في سابقة، دخلت إسبانيا بقوة على خط محاربة البطالة في صفوف النساء المغربيات، من خلال الرفع بشكل كبير من عدد المياومات المغربيات اللواتي يتم التعاقد معهن كل سنة، بتنسيق مع الحكومة المغربية والوكالة الوطنية لإنعاش التشغيل والكفاءات. معلومات جديدة كشفت أن التعاونيات الفلاحية الإسبانية، طلبت من وزارة الهجرة الإسبانية مساعدتها على التعاقد مع 16 ألف مياومة مغربية، من أجل الاشتغال في موسم جني الفراولة والفواكه الحمراء في الجنوب الإسباني ما بين شهري مارس ويونيو المقبلين، حسب ما أوردته مجموعة من المواقع الإعلامية المتخصصة في المجال الفلاحي. المصادر ذاتها أشارت إلى أن اجتماعا للجنة التشغيل الثلاثية للهجرة، انعقد قبل أسبوعين في مدريد بمقر وزارة الشغل والتأمين الاجتماعي، استغلته التعاونيات الفلاحية والنقابات من أجل التأكد من الحاجة إلى التعاقد على الأقل مع 16 ألف مياومة مغربية من بين 5000 مياومة سبق لهن أن اشتغلن في الحقول الإسبانية في المواسم الفلاحية السابقة. مصادر إسبانية أوضحت ل"اليوم24″ أن كبار الفلاحين الإسبان قاموا بهذه الخطوة الاستباقية من أجل الضغط على الحكومة الإسبانية للتعاقد مع أكبر عدد من المياومات المغربيات، وذلك تجنبا لما حدث السنة الماضية، عندما تم التعاقد مع 2000 عاملة تقريبا، ما تسبب في نقص حاد في اليد العاملة، وفساد بعض الحقول التي لم يتم جنيها في الوقت المناسب. وأضافت المصادر ذاتها إمكانية أن تبدأ القنصليتان الإسبانية في طنجة والرباط في التفاوض مع الحكومة المغربية لتلبية حاجة الفلاحين الإسبان إلى اليد العاملة المغربية، وكذلك المساعدة على انتقاء هاته المياومات وتسهيل عملية انتقالهن إلى الحقول الإسبانية ابتداء من شهر فبراير المقبل. مصدر مغربي أوضح، أيضا، للجريدة أنه على الحكومة المغربية أن تتدخل، كذلك، من أجل تسهيل إجراءات انتقال هاته النساء للعمل في الحقول الإسبانية، وتجاوز ما حدث السنة الماضية عندما طلبت التعاونيات الإسبانية نحو 5000 عاملة مغربية، فيما تم الاتفاق بين الحكومتين على 2000 مغربية. وأردف أن انتقال 16 ألف عاملة إلى العمل لمدة قد تصل إلى شهرين، من شأنه أن يعود بأرباح على خزينة الدولة، وكذلك المياومات اللواتي يجمعن في ثلاثة أشهر ما قد يستحيل عليهن جمعه على طول السنة في المغرب. بدورها، فرضت التعاونيات الإسبانية توفر بعض الشروط في النساء المغربيات اللواتي يرغب في الترشح للعمل في الحقول الإسبانية: أولا، أن تكون لديهن تجربة العمل في الحقول، خاصة في جني الفواكه الحمراء؛ ثانيا، القدرة على العمل في مجموعة، ثالثا، التزام بالعمل حتى نهاية الموسم الفلاحي؛ رابعا، أن تكون المرشحة متزوجة ولها أطفال في المغرب، خامسا، أن تكون أعمارهن تتراوح ما بين 30 و40 عاما. في المقابل تلتزم التعاونيات الفلاحية بدفع لهن 410 دراهم صافية مقابل كل يوم عمل، علاوة على التأمين الصحي في حالة التعرض لحادث أثناء العمل. المياومات اللواتي سيتم قبول ترشحهن سيتوصلن بإشعار ابتداء من بداية السنة المقبلة. وتشير مصادر أخرى إلى أن العديد من المغربيات يشتغلن في ظروف صعبة في الحقول الإسبانية، إذ يشتغلن يوميا نحو 12 ساعة مقابل 50 درهما للساعة، فيما البعض الآخر منهن يشتغل من الساعة السابعة صباحا حتى السابعة مساء مقابل 5900 درهم في الشهر.