سيكون الحمار إلى جانب الفيل سيدا صناديق الاقتراع في أمريكا، اليوم الثلاثاء 6 من نونبر. وإذا كان الحمار كائنا منبوذا، ورمزا يشير إلى الوضاعة والبلادة، وحيوانا مرتبطا بما هو مدنس في الخيال الشعبي المغربي، فالحمار سيتنافس مع الفيل على المنصب الرئاسي في أقوى دولة في العالم. الحمار في أمريكا ليس مجرد كائن يثير الشفقة، فهو رمز سياسي بكل ما تحمله الكلمة من معنى. وسيدخل الحزب الديمقراطي غمار اللعبة السياسية، مراهنا على الحمار، الكائن ذو التاريخ الطويل مع هذا الحزب، فقصة الحمار والحزب الديمقراطي تعود لسنة 1928، عندما اختار مرشح عن الحزب الحمار لحمل شعار حملته الانتخابية، التي وصفها منافس ذلك المرشح بالشعبوية والرخيصة. وبسبب النجاح الذي لاقته هذه الفكرة المبدعة، سيتحول الحمار إلى رمز سياسي للحزب الديمقراطي انطلاقا من سنة 1870، حينما اختار رسام الكاريكاتير توماس ناست حمارا أسود اللون كرمز للحزب الديمقراطي يتبارز مع فيل جمهوري مذعور.
وإذا كان للديمقراطيين حمارهم، الذى أراد من ورائه الحزب الظهور في هيأة الأداة المسخرة لخدمة الشعب بكل ما يرمز إليه الحمار من صبر، وعدم المبالاة بفعل أي مهام، فإن الحزب الجمهوري اختار حيوان آخر من الوزن الثقيل، كرمز سياسي خلال الحملة الانتخابية التي فاز بها أبراهام لينكون. ومنذ ذلك الحين، أصبح الفيل والحمار شعار التنافس السياسي داخل الولاياتالمتحدةالأمريكية، ويظهران ندا للند في كل استحقاق انتخابي، ويتسابق كلا الحزبين على وضع شعارات الحملات الانتخابية بالاستعانة بهذين الكائنين اللذان لا يستهان بهما في أرض العام سام. فهل ستكون الغلبة لحمار أوباما، أم لفيل ميت روني؟.
للإشارة فقد جرت العادة بأن تجري الانتخابات الرئاسية في الولاياتالمتحدةالأمريكية يوم الثلاثاء الذي يلي أول اثنين في شهر نونبر، وهو ما يجعل تاريخ إجراء هذا الاستحقاق الانتخابي الهام الذي يلاقي متابعة كبيرة داخل وخارج الولاياتالمتحدةالأمريكية، ما بين 2 نونبر و8 نونبر على أقصى تقدير، إذا كان يوم الثلاثاء هو فاتح نونبر.
وجدير بالذكر أن هذا الاستحقاق الانتخابي لا يهم فقط تغيير أو وضع الثقة من جديد في ساكن البيت الأبيض، بل كذلك انتخاب الجهاز التشريعي برمته، على المستوى الوطني والمحلي، وعلى مستوى الولاياتالمتحدةالأمريكية.