حالة من الفوضى تعم سوق الجملة للخضر والفواكه بمدينة فاس، حيث تبادل المتدخلون في تدبيره الاتهامات فيما بينهم، انتهت بإغلاق هذا المرفق العمومي منذ يوم الثلاثاء الأخير، وذلك بعد أن هجره مدير السوق وموظفوه التابعون للجماعة الحضرية معية الوكلاء وعمالهم، احتجاجا كما يقولون عن غياب الأمن لحمايتهم في أداء وظائفهم. وفي هذا السياق، اتهم محمد الحارثي البرلماني من "البيجدي" والنائب الثاني لعمدة فاس إدريس الأزمي المكلف بمداخل الجماعة، في تصريح خص به اليوم24″، عددا من التجار شكلوا عصابة إجرامية تحاول فرض سيطرتها ونظامها خارج القانون على طريقة تدبير سوق الجملة للخضر والفواكه، وذلك بغرض التهرب من أداء رسوم الولوج الى السوق لبيع منتجاتهم، حيث باتت هذه العصابة، يضيف نائب عمدة فاس، تُعرض بقية التجار للابتزاز وترهب الموظفين، فيما شدد على أن هؤلاء الأشخاص قاموا يوم الثلاثاء الماضي في خطوة تصعيدية، بمحاصرة مدير السوق داخل مكتبه، وحاولوا الاعتداء عليه، مما جعل الموظفين والمدير التابعين للجماعة يغادرون مكان عملهم بالسوق لإحساسهم بعدم وجود الأمن وخوفهم على أرواحهم وسلامتهم الجسدية. وكشف نائب العمدة الأزمي، بأن "المتسببين في الفوضى داخل سوق الجملة للخضر والفواكه منذ شهرين حتى الآن، لا صفة لهم، وحجته أن السوق يدبر بمساطر وقوانين، أطرافه الأساسيون الإدارة وأصحاب السلع والوكلاء المخولون قانونا دون غيرهم ببيع الخضر والفواكه داخل السوق بعد استلامها من الشاحنات، وهو ما أغضب بعض التجار، يوضح المسؤول عن مداخل الجماعة، الذين يحاولون التملص من أداء الرسوم والتحكم في السلع التي تدخل الى السوق معتمدة على أسلوب "البلطجة" والترهيب، وهو ما رفضناه وطلبنا من الجهات المعنية السهر على جعل هذا المرفق العمومي يدبر بالقانون وينهي حالة الفوضى التي يحاول البعض فرضها على سوق الجملة بفاس. من جهتهما، علق حسن العلمي ومحمد حضيض، المسؤولان بنقابة تجار سوق الجملة للخضر والفواكه بفاس، العضو بنقابة الاتحاد العام للشغالين بالمغرب، والمعنية باتهامات الجماعة الحضرية لفاس، بقولهما إن "مجلس الأزمي يغمض عينيه عن الأسواق العشوائية بالأحياء الشعبية، فيما يعج سوق الجملة، كما يقولان، باختلالات كبيرة بسبب الأعطاب المتكررة بالميزان وعدم حسم الجماعة في لائحة وكلاء السوق الذين انتهت مدة انتدابهم من بينهم أموات، فيما نفى تجار "نقابة ميارة" السوق المنسوب إليهم بخصوص محاصرتهم للمدير وإشهار السيوف في وجهه وتهديده بالقتل، مشددين على أن عناصر الشرطة حضرت إلى السوق وعاينت وجود المدير بمكتبه في غياب أي تهديد لحياته، حيث طلب عناصر الأمن منه فتح حوار مع التجار الغاضبين على وضعية السوق. آخر الأخبار تفيد بأن مدير السوق و33 موظفا معه، وجهوا عريضة إلى العمدة إدريس الأزمي يخبرونه بتوقفهم عن العمل إلى حين توفير الأمن داخل وخارج سوق الجملة للخضر والفواكه، ونفس الخطوة أقدم عليها 11 وكيلا بالسوق و96 من عمالهم، راسلوا والي جهة فاس-مكناس سعيد ازنيبر، فيما وصلت خسارة الجماعة من حالة الاحتقان التي يعيشها السوق منذ شهرين حتى الآن إلى أزيد من 500 مليون سنتيم من مداخلها.