على المسؤولين عن موسوعة غينيتس للأرقام القياسية أن يدرجوا حزب الاستقلال، أحد أعرق الأحزاب السياسية بالمغرب، ضمن قوائم الأحزاب الأولى في العالم الذين استعانوا بالحمير "الوطنية" في احتجاجه على سياسات حكومة بلادهم. مع وضعهم في وضع متقدم ضمن مسيرة احتجاجية بقلب العاصمة الرباط. كن في المقابل على منظمات الدفاع عن حقوق الحيوان رفع دعوة قضائية ضد حزب المقاومة والحركة الوطنية، لاستعانته بالحمير في مسيرته من أجل تكثير سواد المسيرة وإظهار ضخامتها أمام كاميرات الصحفيين. وعلى هذه المنظمات أن تترافع في ملفها بعدم منح تلك الحمير الحق في اختيار اللون السياسي الذي يناسبها وإجبارها على "الانتماء" إلى حزب سياسي بعينه، فيما يشبه ديكتاتورية "حيوانية" ضد فصيل من الكائنات الحية. ومن حق هذه المنظمات أن تتساءل: هل منحت لهذه الحمير كامل الحقوق المادية من أكل وشرب وثمن تذكرة السفر، أسوة بالكائنات الآدمية المشاركة في المسير؟ وأي رسالة أراد الأمين العام لحزب الميزان إيصالها من خلال الاستعانة بالحيوانات في التنافس السياسي بالمغرب؟ هل كان يقصد بأن "تاحيماريت" هي السياسة التي تسيّر بها حكومة عبد الاله بن كيران المغرب الجديد؟ أم أن السياسة الحالية تعتمد على الاستعانة بالقاموس الحيواني في وصف المنافسين للحكومة بالتماسيح، جعلته يشبّه منافسيه بالحمير؟ وحتى الأن، لا يمكن التكهن بالمراد من ذلك كله، لكن الواضح أن القائمين على أمر حزب علال الفاسي والمختار السوسي "بهدلوا" الحمير في مسيرتهم وصارت الصورة "الحمارية" لصيقة بهم، حتى قال كثيرون إن أعضاء "فشي شكل" بحزب الاستقلال يتقدمون مسيرة الأحد بشارع محمد الخامس بقلب الرباط.