أبانت نتائج استطلاع للرأي "بارومتر سياسي" جديد لقياس مؤشرات ثقة المغاربة في رئيس الحكومة، عبد الإله بنكيران، وفي أداء الحكومة والمعارضة والشخصيات السياسية الفاعلة، عن وجود انخفاض نسبي لمؤشر الثقة في بنكيران، وعدم ارتياح فئات النساء والأغنياء والمقبلين على التقاعد من عمل الحكومة الحالية. وسجل "البارومتر"، الذي تم إنجازه في يوليوز/غشت 2014، وأعدته مبادرة طارق بن زياد ومعهد "أفيرتي" لاستطلاعات الرأي، وبشراكة مع مؤسسة هسبريس، انخفاضا في صورة بنكيران كرجل حوار قريب من الشعب، وأيضا فقدان المعارضة للعديد من النقط من حيث المصداقية والحضور السياسي. الثقة "تهتز" رغم الاستقرار وأفاد البارومتر السياسي، الذي اطلعت عليه جريدة هسبريس، بأن مؤشر الثقة في رئيس الحكومة انخفض قليلا بين يناير وغشت من السنة الجارية، انتقل من 53 في المائة إلى 51 في المائة، مسجلا انخفاضا بنقطتين في ظرف ستة أشهر، فيما بلغت المؤشر خلال يناير 2013 إلى 68 في المائة. وأورد البارومتر، الذي شارك فيه 1063 شخص تم استجوابهم عبر الانترنت، أن نسبة الرضا عن أداء رئيس الحكومة انخفضت بدورها، حيث إنه فقط 43 في المائة من المغاربة المُستجوَبين من عبروا خلال عشت 2014 عن "رضاهم" عن عمل رئيس الحكومة. وبخصوص موقف الفئات السوسيومهنية من بنكيران، كشف البارومتر أن ثقة الفئتين A وB إزاء رئيس الحكومة اهتزت بتراجعها الملحوظ ب25 نقطة من 58 في المائة إلى 33 في المائة، بينما عرفت ارتفاعا ملموسا لثقة فئتي Cو D اتجاه بنكيران بارتفاع النسبة من 47 إلى 61 في المائة. وعزا المصدر ذاته هذا التباين في المواقف إلى تأثير قرار الحكومة الرفع من الحد الأدنى من الأجور في الصيف المنصرم ب10 في المائة، حيث استقبلت الفئات المتضررة قبل 6 أشهر من انخفاض قدرتها الشرائية هذا القرار بشكل إيجابي، بينما "الباطورنا" لم تنظر إليه بعين الارتياح. النساء "غاضبات" وكشف البارومتر السياسي أن رئيس الحكومة فقد ثقة ثلث النساء اللائي منحنه ثقتهن في ظرف سنة ونصف، حيث إنه في يناير 2013 عبرت 64 في المائة من النساء عن ثقتهن في بنكيران، بينما انخفضت النسبة إلى 43 في المائة في غشت 2014، بفقدان 21 نقطة كاملة. وبخلاف النساء اللواتي "فقدن" ثقتهن في رئيس الحكومة، يشير البارومتر السياسي إلى أن معدل ثقة الرجال في بنكيران انخفض بدوره لكن بدرجة أقل بكثير، حيث إن النسبة تدرجت من 61 في المائة في يناير الماضي إلى 60 في المائة خلال صيف هذه السنة الجارية. وعلى الصعيد الجغرافي لمؤشر الثقة اتجاه رئيس الحكومة، أورد المصدر أن الثقة انخفضت تقريبا في جميع الجهات بالبلاد بنسبة 6 في المائة، باستثناء "المغرب الداخلي" الذي ارتفعت فيه النسبة من 48 في يناير الماضي إلى 59 في المائة هذا الصيف، وهو ما يمكن تفسيره حسب البارومتر بقرار الزيادة في "السميك". وبخصوص معيار السن، فإن الفئة العمرية بين 45 و55 عاما انخفضت ثقتها في رئيس الحكومة ب22 نقطة، بالتراجع من 57 في المائة منذ ستة أشهر إلى 35 في المائة صيف هذه السنة، ربما بسبب قرار الحكومة تمديد سن التقاعد إلى 62 عاما" تورد نتائج البارومتر. وتغيرت صورة بنكيران كشخصية تميل إلى الحوار، تبعا للمصدر عينه، إذ إنه في يناير 2013 اعتبر ثلثا المستجوبين أن بنكيران رجل حوار وقريب من المواطنين، غير أنه اليوم فقط 45 في المائة من ذهبوا إلى ذات النتيجة، أي بفقدان 21 نقطة في ظرف 18 شهرا. "الوزراء ليسوا سواء" وتطرق "البارومتر" إلى نظرة المستجوبين لفعالية الحكومة، فبالرغم من "انخفاض نسبي" لثقتهم إزاء بنكيران فإنهم عبروا عن "اطمئنانهم" لنجاعة الحكومة، إذ كانوا يمثلون 47 في المائة ممن يجدون حكومة بنكيران أنها ستكون أكثر فعالية من حكومة عباس الفاسي، فارتفعت النسبة إلى 54 في المائة بزيادة 7 نقط. ونقط البارومتر أداء وزراء الحكومة الحالية في رأي الشريحة المستجوبة، حيث تبوأ وزير الصحة، الحسين الوردي، صدارة النقط الإيجابية ب7 على عشرة، ويليه وزير الفلاحة عزيز أخنوش ب6.7 على عشرة، ثم وزير النقل عزيز رباح بنقطة 6.4 على عشرة. وأما الوزراء الذين نالوا مستويات ضعيفة من ثقة المغاربة المستجوبين فجاءوا على الشكل التالي: عبد العظيم الكروج، الوزير المكلف بالتكوين المهني، ب3.3 على عشرة، ومامون بوهدهود، الوزير المكلف بالمقاولات الصغرى، ب3.4 على عشرة، ثم أحمد التوفيق وزير الأوقاف ب3.7 على عشرة. والوزراء الأكثر "شهرة" من غيرهم، وفق تقرير البارومتر، هم على التوالي: محمد الوفا ب91 في المائة، وعزيز رباح ب91 في المائة، والرميد والوردي ب90 في المائة، ومصطفى الخلفي ب88 في المائة، بينما الوزراء الأقل شهرة هم: فاطمة مروان وعبد اللطيف لوديي 18 في المائة، ومحمد عبو وبوهدهود وحكيمة الحيطي ب19 في المائة. المعارضة "تفقد كل شيء" وانتقلت نتائج البارومتر إلى صفوف المعارضة لتبرز أن ثقة المستجوبين المغاربة إزاءها فقدت 5 نقط كاملة بين يناير وغشت 2014، حيث سقطت إلى مستوى منخفض بلغ 14 في المائة. وأفاد المصدر ذاته أن مصداقية المعارضة انخفضت لدى الشريحة المستجوبة بنسبة 6 في المائة، كما أنها أقل رؤية وحضورا بنسبة 4 في المائة، مضيفا أنه رغم هذه المواقف فإن المعارضة تمكنت من إعطاء صورة عنها أكثر جدية بنسبة 14 في المائة خلال نفس المدة. وصنف البارومتر الثقة إزاء شخصيات المعارضة، وفق إفادات الشريحة المستجوبة، فجاء على رأسهم أحمد رضا الشامي من حزب الاتحاد الاشتراكي بنسبة 30 في المائة، ويليه حسن طارق من حزب "الوردة" بنسبة 21 في المائة، ثم عادل ديوري وتوفيق حجيرة ب21 و20 في المائة، ونبيلة منيب من الحزب الاشتراكي الموحد ب19 في المائة. وأما الشخصيات التي تذيلت الترتيب فجاءت على النحو الآتي: ياسمينة بادو من حزب الاستقلال ب4 في المائة، وعبد القادر الكيحل من "الاستقلال" ب6 في المائة، ثم عبد الحميد اجماهري وإدريس لشكر من "الاتحاد الاشتراكي" بنسبة 6 في المائة. منهجية العمل وطال بحث البارومتر السياسي آراء 1063 مغربيا تم استجوابهم عبر الانترنت موزعين على 39 مدينة في البلاد، حيث مثلت الجهة الأطلسية في محور الرباطالبيضاء نسبة 33 في المائة من مجموع الشريحة المستجوبة، والوسط ب21 في المائة، ثم الشمال ب23 في المائة، والجنوب 23 في المائة. وبخصوص الفئة العمرية، تناول البحث الأشخاص ما بين 35 و44 سنة بنسبة 21 في المائة من مجموع المستجوبين، و25 في المائة لدى الفئة العمرية بين 25 و34 عاما، و19 في المائة بين 35 و44 عاما، و35 في المائة في الفئة العمرية بين 45 عاما وما فوق. أما الوضعية المهنية فقد تناول استطلاع الرأي 7 في المائة من المستجوبين المنتسبين إلى الفئة السوسيو مهنية AB، و33 في المائة فئة C، و60 في المائة من المستجوبين هم من الفئة السوسيو مهنية المرموز لها بD وE.