كشفت مصادر إسبانية مطلعة، أن الحكومة المركزية في مدريد، تتجه إلى التعاقد، في سابقة من نوعها، مع أكثر من 5000 عامل مياوم مغربي من المملكة للاشتغال في حقول الفراولة بالجارة الشمالية في الأيام المقبلة. وحسب تقارير صحفية اسبانية، تأتي هذه الخطوة، بعد الضغوطات التي تعرضت لها من قبل مجموعة من المنظمات، والجمعيات الفلاحية في الجنوب الإسباني، خصوصا منطقة "هويلفا". وكشفت المصادر ذاتها، أن الحكومة المركزية أرغمت على الاستجابة لطلب الجمعيات والنقابات الفلاحية، على الرغم من تحفظها على الرقم (5000)، الذي وصفته ب"الكبير"، مقارنة مع موسم الجني الأخير، الذي لم يتجاوز فيه عدد المياومين المغاربة، الذين تم التعاقد معهم 2000 عامل. وقررت الحكومة المركزية الإسبانية، التعاقد مع 5000 مياوم مغربي، خوفا من تعرض محاصيل الفراولة للإتلاف بسبب ارتفاع درجة الحرارة، وقلة اليد العاملة المحلية، التي رفضت في هذا الموسم الاشتغال في القطاع الفلاحي، بينما اختارت القطاع السياحي، الذي يعرف نشاطا كبيرا على حساب السياحة المغربية. في هذا السياق، كشف موقع "هويلفا إنفورماثيون"، أن منتجي ومصدري الفراولة بمنطقة "هويلفا"، أخبروا الحكومة المركزية بمدريد بالنقص الحاد في اليد العاملة، وهو المطلب الذي أرفقوه بوثيقة حددوا فيها عدد العمال المياومين الذين يجب التعاقد معهم من المغرب لضمان "الجني العادي للفراولة وفي وقتها". الموقع ذاته، نقل عن مصادره الخاصة، أن عدد المياومين المغاربة المرشحين بالانتقال إلى إسبانيا قد يصل إلى 5000 مياوم. بدوره، أكد رئيس جمعية منتجي ومصدري الفراولة بهويلفا، البيرتو كاروتشو، لوكالة الأنباء الإسبانية "إيفي"، أن بداية موسم جني الفراولة هذه السنة، والذي يتزامن مع بدية أكتوبر، يشهد نقصا كبيرا في اليد العاملة، مما يتوجب عليه توسيع قاعدة العمال الذين يتم التعاقد معهم من الخارج، إشارة إلى المياومين المغاربة الذين وصل عدد في الموسم الماضي إلى 2000 مياوم فقط. وترى الجمعيات والنقابات الفلاحية الإسبانية، أن تخوفات الحكومة الإسبانية من المياومين المغاربة الجدد وإمكانية رفضهم العودة إلى المغرب بعد بلوغهم إسبانيا "لا أساس لها من الصحة"، نظرا إلى أن التجارب السابقة أوضحت، أن جلهم يعد إلى المغرب بعد انقضاء موسم الجني، خاصة وأن أغلب الذين يتم التعاقد مهم "نساء متزوجات ولديهن أبناء".