لا يعرف الكثير من الناس، حكاية اختيار الديمقراطيين لرمز «الحمار» والجمهوريين لرمز «الفيل»، فقصة الحمار بدأت مع الديمقراطيين سنة 1828 عندما اختار المرشح الديمقراطي آنذاك أندرو جاكسون شعار «لنترك الشعب يحكم»، وسخر منافسه الجمهوري من هذا الشعار ووصفه بأنه شعبوي، فما كان من جاكسون إلا أن اختار حمارًا وألصق على ظهره شعار حملته الانتخابية ضد منافسه الذي كان يظهر على أنه نخبوي وليس قريبا من هموم الناس. أما الفيل الانتخابي الضخم فبدأ استعماله خلال الانتخابات الرئاسية التي جرت عام 1860. وظهر الفيل كشعار للحزب الجمهوري لأول مرة في دعاية سياسية مساندة لأبراهام لينكولن في الدورة الانتخابيّة التي فاز فيها فعلا. لكن الفيل والحمار لم يتحولا إلى شعار سياسي للجمهوريين والديمقراطيين قبل العام 1870، عندما قام رسام الكاريكاتور الأميركي الشهير توماس ناست بالتعبير عن تذمره مما وصفه بخروج الحزب الجمهوري عن قيمه الليبرالية واختصر الحزب في رسم كاريكاتوري لفيل ضخم مذعور يحطم كل ما تطؤه قدماه، وكتب على جسم الفيل عبارة «الصوت الجمهوري». وتحول الفيل منذ ذلك الحين إلى شعار للحزب الجمهوري. وعمد ناست في العام نفسه إلى اختيار حمار كرمز للحزب الديمقراطي يتبارز مع فيل جمهوري مذعور. ويتشح الديمقراطيون في أميركا بالأزرق، بينما يتلوّن الجمهوريون بالأحمر.ففي العام 1980، حدث تعديل على ألوان الحزبين الرئيسين المتنافسين في الولاياتالمتحدة الأميركية، وتم صبغ الولايات التي فاز فيها المرشح الجمهوري رونالد ريغان باللون الأزرق، بينما صبغت ولايات خصمه الديمقراطي جيمي كارتر باللون الأحمر. وفي أواخر عام 1996، اختلفت وسائل الإعلام الأميركية إزاء كيفية استخدام الرمز «اللوني» للحزبين، ليحسم الخلاف في العام 2000 بتخصيص الأحمر رمزًا للولايات التي فيها أغلبية من الحزب الجمهوري، والأزرق للولايات التي يغلب فيها الديمقراطيون.