بعد خروج المغاربة، نساء ورجال، في بعض مناطق المملكة في الشهور الأخيرة، للتنديد بالصعوبات التي يواجهونها في البحث عن لقمة العيش التي تكلفهم حياتهم في بعض الأحايين، استنجدت الحكومة المغربية بنظيرتها الإسبانية لمحاربة البطالة في صفوف النساء في هذه المناطق. إذ في الوقت الذي كان يعتقد أن عدد النساء اللواتي سترخص لهن الحكومة المغربية للاشتغال في الحقول الإسبانية هذه السنة لن يتجاوز 10 آلاف عاملة، خاصة وأن الفلاحين الإسبان طلبوا 16 عاملة فقط، كشفت معطيات جديدة أوردتها وكالة الأنباء الإسبانية "إيفي"، أن عدد اللواتي سينتقلن إلى إسبانيا سيتجاوز 18 ألف عاملة في سابقة، وربطت هذا الارتفاع ببعض الاحتجاجات التي تشهدها المملكة، علما أن عدد اللواتي تم التعاقد معهن السنة الماضية لم يتجاوز 5600 مياومة. المصدر ذاته أوضح أن أكثر من 18 ألف مياومة مغربية سيقصدن في الأسابيع المقبلة منطقة "هويلفا" في الجنوب الإسباني للمشاركة في موسم جني الفراولة هذه السنة، مبرزا أن العدد الذي سينتقل هذه السنة لم يسجل من قبل. وأضاف أن الجديد هذه المرة هو ترخيص السلطات المغربية ل11 ألف عاملة تقريبا لأول مرة، أي أنهن لم يسبق لهن العمل في الحقول الإسبانية. هذا العدد ينضاف إلى 7137 مياومة مغربية جددت السلطات المغربية لهن رخصة العمل في الحقول الإسبانية. وأشارت الوكالة الإسبانية إلى أن أغلب المياومات اللواتي تم انتقاؤهن ينحدرن من خمس مناطق دون أن تحددها بالضبط؛ لكن مصادر "أخبار اليوم" كشفت أن أغلبهن ينحدرن من المناطق التي شهدت احتجاجات بالمملكة في الشهور الأخيرة، مثل الريف والجهة الشرقية والجنوب الشرقي وبعض المناطق في بني ملال. ووفقا للوكالة الإسبانية، فإن جل هاته المياومات متزوجات ولديهن أبناء، ولديهن ضمانة عودتهن إلى المغرب بعد نهاية موسم جني الفراولة، كما أن أعمارهن لا تتجاوز 45 عاما، إلى جانب السلامة الصحية والقدرة على تحمل العمل في الحقول. مصادر أخرى أشارت إلى أن هاته النساء يعملن في الحقول الإسبانية في ظروف صعبة مقابل 450 درهما يوميا. الفوج الأول من النساء ممن وقع عليهن الاختيار سينتقلن إلى الجارة الشمالية ابتداء من فاتح فبرابر المقبل انطلاقا من ميناء طنجة، فيما سيسافر الفوج الثاني ابتداء من 20 مارس المقبل، وينتهي موسم الجني في يونيو المقبل، حيث تنتهي مدة صلاحية التأشيرة الاستثنائية التي تمنح لهن.