توقف العمال المغاربة عن العمل في حقول التوم بإسبانيا بمناسبة شهر رمضان، وذلك بسبب ظروف العمل الصعبة في هذه الحقول والمتميزة بطول ساعات العمل وارتفاع درجة الحرارة، مما يسبب العطش للمهاجرين المغاربة الذين أخبروا أرباب عملهم بالتوقف الجماعي عن العمل وقضاء العطلة الصيفية مع الأهل والأحباب في المغرب. ولقد خلقت هذه الهجرة الجماعية للعمال المغاربة من الحقول الإسبانية أزمة وسط أصحاب هذه الحقول الذين شرعوا في البحث عن يد عاملة بديلة للمواطنين المغاربة خصوصا من الجنسية الرومانية، وذلك بعد فشل المفاوضات بين العمال المغاربة وأرباب العمل الذين حاولوا تقديم إغراءات للمواطنين المغاربة للتراجع عن قرار التوقف عن العمل ومن ضمن هذه الإغراءات الشروع في العمل في الصباح الباكر على الساعة الرابعة صباحا والتوقف عن العمل قبل الظهيرة، وذلك لتجنب درجات الحرارة التي وصلت اليوم إلى 37 درجة مئوية. ورفع الأجرة اليومية إلى حوالي 30 أورو عن كل ثماني ساعات من العمل. ومن جهة أخرى، وكما أشارت "النهار المغربية" إلى ذلك في وقت سابق فقد قررت إسبانيا الاستغناء عن اليد العاملة المغربية لجني الفراولة خلال الموسم المقبل والتي تقدر بنحو 6000 عاملة مغربية، وتعويضها باليد العاملة المحلية وذلك بسبب الأزمة الخانقة التي تعيشها البلاد وارتفاع نسبة البطالة وتسريح الآلاف من العمال بعدما أغلقت العديد من المصانع أبوابها، وبالتالي تعول مدريد على القطاع الفلاحي لامتصاص البطالة. ولقد اتُخذ قرار التخلي خلال اجتماع جمع الجمعيات الزراعية والنقابات مع نائب رئيس الحكومة في هويلفا، أكد خلاله هذا الأخير أن الحكومة لم تأذن بتوظيف اليد العاملة الأجنية خصوصا القادمة من المغرب للعمل في مزارع الفراولة خلال الموسم المقبل الذي يبدأ خلال شهر شتنبر المقبل، مؤكدا أنه سيتم إعطاء الأولوية لليد العاملة المحلية، وأن أوامر وجهت إلى المزارعين في هذا الإطار لإعطاء الأولية في التشغيل لليد العاملة المحلية. ووفق إحصائيات إسبانية، فإنه ما يزيد عن 5000 شخص من بينهم 1700 روماني يعيشون في إسبانيا ومواطنون آخرون من الاتحاد الأوربي، ومن ضمنهم إسبان تقدموا بطلبات العمل في موسم الفراولة لهذه السنة بسبب الأزمات الاقتصادية التي تعيشها هذه البلدان وتراجع فرص العمل في هذه الدولة بالذات.