خرج العشرات من المواطنين، مساء أمس، بمدينة فجيج، إلى الشارع للاحتجاج على تصميم التهيئة الجديد الذي باشر مجلس المدينة النقاش حوله لإقراره، قبل إحالته على السلطات المختصة للمصادقة عليه ونشر القرار المتعلق به بالجريدة الرسمية. ونظم المحتجون مسيرة بالسيارات والدراجات ثلاثية العجلات جابت، القصور السبعة المكونة لواحة فجيج، للمطالبة بتغيير التصميم الذي يقولون إنه جاء مخيبا لتطلعاتهم ورغباتهم. هذا، ورفع المحتجون شعارات تنادي بإلغاء التصميم المقترح واستبداله بآخر يوافق رغباتهم ويسمح لهم بالتصرف في أراضيهم، التي يقيد التصميم الجديد التصرف في جزء كبير منها. في هذا السياق، قال الناشط محمود حداد، إن المسيرة التي خرجت بشكل عفوي دون أن يتبناها أي إطار سياسي أو جمعوي، جاءت للمطالبة بتغيير التصميم الذي يقيد حرية السكان. وأبرز المتحدث نفسه، أنه بعد تصميم الواحة ضمن التراث الوطني، تعقدت الأمور ولم يعد من الممكن للسكان البناء باستعمال الإسمنت، وحتى الترميم يحتاج إلى سلك مسطرة معينة لاستصدار ترخيص بذلك من جانب وزارة الثقافة. وما زاد من غضب السكان، حسب حداد، هو ضم مجموعة من الأراضي في التصميم الجديد لتصبح منطقة عسكرية، يمنع فيها التصرف على المواطنين، وهو ما اعتبره السكان تقزيما للواحة وتقييدا لحرية التصرف في ممتلكاتهم، خاصة وأنهم لم ينسوا بعد الأراضي التي فقدوها بعد حرب الرمال مع الجارة الجزائر. وأبرز المصدر نفسه في اتصال مع "أخبار اليوم"، أنه أكثر من ذلك تم تشييد عدد من مراكز المراقبة التابعة لحرس الحدود في أراضي الساكنة بمنطقة العرجة، وهو ما يرفضه السكان ويطالبون بنقل هذه المراكز من بساتينهم إلى المناطق الحدودية. كما كشف المتحدث نفسه، بأن السكان قرروا الاستمرار في احتجاجاتهم، ودعوا مساء أول أمس، إلى الخروج من جديد مساء أمس، في مسيرة على الأقدام هذه المرة، للتنديد بالتصميم الجديد، والمطالبة بإلغائه. وبالموازاة مع ذلك، يتقدم المواطنون المتضررون بالتعرض اللازم، وفق ما يسمح به القانون، على التصميم الجديد، الذي وضعته بلدية المدينة رهن إشارة الساكنة لتقديم ملاحظاتهم وتعرضاتهم في ظرف شهر. وكانت المدينة قد شهدت، أيضا، احتجاجات مماثلة خلال شروع السلطات المغربية بتشييد السياج الحديدي على الحدود مع الجارة الجزائر، بسبب ما قال عنه السكان حينها إنه ترك العديد من الأراضي خلفه، لذلك لن يتمكن السكان من التصرف فيها في حالة الاستمرار في بنائم، وهو ما أدى في النهاية إلى توقيف تشييد السياج في هذه المنطقة..