وسط مقاطعة لفرق المعارضة للجلسة الشهرية، التي تسائل رئيس الحكومة في السياسات العامة، خاطب رئيس الحكومة عبد الإله بنكيران الشعب المغربي، بإجابته عن أسئلة فرق الأغلبية التي أتاحت له فرصة التوضيح، حسب تعبير بنكيران، شاكرا لهم الخطوة، في شرح تداعيات توقيف الحكومة لنفقات الاستثمار المقدر ب 15 مليار درهم، وتأثيرها على العالم القروي. وأكد بنكيران، الذي حل على مجلس النواب اليوم الجمعة في إطار الجلسة الشهرية التي ينص عليها الفصل 100 من الدستور، أن حكومته هدفها هو الإصلاح، وإذا كانت الحكومة تريد تمرير قرار توقيف جزء من الميزانية بطريقة سرية كما كان يحصل في السابق لفعلت، متابعا بالقول "وزير مالية سابق قال لي لماذا لم توقفوا صرف ميزانية الاستثمار بدون إخبار المواطنين"، قبل أن يضيف"لكننا اخترنا طريق الشفافية وسنمضي في الإصلاحات الهيكلية للبلاد". وشهدت بداية الجلسة، تدخلا من طرف أحمد الزايدي، رئيس الفريق الاشتراكي، عبر فيه عن امتعاض المعارضة من طريقة تدبير الأغلبية والحكومة للجلسات الشهرية، موجها خطابه لرئيس الحكومة "كنا نتمنى أن تتدخل لإنصاف المعارضة، بحكم أنك رئيس الأغلبية الحكومية"، مردفا أن مشكل المعارضة لا يمكن اختزاله في قضية التوقيت، وأن الطريقة التي تمر بها الجلسة الشهرية منذ بدايتها فيها "تعدّ" على المعارضة، التي تظهر في الأخير أنها ضعيفة. ومضى الزايدي في توجيه النقد لرئيس الحكومة عبد الإله بنكيران، حينما قال "إن الجلسة الشهرية هي فرصة لمسائلة الحكومة عن السياسات العامة، وليس فضاء لتصفية الحسابات"، قائلا إن هناك أماكن لفعل تلك الأشياء، خارج نطاق الجلسة الشهرية التي نص عليها الدستور. وفي رد له على كلام الزايدي، أكد عبد الله بوانو رئيس فريق العدالة والتنمية بمجلس النواب، أنه كان هناك تنازلا من فرق الأغلبية لصالح المعارضة على موضوع الوقت، قبل أن يضيف "لن نُبتز في اللحظات الأخيرة من التعديل الذي سيطال النظام الداخلي للمجلس". ولم تسلم الجلسة الشهرية التي مرَّت في ظرف زمني قياسي، من توجيه رسائل مباشرة من طرف بنكيران بطريقته المعهودة، لما يجري داخل الأغلبية الحكومية، بعد تداعيات قرار حزب الاستقلال، إذ اكتفى بنكيران بالقول " افعلوا ما بدا لكم نحن سائرون في طريقنا"، مضيفا "طبيعي أن الناس لي وْلّْفوا الاغتناء غير المشروع غيشوفو هاد شي لي سايرين فيه ما غاديش يعجبهوم الحال". وخاطب بنكيران الشعب المغربي: " أنا جيت باش ندير الإصلاح وبكل صدق، والمواطنين إذا بغاو يصوتو عليا مرة أخرى مرحبا وإذا مابغاوش لهم واسع النظر"، معتبرا أن قرار توقيف جزء من الميزانية كان شفافا مع المواطنين، قائلا "مكنحشموش على القرارات لي كنتخذوها".