختيار المغرب ضيف شرف المعرض الدولي للفلاحة بباريس يعكس جودة التعاون الثنائي    غوتيريش: وقف إطلاق النار في غزة "هش" وعلينا تجنب تجدد الأعمال القتالية بأي ثمن    الملك يأمر بنقل رئيس جماعة أصيلة إلى المستشفى العسكري بعد تدهور حالته الصحية    السعودية تطلق أول مدينة صناعية مخصصة لتصنيع وصيانة الطائرات في جدة    طقس بارد نسبيا في توقعات اليوم الإثنين    الداخلة تحتضن مشروعًا صحيًا ضخمًا: انطلاق أشغال بناء المركز الاستشفائي الجامعي محمد السادس بسعة 300 سرير    الصين: "بي إم دبليو" تبدأ الإنتاج الضخم لبطاريات الجيل السادس للمركبات الكهربائية في 2026    اتحاد طنجة يسقط أمام نهضة الزمامرة بثنائية نظيفة ويواصل تراجعه في الترتيب    غياب الإنارة العمومية قرب ابن خلدون بالجديدة يثير استياء وسط السكان    قاضي التحقيق بالجديدة يباشر تحقيقًا مع عدلين في قضية استيلاء على عقار بجماعة مولاي عبد الله    الوزير يدعم المغرب في الحفاظ على مكسب رئاسة الكونفدرالية الإفريقية للمصارعة وانطلاقة مشروع دراسة ورياضة وفق أفق ومنظور مستقبلي جديدة    مناقشة أول أطروحة تتناول موضوع عقلنة التعددية الحزبية في المغرب بجامعة شعيب الدكالي    آزمور.. مولود نقابي جديد يعزز صفوف المنظمة الديمقراطية للشغل    نقابة UMT تختم المؤتمر الوطني    قطار يدهس رجل مجهول الهوية بفاس    نائب رئيس الكنيست الإسرائيلي يدعو إلى قتل الفلسطينيين البالغين بغزة    صدمة كبرى.. زيدان يعود إلى التدريب ولكن بعيدًا عن ريال مدريد … !    اختيار المغرب ضيف شرف المعرض الدولي للفلاحة بباريس يعكس جودة التعاون الثنائي (وزيرة الفلاحة الفرنسية)    ألمانيا.. فوز المحافظين بالانتخابات التشريعية واليمين المتطرف يحقق اختراقا "تاريخيا"    نجوم الفن والإعلام يحتفون بالفيلم المغربي 'البطل' في دبي    الملك محمد السادس يهنئ سلطان بروناي دار السلام بمناسبة العيد الوطني لبلاده    المغربي أحمد زينون.. "صانع الأمل العربي" في نسختها الخامسة بفضل رسالته الإنسانية المُلهمة    الإمارات تكرم العمل الجمعوي بالمغرب .. وحاكم دبي يشجع "صناعة الأمل"    إسرائيل تنشر فيديو اغتيال نصر الله    مودريتش وفينيسيوس يقودان ريال مدريد لإسقاط جيرونا    لقاء تواصلي بمدينة تاونات يناقش إكراهات قانون المالية 2025    جمال بنصديق يحرز لقب "غلوري 98"    هل الحداثة ملك لأحد؟    نزار يعود بأغنية حب جديدة: «نتيا»    نجاح كبير لمهرجان ألوان الشرق في نسخته الاولى بتاوريرت    سامية ورضان: حيث يلتقي الجمال بالفكر في عالم الألوان    فقدان الشهية.. اضطراب خطير وتأثيره على الإدراك العاطفي    الشاذر سعد سرحان يكتب "دفتر الأسماء" لمشاهير الشعراء بمداد الإباء    فيروس غامض شبيه ب"كورونا" ينتشر في المغرب ويثير مخاوف المواطنين    التخلص من الذباب بالكافيين يجذب اهتمام باحثين يابانيين    رمضان 2025.. كم ساعة سيصوم المغاربة هذا العام؟    اللجنة الملكية للحج تتخذ هذا القرار بخصوص الموسم الجديد    أزيد من 6 ملاين سنتيم.. وزارة الأوقاف تكشف التكلفة الرسمية للحج    الأمير رحيم الحسيني يتولى الإمامة الإسماعيلية الخمسين بعد وفاة والده: ماذا تعرف عن "طائفة الحشاشين" وجذورها؟    التصوف المغربي.. دلالة الرمز والفعل    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



استطلاع رأي: المغاربة يثقون في بنكيران »
نشر في اليوم 24 يوم 22 - 11 - 2014

كيف يفكّر المغاربة؟ وما هي نظرتهم إلى الدين والسياسة والمجتمع وعلاقاتهم داخله؟ ما مدى حضور المرجعية التقليدية في تصوراتهم؟ وهل للحداثة مكان في قيمهم؟ هل يشعر الإنسان المغربي بالاطمئنان والأمان أم إنه خائف ومتوجس؟ ثم ما هي نظرة المواطنين المغاربة إلى السياسة والسياسيين، وإلى الحكومة والمعارضة؟ أسئلة من بين أخرى أجاب عنها استطلاع أنجزته مؤسسة دولية متخصصة لحساب مجلة «تيل كيل».
تنشر مجلة «تيل كيل» الصادرة باللغة الفرنسية، نتائج بارومتر جديد أنجزته إحدى أكبر المؤسسات الدولية المتخصصة في استطلاعات الرأي لفائدتها في عددها الأسبوع الذي يعرض ابتداء من اليوم في الأكشاك، وقدّمت أبرز خلاصاته في لقاء نظمته مساء أول أمس بالدار البيضاء.
النتائج لم تحمل مفاجآت كبيرة، بل أكدت الأفكار السائدة حول المغاربة وطريقة تفكيرهم، مع بعض الاستثناءات التي تعبّر عن تطور مستمر في تمثل المغاربة للقيم وللعلاقات بين أطراف المجتمع وبين الجنسين. انفتاح كبير واستعداد للتعايش والتسامح إلى أقصى الحدود، سواء بين الجنسين أو بين المواطنين المغاربة والآخرين؛ لكن الاقتراب من بعض الخطوط الحمراء، مثل الدين والجنس والهجرة الإفريقية نحو المغرب، تكشف المنسوب المرتفع من المحافظة الذي مازال يسود في أوساط كثيرة من المجتمع.
عيّنة من 1010 أشخاص، قامت مؤسسة TNS بالاتصال بهم عبر الهاتف المحمول، خلافا لباقي الاستطلاعات التي تستعمل الهاتف الثابت أو الأنترنت. تركيب للأرقام الهاتفية بشكل عفوي، أفضى في 14 في المائة من المحاولات إلى مكالمات ناجحة بأرقام فعلية، ونصف هؤلاء المغاربة الذين تم الاتصال بهم، قبلوا بالمشاركة في هذا الاستطلاع، وهو ما اعتبره ممثل المؤسسة التي أنجزته بالخاصية الثقافية الأولى التي تم تسجيلها، حيث إنه في مجتمعات أوربية لا تتعدى نسبة قبول المشاركة في الاستطلاعات عتبة 5 في المائة من الأشخاص الذين يتم الاتصال بهم. وبعد محاولات عديدة، تم انتقاء عيّنة تمثيلية للمجتمع المغربي، بناء على معطيات المندوبية السامية للتخطيط، سواء من حيث المكونات العمرية للديمغرافية المغربية، أو الجنسين، أو الجهات أو الخصائص الثقافية، حيث تمثل نسبة الأميين ضمن المشاركين حوالي 25 في المائة، ونسبة حاملي الماستر أو الدكتوراه 3 في المائة…
أبرز خلاصات الاستطلاع الجديد بخصوص علاقة المغاربة بالسياسة، كشفت أن المغاربة يثقون كثيرا في السياسة، ويعتقدون في قدرتها على تغيير الأوضاع، لكنهم في المقابل لا يثقون في السياسيين ويطمحون إلى بروز طينة جديدة بمقومات أفضل من تلك الموجودة حاليا.
62 في المائة من المستجوبين قالوا إن السياسة تسمح بشكل كبير بتغيير الأمور المهمة والحياة اليومية، و7 في المائة فقط قالوا إنها لا تصلح لتغيير أي شيء. في المقابل، 9 في المائة فقط قالوا إنهم يعتبرون أنفسهم ممثلين بشكل جيد من خلال حزب سياسي، تليها نسبة 7 في المائة ممن يرتاحون لتمثيليتهم من خلال جمعيات، ونسبة مماثلة عبر النواب البرلمانيين. فيما قال رُبع المستجوبين إنهم لا يعتبرون أنفسهم ممثلين بشكل جيد من طرف أية جهة، ورفض 40 في المائة الإجابة عن هذا السؤال.
مدير نشر مجلة «تيل كيل» قال، خلال اللقاء الذي خصص لتقديم نتائج البارومتر أول أمس بمدينة الدار البيضاء، إنه حين طرح هذه الفكرة أول مرة قيل له «حتى تسخن بلاصتك بعدا»، في إشارة منه إلى كونه لم يقض إلا ثلاثة أشهر على رأس المجلة، وتذكيرا له بما حدث لها قبل بضع سنوات من منع وملاحقة بسبب استطلاع للرأي كان حول نظرة الشعب لملكه.
الترابي أقرّ في المقابل بكون نتائج الاستطلاع جاءت مؤكدة لغلبة المرجعية الدينية التقليدية في تصورات المغاربة حول القيم، وقال إنه «لو كان معنا الآن صحافي من جريدة التجديد لكان سعيدا بهذه نتائج. هذا خروب بلادنا، ونحن نعلم أن اختياراتنا تمثل الأقلية داخل المجتمع، فهو مجتمع تقليدي مرجعيته الوحيدة دينية تقليدية»، وأضاف الترابي أن ذلك لا ينفي كون البارومتر الجديد كشف أن «هناك استثناءات، حيث إن أغلبية المغاربة مع المساواة قانونيا بين الرجال والنساء باستثناء المساواة في الإرث». وشدّد الترابي على أن التمثلات والأفكار حول القيم ليست أمرا ثابتا، بل هي قابلة للتغيّر.
من جهتها، قالت مديرة نشر موقع «تيل كيل» الإلكتروني، عائشة اقلعي، إن من أخطر ما كشفه الاستطلاع هو أن أغلبية ساحقة من المغاربة تعتبر أن الأولوية يجب أن تعطى للمغاربة وليس للأجانب، «ويعتبرون أن هناك مهاجرين أفارقة أكثر من اللازم، والخطير أن هذه الأفكار يحملها الشباب على وجه الخصوص». وفي مقابل المرجعية التقليدية التي كشف الاستطلاع صمودها، وهو ما يعاكس الاختيارات التحريرية ل«تيل كيل»، اعتبرت اقلعي أن الاستطلاع «يقوي موقعنا واختيارنا التحريري، فقد أكد وجود هذه الأقلية التي تدافع عن الحداثة وتدعو إلى الحرية الفردية، وهذا يتطلب توفير فضاءات لممارسة هذه الأقلية حريتها الفردية، وضمان حقها في الوجود رغم اختلافها عن الأغلبية، ودورنا نحن هو إعطاءها الكلمة».
رضى عن حكومة بنكيران
خصص البارومتر الجديد جزءا من أسئلته الموجهة إلى المستجوبين لمعرفة رأيهم في السياسة والأداء الحكومي. وفي جوابهم عن سؤال مباشر حول ما إن كانوا راضين عن أداء الحكومة الحالية، جاءت نسبة الرضا كبيرة، حيث قال 32 في المائة من المستجوبين إنهم جد راضين، إضافة إلى 18 في المائة آخرين قالوا إنهم راضين. حصة الذين عبروا عن عدم رضاهم بشكل صريح جاءت ضعيفة جدا، حيث قال 18 في المائة فقط إنهم غاضبون أو غاضبون جدا من الأداء الحكومي، فيما اعتبر 20 في المائة أنفسهم في مرتبة بين الرضا وعدم الرضا، وامتنع 12 في المائة عن الإجابة عن هذا السؤال.
أعلى نسب رضا عن الأداء الحكومي سجلت لدى الفئات العمرية الأكبر سناً، خاصة تلك التي يتراوح سنها بين 45 و54 سنة، فيما كانت أدنى نسبة رضا عند الفئة العمرية الشابة التي يتراوح سنها بين 25 و34 سنة.
وفي سؤال آخر يتعلق برئيس الحكومة شخصيا، جاءت نسبة الرضا شبه مساوية لتلك الخاصة بالحكومة، حيث قال 49 في المائة إنه راضون أو راضون جدا، فيما ارتفعت نسبة المعبرين صراحة عن عدم رضاهم، وبلغت 19 في المائة، فيما النسب الباقية تراوحت بين من لا رأي لهم، ومن يرفضون الإجابة. وفيما حافظ بنكيران على رضا نفس الفئة العمرية المرتاحة لأداء حكومته، انتقل الغضب تجاهه من الشباب المتراوحة أعمارهم بين 25 و34 سنة، إلى الفئة العمرية بين 18 و24 سنة.
وفي جوابهم عن سؤال آخر حول مقدار ثقتهم في بنكيران، قال 54 في المائة من المستجوبين إنهم يثقون أو يثقون جدا فيه، مقابل 24 في المائة لا يثقون فيه، و23 في المائة رفضوا الإجابة عن هذا السؤال.
في المقابل، كشف الاستطلاع ضعفا كبيرا في الآمال المعلقة على المعارضة الحالية، حيث قال 29 في المائة إنها لن تفعل أفضل مما تفعله الحكومة الحالية في حال وصولها إلى الحكم، مقابل نسبة مماثلة يعتبرون أن بإمكانها أن تفعل أفضل مما تفعله الحكومة الحالية. أعلى نسبة أجوبة في هذا السؤال، كانت هي الامتناع عن الإجابة، وبلغت 42 في المائة.
رفض واسع لتقنين الحشيش
نتيجة صادمة لدعاة تقنين زراعة القنب الهندي بالمغرب، الذين يخوضون في الفترة الأخيرة معركة سياسية ومرافعات مدنية وإعلامية للدفاع عن هذه الفكرة. رفض شامل وكبير في صفوف المغاربة لهذه الفكرة كشفته نتيجة البارومتر الجديد. أعلى نسبة لرفض فكرة تقنين الحشيش عبّر عنها سكان المدن، حيث قال 90 في المائة منهم إنهم ضد هذه الفكرة، مقابل تأييد 5 في المائة فقط منهم لهذا التقنين. رفض قد يجد تفسيره في أن سكان المدن أكثر معاناة من سلبيات مخدر الحشيش الذي يتم استخلاصه من نبتة القنب الهندي المراد تقنينها، فيما يؤيد 15 في المائة من سكان البوادي هذه الفكرة، مقابل رفض 78 في المائة منهم تقنين الحشيش.
تباين آخر تجاه هذا الموضوع يظهر بين الجنسين، حيث ترتفع نسبة المؤيدين لتقنين الحشيش في صفوف الرجال، لتصل إلى 11 في المائة فيما يرفضها 81 في المائة، لترتفع نسبة الرفض هذه عند النساء إلى 89 في المائة.
رُبع المغاربة يؤيد المساواة في الإرث
أرقام غير مسبوقة كشفها البارومتر الجديد بخصوص مواقف المغاربة من مسألة المساواة بين الرجال والنساء في الإرث. فقد كشف الاستطلاع أن قرابة ربع المغاربة باتوا يؤيدون هذه الفكرة، رغم ما تحاط بها من تسييج ديني وثقافي. لكن تفاصيل الأرقام الخاصة بالموقف من هذه المساواة تكشف تباينات كبيرة، حيث إن جل المؤيدين لهذه الفكرة هم من النساء، حيث تبلغ نسبة المؤيدات 32 في المائة، مقابل 18 في المائة فقط من الرجال يؤيدون المساواة في الإرث.
تباين آخر يوجد بين سكان المدن والقرى، حيث ترتفع درجة تأييد المساواة في القرى لتبلغ 30 في المائة، مقابل انخفاضها في المدن لتبقى في حدود 22 في المائة. أما عامل السن فلا يكشف تباينا واضحا بين الأجيال، حيث تسجل أكبر نسبة تأييد في الفئة العمرية ما بين 25 و44 سنة، بينما تنخفض لدى كل من الفئتين الأصغر والأكبر سنا.
أما من حيث الجهات، فإن أكبر نسبة تأييد للمساواة في الإرث سجلت في شمال المغرب، وبلغت 41 في المائة، لتنخفض في منطقة مراكش أزيلال، لتسجل 11 في المائة فقط من التأييد. أما جهتا الوسط والساحل الأطلسي، فسجلتا، على التوالي، نسبتي 29 و21 في المائة من التأييد لفكرة المساواة.
نعم لمنع التعدد لا للحرية الجنسية
قرابة 40 في المائة من المغاربة باتوا يؤيدون فكرة منع تعدد الزوجات، مع ميل أكبر للنساء نحو هذه الفكرة، حيث بلغت نسبة تأييدهن لها 46 في المائة، مقابل 22 في المائة فقط من الرجال. وفيما سجّل هذا السؤال نسب امتناع كبيرة عن الإجابة، قال 40 في المائة من الرجال إنهم ضد فكرة منع التعدد، فيما دافعت عن هذه الفكرة 27 في المائة من النساء.
لغة الإجماع تظهر بقوة عندما يتعلق الأمر بسؤال حول الحرية الجنسية، وهو ما فسّره المشرفون على الدراسة بأن الأمر يتعلق بخط أحمر ديني وطابو نفسي، ما يحد من درجة الانفتاح والرغبة في التغيير. أعلى نسبة رفض للحرية الجنسية سجلت في صفوف النساء، وبلغت 90 في المائة، فيما انخفضت هذه النسبة إلى حدود 78 في المائة عند الرجال، مع امتناع أغلبية النسبة المتبقية عن الإجابة.
البطالة تؤرق المغاربة والتقاعد لا يهمهم كثيرا
إحدى النتائج المثيرة التي كشفها البارومتر الجديد تتمثل في ترتيب لائحة اهتمامات وأولويات المغاربة. الملفات والمواضيع التي تتصدر، في غالب الأحيان، النقاشات السياسية والعناوين الصحافية، تتراجع إلى الصفوف الأخيرة ضمن أولويات المغاربة، حيث حلّ موضوع التقاعد في الصف الأخير ضمن 18 موضوعا طُلب من المستجوبين تحديد درجة أهميتها عندهم. 39 في المائة فقط قالوا إن التقاعد مهم جدا بالنسبة إليهم، مقابل 79 في المائة الذين صنفوا الرشوة في هذه الخانة، و76 في المائة قالوا إن الأولوية للبطالة، ثم 75 في المائة ذكروا التلوث.
الأسعار وتغيراتها تحتل أيضا مراتب متقدمة في أولويات المغاربة، حيث قال 67 في المائة من المستجوبين إنها مهمة جدا، يليها سعر المحروقات والأمن. وفيما يتصدر موضوع التعليم ومنظومة التربية النقاشات العامة، اعتبرت نسبة كبيرة من المستجوبين أنه ليس مهما، وترتيب مماثل حازه موضوع الصحة والتغطية الاجتماعية.
المغاربة يريدون العربية أولا في التعليم
في جوابهم عن سؤال اللغات التي يعتقدون أن النظام التعليمي يجب أن يستعملها، تصدّرت اللغة العربية الترتيب بأغلبية ساحقة، حيث حازت 75 في المائة من الآراء، فيما جاءت اللغة الفرنسية في الرتبة الثانية ب9 في المائة، فالإنجليزية ثالثة بنسبة 5 في المائة، ثم الدارجة ب4 في المائة من الآراء.
وعندما انتقل المشاركون في الاستطلاع إلى الإجابة عن سؤال: ما هي اللغة التي تعتبرون أنها يجب أن تستعمل في التعليم إلى جانب اللغة الرئيسة؟ تبيّن أن اللغة الفرنسية مازالت تتمتع بأهمية كبيرة في ذهنية المغاربة، حيث قال 54 في المائة إنها يجب أن تستعمل بعد اللغة الرئيسة التي هي العربية. وفي المرتبة الثانية بعد الفرنسية، جاءت الإنجليزية، حيث حصلت على تأييد 15 في المائة من المستجوبين الذين يعتبرون أنها يجب أن تكون اللغة الثانية في التعليم، مقابل 10 في المائة فقط ممن يقولون باعتماد الأمازيغية.
الوضع الاقتصادي جيدا
في سؤال حول كيفية وصفهم الوضع الاقتصادي الحالي للمغرب، اعتبر 30 في المائة من المستجوبين أنه جيد جدا، فيما قالت نسبة مماثلة 30 % إنه جيد. وفيما امتنع 7 في المائة من المستجوبين عن الإجابة، قال 13 في المائة فقط إن الوضعية الاقتصادية سيئة جدا، مقابل 20 في المائة يرون أن الاقتصاد المغربي في حالة سيئة. تباينات كبيرة كشفها الاستطلاع بين فئات المجتمع في نظرتها إلى الوضع الاقتصادي، حيث ترتفع نسب الذين يرون أنه في حالة جيدة في صفوف الذين ليس لهم أبناء، كما ترتفع هذه النسبة كلما ارتفع سن المستجوبين، مقابل توجه أكبر للشباب نحو اعتبار الوضع الاقتصادي سيئا، ف53 في المائة من الفئة العمرية ما بين 45 و54 سنة تقول إن الاقتصاد في وضع حيد جدا، مقابل 19 في المائة فقط عند الفئة ما بين 18 و24 سنة.
وفي سؤال حول كيف يتوقعون السنة المقبلة، عبّرت نسبة 57 في المائة من المستجوبين عن توقعها سنة أفضل بكثير من السنة الحالية، وسجل هذا التفاؤل بدرجة خاصة في صفوف النساء، حيث بلغت نسبتهن 64 في المائة، مقابل 49 في المائة فقط من الرجال الذين يقولون إن 2015 ستكون أفضل بكثير. وفيما يعتبر 8 في المائة أن السنة المقبلة لن تعرف تغيرا كبيرا، يعتقد 5 في المائة فقط أنها ستكون أسوأ من السنة الحالية.
وفي سؤال حول رأيهم إجمالا حول ما إن كان المغرب يمشي في الطريق الصحيح أم السيئ، قال 88 في المائة من المستجوبين إنهم يعتقدون أن المغرب يمضي في الطريق الصحيح، مقابل 6 في المائة فقط قالوا إنه يسير في الطريق السيئ، وامتناع 6 في المائة الآخرين عن الإجابة.
المغاربة يتوقعون مستقبلا أفضل لأبنائهم
جوابا عن سؤال: كيف تعتقدون أن أبناءكم سيعيشون؟ قالت أغلبية المستجوبين إنها تتوقع أن يعيش أبناؤها حياة أفضل من تلك التي يعيشونها هم حاليا. 68 في المائة قالوا إنهم يتوقعون حياة أفضل لأبنائهم، جلهم قال إنها ستكون «أفصل بكثير»، فيما لم تتعد نسبة الذين يقولون إن أبناءهم سيعيشون حياة أسوأ 15 في المائة. نسبة هذا التفاؤل بخصوص مستقبل الأبناء ترتفع بشكل كبير لدى النساء مقارنة بالرجال، كما ترتفع في جهة الشمال لتصل إلى 80 في المائة، فيما تنخفض في جهة مراكش-أزيلال، لتستقر في 57 في المائة.
أما حين سُئل المستجوبون حول ما إن كانوا مطمئنين تجاه مستقبلهم الشخصي، فقد ارتفعت نسبة الامتناع عن الإجابة لتصل إلى 16 في المائة، مقابل تعبير 69 في المائة عن ثقتهم في مستقبلهم، مقابل توجس 16 في المائة من المستجوبين.
رضا عام عن السياسة الخارجية
بخصوص الأدوار التي تقوم بها السياسة الخارجية للمغرب، طُرح على المستجوبين سؤال حول ما إن كانت سياسة الانفتاح الاقتصادي والتجاري التي ينهجها المغرب إيجابية، فقال 66 في المائة إن هذه السياسة جيدة جدا، فيما اكتفى 24 في المائة بالقول إنها جيدة. الرأي السلبي حول هذا الانفتاح الاقتصادي اقتصر على 11 في المائة المتبقية، وجلهم قال إنها سياسة سيئة جدا.
وفي جوابهم عن سؤال ما إن كان على المغرب لعب أدوار كبيرة في العالم أم إن عليه الانكباب على انشغالاته الخاصة والداخلية، قال 66 في المائة من المستجوبين إن من الأفضل إيلاء أهمية كبيرة لشؤوننا الخاصة، مع اهتمام قليل بالقضايا الدولية، فيما ذهب رُبع المستجوبين إلى أن علينا الاهتمام فقط بشؤوننا وعدم المساهمة في القضايا العالمية، و4 في المائة فقط قالوا إن على المغرب أن يهتم أكثر بالشؤون الدولية مقابل اهتمام أقل بالشؤون الداخلية.

يرون أنفسهم مسلمين أولا
في سؤال طلب من المستجوبين ترتيب خمسة مكونات هوياتية حسب درجة شعورهم بالانتماء إليها، فقالت الأغلبية الساحقة من المستجوبين إنهم يرون أنفسهم مسلمين قبل كل شيء، وبلغت نسبة هؤلاء 66 في المائة. 15 في المائة فقط من المستجوبين جعلت الدين في المرتبة الثانية من حيث شعورهم بالانتماء، و8 في المائة جعلوه ثالثا.
أما الانتماء إلى المغرب، فحصل على المرتبة الثانية، واعتبره 24 في المائة من المستجوبين أول مكون هوياتي يشعرون بالانتماء إليه، فيما جعل 37 في المائة من المستجوبين انتماءهم إلى المغرب في المرتبة الثانية، و32 في المائة اعتبروه ثالثا.
معيار الأصل تراجع كثيرا في تصدّر كيفية استشعار المغاربة لانتمائهم، حيث قال 6 في المائة فقط من المستجوبين إنهم يعتبرون أنفسهم أولا وقبل كل شيء أمازيغ أو عروبيين أو فاسيين… فيما قال أكثر من 60 في المائة من المستجوبين إن عنصر الأصل يأتي ثانيا أو ثالثا في ترتيب شعورهم بالانتماء.
المكونان العربي والإفريقي جاءا في مراتب جد متأخرة من حيث حضورهم في تحديد المغاربة لانتمائهم، حيث قال 4 في المائة فقط من المستجوبين إنهم يعتبرون أنفسهم أفارقة بالدرجة الأولى، وانخفضت هذه النسبة إلى 1 في المائة بخصوص الشعور بالانتماء العربي. وفيما حل هذا الأخير في المرتبتين الثالثة والرابعة، قال 65 في المائة من المستجوبين إن الانتماء الإفريقي يأتي في المرتبة الأخيرة بالنسبة إليهم.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.