أجمعت كلمات المتدخلين، في الحفل التأبيني الذي نظمته جمعية الكرامة للتنمية والعمل الاجتماعي، اليوم السبت 30 نونبر بقاعة فلسطين بالقصر البلدي بالرشيدية، لفقيد العمل الجمعوي والاجتماعي عبد القادر طاطاحاج، (أجمعت) على أن وفاته «خسارة لمدينة الرشيدية كلها». وحج لحضور الحفل التأبين المئات من أسرة الراحل طاطاحاج، وأصدقاؤه، زملاؤه، وأحباؤه وأولئك الذين عرفوه وعاشروه. وسلطت كلمة جمعية الكرامة، التي يعد الفقيد طاطاحاج أحد أبرز أعضائها الفاعلين، الضوء على جوانب من إسهاماته في المجال الاجتماعي والتكافلي الإحساني. وقالت سعاد عبد المومن، المستشارة بالمكتب المسير للجمعية، إنه كان "مجاهدا بالمال والوقت والجهد"، وتميز ب "أخلاق عالية حميدة"، وأكدت على الفقيد "لم يكن مروره عاديا في هذه الدنيا، وأن عمره كان مليئا بالعمل الدؤوب والإصرار والمثابرة". ونوهت كلمة الجمعية ذاتها إلى أن حفل التأبين "تكريم وعرفان بإنجازات الفقيد"، مشيرة إلى أن طاطاحاج كان يشغل بالجمعية منصب "نائب مسؤول التكوين ومسؤول المتابعة التربوية للأيتام المكفولين من طرف الجمعية". وأضافت أن الفقيد "مثل جمعية الكرامة في توقيع شراكة مع وزارة المرأة والأسرة والتضامن والتنمية الاجتماعية اتفاقية شراكة باسم الجمعية حول تتبع الأيتام". وقالت ابنة الفقيد، أسماء طاطاحاج، أن أباها كان "أبا وأخا ورفيقا وصديقا"، مؤكدة أن وفاة والدها "كانت صدمة قوية". وأضافت أسماء أن الفقيد "ترك علما ينتفع به، وكان متصدقا"، وتابعت "ونرجو أن نكون من ذرية صالحة تدعو له"، مشيرة إلى أن شعاره في دنياه كان "كان شعاره التغيير ولا إله إلا الله عليها نحيى وعليها نموت وفي سبيلها نجاهد وعليها نلقى الله". ونوهت ابنة المرحوم إلى أن "آخر شيء يفكر فيه هو الأسرة"، في إشارة إلى أن "جل وقته كان بين العمل الجمعوي والسياسي والدعاوي والعمل التكافلي والإحساني"، مؤكدة أنه "ربانا عن طريق المعاملة والسلوك وليس بالقول". وعرضت جمعية الكريمة شريط فيديو يوثق لبعض إنجازات الفقيد ومجهوداته في مختلف المجالات. وكان عبد القادر طاطاحاج، المزداد عام 1961 بالرشيدية، قد حصل على الإجازة في العلوم الفيزيائية، وعمل أستاذ بالمستوى الثانوي بإحدى الثانويات بالدار البيضاء، قبل أن ينتقل للتدريس بالثانوية التأهيلية الأمير مولاي عبد الله بالرشيدية. وعُين في وقت لاحق، مديرا للدراسات بالأقسام التحضيرية بالثانوية التأهيلية ابن طاهر، ليلتحق، بعد حصوله على شهادة التبريز،للتدريس بالثانوية التقنية بشهادة التقني العالي، شعبة الطاقة. وأشاد مولاي الحسن الوافي، نيابة عن أصدقاء المرحوم، بأخلاق المرحوم وعلاقاته الانسانية والاجتماعية، "فنانا في نسج العلاقات، في إسداء النصيحة وطلبها، دائم الابتسامة". وأكد المتحدث أن عبد القادر طاطاحاج "عاش لربه ولدينه واحترق لوطنه ومجتمعه، وعاش محافظا على كل أعمال الخير"، مضيفا أن "الجنازة المهيبة للفقيد لم نستطع التفريق فيها بين مُعزي ومُعزى". وألقى عزيز كابا، الأستاذ بالثانوية التقنية، كلمة باسم الأساتذة زملاء في حق الراحل، أشاد فيها به، وقال إنه كان "إنسانا متواضعا، سموحا، بسيطا، يحب الخير للجميع، يحترم الكبير والصغير، كله حيوية وآذان صاغية لقضاء حوائج الناس.."، مضيفا أنه تميز ب "الإيثار والصبر والكتمان". من جهته، تلا طالب بالثانوية التقنية باسم طلاب شهادة التقني العالي في شعبة الطاقة، قال فيها أن عبد القادر طاطاحاج كان قيد حياته "أستاذا نزيها وشريفا وبمثابة الصديق وبمثابة الأخ يرشدنا وكالأب يعملنا، ويحثنا على الأخذ بالعلم". وتم تسليم درع جمعية الكرامة لأسرة الفقيد عبد القادر طاطا حاج، أيوب ابنه، "عربون محبة وتقدير للفقيد"، كما تضمن الحفل أيضا قراءات خاشعة لآيات بينات من الذكر الحكيم وابتهالات.