بتّت محكمة مدينة ميلانو اليوم الثلاثاء في الطلب الذي كان قد تقدم به دفاع رئيس الوزراء الإيطالي الأسبق سيلفيو برلسكوني لتمكينه من قضاء عقوبته في الخدمة الإجتماعية عوض الإقامة الجبرية . قضاة محكمة مدينة ميلانو وافقوا على طلب برلسكوني بحكم كونه رئيس وزراء أسبق لثلاث مرات وبحكم كونه ليس خطيرا على المجتمع ،إضافة إلى ان الرأي العام الإيطالي يساند هذا الطرح . وكانت المحكمة نفسها قد أدانت برلسكوني بأربع سنوات سجنا وأداء غرامة عشر ملايين أورو بتهمة التهرب الضريبي في قضية مؤسسة "ميدياسيت" المؤسسة الإعلامية الضخمة التي يملكها برلسكوني وعائلته. لكنه أُعفي من ثلاث سنوات نظرا لكبر سنه (77 سنة ) . ولم تتضح بعد تفاصيل الخدمة أو الخدمات الإجتماعية التي يجب على رئيس الوزراء الأسبق أن يقوم بها ، وما هي المدة الأسبوعية المخصصة لذلك .إلا أن بعض المحللين أجمعوا أن الأمر لن يتجاوز بعض اللقاءات في مؤسسات إجتماعية لدوي الإحتياجات الخاصة أو دور للعجزة سيكون الهدف منها إشهاري لإثارة الإنتباه أكثر إلى هذه الفئات. ويسعى زعيم حزب "فورتسا إيطاليا" (إلى الأمام إيطاليا) إلى تفادي تقييد حريته بالإقامة الجبرية حتى يكون بإمكانه التفرغ لمهامه السياسية إذ من المنتظر ان يلعب دورا محوريا في الحملة الانتخابية لحزبه في إنتخابات البرلمان الأوروبي المزمع إجراؤها شهر ماي القادم . العجوز الإيطالي المثير للجدل متابع في عشرات القضايا أمام المحاكم ولعل أبرزها إلى جانب قضية "ميدياسيت" هي قضية "روبي غيت"التي يتابع فيها بممارسة الجنس مع المغربية كريمة المحروق المعروفة ب"روبي" حين كانت قاصرا والتي أُدين فيها إبتدائيا بسبع سنوات سجنا بالإضافة إلى منعه من تولي أي منصب عمومي مدى الحياة .وهي القضية التي مازالت معروضة أمام القضاء بعد إستئناف دفاع برلسكوني الحكم الإبتدائي . الكوميدي الساخر والسياسي المعروف "بيبي غريللوّ " زعيم حزب "حركة النجوم الخمس " كان قد علق بسخرية عند علمه بأن برلسكوني طلب خدمة المجتمع كبديل عن الإقامة الجبرية معتبراً بأن قبول المحكمة بأن يقوم برلسكوني بدور متطوع إجتماعي مقابل تهربه من أداء 300 مليون أورو كضرائب هو بمثابة "هْمزة" و استثمارو يجب على جميع الإيطاليين تقليده في سلوكه . وتتحدث العديد من الأوساط الإيطالية عن نهاية سياسية وشيكة للعجوز بعد تعدد الطعنات القضائية والسياسية التي تلقاها ، فبعد الإنشقاق الذي عرفه حزبه وخروج وزير الداخلية الحالي "أنجيلينو ألفانو" شهد الأسبوع الماضي أيضا إنسحاب أحد أقدم أصدقائه و زملائه من حزبه ويتعلق الامر بالصحفي "باولو بونايّوتي". كما أصدر القضاء الإيطالي مذكرة بحث دولية في حق "مارتشيللّو ديللوتري" أحد أبرز حلفائه والمتهم بعلاقته بالمافيا الإيطالية وقد أُلقِي عليه القبض في لبنان .