في استقباله لممثلي جمعية فجيج للتنمية والتضامن ،على إيقاع ما تعيشه مدينة فجيج من احتجاجات إثر تقدم أشغال حفر الخنادق وإقامة سياج حدودي في مناطق قريبة من الأحياء السكنية بالمدينة، وعد الكاتب الأول للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية إدريس لشكر أعضاء الجمعية بأن الاتحاد الاشتراكي سيكون في كافة واجهاته البرلمانية والإعلامية والحزبية، صدى لكافة مطالب الساكنة. وبسط أعضاء الجمعية الممثلين بالسادة مصطفى لالي-العرابي هلالي-جمال الدين فضلي-أحمد نور الدين ، بحضور رئيس المنظمة المغربية لحقوق الإنسان لاركو بوبكر ، القلق الكبير الذي تعيشه الساكنة جراء حفر الخنادق وإقامة السياج مما سيحرم الساكنة من استغلال أراضيها، واعتبر أعضاء الجمعية أن الأمر جد خطير وينبغي التنبيه إليه لأن تحقيقه سيشكل هدية أخرى للنظام الجزائري ملحقة بالأراضي التي اغتصبها منذ الاستقلال، مؤكدين أن الساكنة تعي جيدا أن الأمر يتعلق بيدِ مخططٍ للخنادق والسياج، يجهل تاريخ فجيج في الدفاع عن الوطن، وأن أهل المنطقة هم حماتها وحراسها، وأن حجم المفاجأة في بسط هذا المخطط دون فتح تشاور مع ممثلي الساكنة من منتخبين وفاعلين يرفع درجة القلق والتذمر والاستياء والتخوف على المنطقة. خصوصا أن الحفر يقترب من ممتلكات وضيعات الساكنة التي لم تُستشر في ذلك، وهذا يعني أن هناك تنازلا عن مساحات من التراب الوطني ، وتقليصا للمجال الحيوي للواحة وقضاء على فرص التنمية والاستثمار، وأكد أعضاء الجمعية أن هناك مسيرات يومية للساكنة، وإن كان لابد من الخندق لحماية البلاد فإن الساكنة مع هذا التوجه وضد كل ما يمكنه الإساءة للمغرب، ولكن يجب بناء الخندق والسياج على قمم الجبال كما تنص على ذلك الاتفاقيات الدولية ،أي على الحدود مباشرة ، بمعنى على قمم الجبال المحيطة بفكيك. وأكد أعضاء الجمعية أن التوجه بمطالب الساكنة إلى بيت الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية لم يأت من فراغ بل هو نابع من قناعة أن فجيج اتحادية وأن هناك علاقة عضوية بالاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية منذ انطلاقاته الأولى، فالاتحاد بيت الفجيجيين وقلعة فكيك شاهدة رغم كل المناورات التي صاحبت المشهد الانتخابي. وأكد أعضاء الجمعية أنهم يعولون على نضال الحزب في كافة مطالب أهل فكيك وخاصة في موضوع الخندق والسياج الذي يحاصر المدينة رغم حساسية الموضوع، وإسماع صوت أهل فكيك كذراع للوطن إلى كافة المسؤولين في كافة المؤسسات الدستورية في البلاد. كما أكدت الجمعية أن اتصالات تمت مع السلطات المحلية والمركزية دون مجيب وأن لا باب فتح أمام الساكنة للتواصل والحوار، وأن هذا الصمت عقّد الوضع وجعل الساكنة في موقع تساؤل كبير. وتتمثل مطالب أهل فجيج في الإيقاف الفوري لعملية تسييج المدينة والتخلّي عن المسار الحالي للسياج بالكيفية التي يتم إنجازه حالياً؛ وحماية الملكية الخاصة والجماعية لسكان فجيج وقبائل الرّحل المجاورة؛ والتّنَبُّه لِخَطر خلق مناطق عازلة قد تهدد أمن وسلامة الوطن والمواطنين؛ والحذر من قَضْم الجزائر لمساحات شاسعة من أراضي المغرب وتحريك النقاط الحدودية لصالحها، كما حدث سابقاً ويحدث اليوم في قرية « إيش »؛ وإذا كان ولا بد من سياج جديد، فيجب أن يتطابق على الأقل مع الحدود الدولية كما كانت عليه أيام الاستعمار الفرنسي؛ مع خلق لجان استشارية من سكان فجيج لوضع أي مخطط جديد للسياج، تفادياً للوقوع في أخطاء الجهل بالحقائق الميدانية وخصوصية هذه الأراضي التي سقاها آلاف الشهداء بدمائهم لتبقى درعاً واقية ضد أطماع الغُزاة والبُغاة.وأشار بيان صادر عن الجمعية أنه : "وفي الوقت الذي كان فيه أهل فجيج داخل الوطن وفي المَهْجَر، ينتظرون ما ستقوم به الدولة لجبر الضرر وتعويضهم عن الأراضي المُغتصبة من طرف النظام الجزائري، إذا بهم يفاجأون بهذه الخنادق التي ستُقطّع أوصال المدينة ومجالها الحيوي، وستَقْتَطِع عمليّاً مساحات أخرى، منها ضِفّتا وادي زوزفانة بأكملها ومناطق من سهل العَرْجة، وجُزء من سهل بركوكس المُحاذي لجبل المَلْيَاس، فضْلاً عن اقتطاع جبل «غْرُوز » وجبل «المعيز» في المحيط الخارجي للمدينة، على طول الطريق الوطنية المتجهة إلى بوعرفة، وعلى كِلْتا جِهَتَي الطريق. وقياساً على سوابق النظام الجزائري المُتربّص بنا مُنذ حرب الرمال، لا شك أنّه سيُسارع إلى تَحريك نقاطه الحدودية إلى مكان الخندق والسياج الجديد، وهو ما قام به فِعلاً منذ أسابيع في قرية « إيش» الواقعة على بعد 150 كلم شَمَال- شرق فجيج عبر الطريق الوطنية، والتي نُفّذ فيها الخندق والسياج بعيداً عن الحدود الدولية". وأكد البيان حرص أهل فجيج على أمن وسلامة الوطن من طنجة إلى الكويرة، واستعدادهم للدفاع عن الوطن بالغالي والنفيس كما يَشْهد لهم التاريخ بِذلك ، كما عبر البيان عن تفهم الساكنة للهاجس الأمني للدولة في مواجهة التهديدات الأمنية القادمة من الجارة الشرقية، في ظروف إقليمية تتسم بانتشار ظاهرة الإرهاب العابر للدول والقارات،." وصاحب الكاتب الأول في استقباله لجمعية فجيج للتنمية والتضامن عضوا المكتب السياسي ، يونس مجاهد و بديعة الراضي.