سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
نصف مليون متظاهر بروما وعواصم غربية طالبوا برلسكوني بالتنحي عن الحكم المافيا الإيطالية تتهم رئيس وزراء إيطاليا بالوقوف وراء عمليات إرهابية نفذتها سابقا
خرج نصف مليون إيطالي، يوم السبت الماضي، في مظاهرة حاشدة بمدينة روما شارك فيها مثقفون وسياسيون وعمال حقوقيون لمطالبة رئيس الوزراء الإيطالي بتقديم استقالته والتنحي عن الحكم في أقرب وقت ممكن. المظاهرة، التي نظمها شباب إيطالي عن طريق موقع إلكتروني، تمت الاستجابة لدعواتها بسرعة كبيرة، ليشارك فيها المخرج الإيطالي الشهير ناني موراتي ومواطنه صاحب جائزة نوبل للأدب داريو فو، إضافة إلى عدد من زعماء اليسار الإيطالي، تتقدمهم روزا بينيدي عن الحزب الديمقراطي. الكل كان يطالب برلسكوني بالرحيل عن «بلاتسو كيدجي» (مقر الحكومة الإيطالية)، ويعتبر أن تواجده فيه يشكل خطرا على الديمقراطية بإيطاليا وعلى مستقبلها ككل. فإذا كان بعض المتظاهرين قد وجدوا في الحناجر والموسيقى أداة للتعبير عن مواقفهم، فإن آخرين كانت أداتهم الصورة والكلمة ليصفوا من خلالهما برلسكوني بموسوليني وهيتلر جديد، وليحملوا لافتات كتبت عليها عبارات مناهضة له ولحكومته ولسياستهما المعتمدة في تسيير البلاد. نفس المواقف تم التعبير عنها تزامنا مع مظاهرة روما حين خرج أبناء الجالية الإيطالية بباريس، لندن، نيويورك، طوكيو وسيدني ليضموا أصواتهم إلى إيطاليي الداخل مطالبين بعهد جديد لإيطاليا. كل هؤلاء المتظاهرين لم يحركوا ساكنا في برلسكوني وحكومته إلا شخص واحد تحدث بصوت هادئ من محكمة مدينة تورينو ليؤكد لهيئتها أن برلسكوني يقف وراء عمليتين إرهابيتين نفذتهما المافيا في سنتي 1992 و1993 وراح ضحيتها 40 شخصا. الرجل الذي فجر الفضيحة يدعى كاسباري سباتوتسا، اعترف بكونه ينتمي إلى عصابة المافيا «كوزا نوسترا» وبأنه منفذ العمليتين الإرهابيتين، قبل أن يؤكد أن برلسكوني وأحد مقربيه، مارتشيلو ديلوتري، هما من أمرا بتنفيذهما وأنهما يربطان علاقات مع مافيا جزيرة صقلية. رد رئيس الوزراء جاء هذه المرة سريعا ليعتبر أن اعترافات وشهادات سباتوتسا تبقى اتهامات بدون دلائل، مطالبا القضاء الإيطالي بعدم أخذ تصريحات المجرمين والقتلة بعين الاعتبار. أما ناطقه الرسمي بونايوتي فقد أكد أن شهادات رجل المافيا هي ردة فعل جبانة على العمليات المتواصلة التي تقوم بها الحكومة الإيطالية ووزارتها في الداخلية للقضاء على المافيا بإيطاليا، وبشكل خاص بجزيرة صقلية. رد آخر جاء عن طريق وزارة الداخلية الإيطالية حين قامت شرطة مكافحة الإرهاب بعمليتين يوم السبت الماضي بكل من مدينة باليرمو وميلانو ألقت من خلالهما القبض على أخطر قادة مافيا كوزا نوسترا، ليجدها برلسكوني فرصة سانحة من أجل تبرئة نفسه من التهم الموجهة إليه. من جهة أخرى، دخل رئيس مجلس النواب الإيطالي جان فرانكو فيني، الذي يعتبر الحليف الأول لبرلسكوني، هو الآخر، خط الأزمة التي يعيشها هذا الأخير وليزيد من تعقيد مشاكل الحكومة اليمينية، بعد أن صدرت عنه مواقف معارضة لسياسة برلسكوني ولشخصه أثناء حديث شخصي مع قاض إيطالي من أصدقائه، سجلته بالصدفة ميكروفونات مؤتمر صحفي عقده بمدينة بيسكارا. فرئيس مجلس النواب كان يعتقد أن الميكروفونات كانت مغلقة، ليبادر إلى انتقاد الوضع السياسي في عهد برلسكوني وليعتبر أن هذا الأخير يحاول السيطرة على جميع السلط بالبلاد ولا يحترم قضاءها ومؤسساتها الدستورية.