إن الشارع اليهودي المتدين يعيش في هذه الأيام حالة ترقب غير مسبوقة وهم يتلهفون لأخبار قد تسوق إليهم نبأ مولد وقدوم بقرة وإذا كانت البقرة فلا شك بعد ذلك بقدوم الحمار أما البقرة فانها تلك البقرة الحمراء، خالصة الحمرة الخالية من الترقيط أو أي مزيج من لون آخر لتكون تلك هي البقرة التي ستذبح وتحرق ومن رمادها سيتم تطهير ساحات الحرم القدسي الشريف من نجس " الجوييم " غير اليهود، وذلك يبعد هدم الاقصى من أجل بناء ما يسمى الهيكل الثالث المزعوم ، إذا بنى الهيكل فإن هذا يعني تلقائيا بالنسبة لهم قدوم مسيحهم المخلص الذي سياتي راكبا على حمار ( إنه المسيح الدجال ) إنني أنظر إلى المسجد الأقصى المبارك أولى القبلتين وثاني المسجدين وثالث الحرمين لأجد أن مصيره مربوط ببقرة وحمار، فقلت في نفسي، ما دام اليهود ينتظرون بقرة موعودة مقدسة فلماذا لا يبحثون عنها عند حلفائهم الاستراتيجيين -الهنود - حيث كل الأبقار هناك مقدسة وخاصة أن قواسم مشتركة غير قليلة تجمع بين سياسة اليهود وبين الهنود فاليهود يخططون لهدم المسجد الأقصى تحت زعم أنه قد بني على انقاض معبدهم المسمى " هيكل سليمان " رغم أن المسجد الأقصى قد بني منذ عهد آدم عليه السلام، والهنود قد سبقوهم لما قاموا في العام 1994 بهدم المسجد " البابري " الشهير في الهند تحت زعم أنه قد بني على أنقاض معبد هندوسي رغم أن عمر المسجد يزيد على ستمائة سنة ثم أقاموا مكانه معبدا هندوسيا لهم اليهود سلموا عرفات عبر الامريكيين قائمة باسماء المطلوبين الفلسطينيين الذي تعتبرهم إسرائيل إرهابيين لأنهم يريدون تحرير أرضهم المحتلة في فلسطين. والهند سلموا برويز مشرف رئيس الباكستان عبر وبواسطة الأمريكان قائمة باسماء المطلوبين الكشميريين الذين تعتبرهم الهند وامريكا إرهابيين لانهم يسعون إلى تحرير أرضهم المحتلة في كشمير. اليهود منعوا الرئيس عرفات من استخدام طائراته فكان قبل حبسه في رام الله يتنقل بطائرات أردنية، والهنود منعوا الرئيس الباكستاني من عبور أجوائهم خلال ذهابه إلى نيبال فاضطر إلى السفر إلى الصين ثم القدوم على متن طائرة صينية الى نيبال. فهل يا ترى سيظل المسلمون يخضعون لسياستي الاستبقار والاستحمار من الهنود واليهود ؟! وهل يوجد مغزى وقراءة لما وراء السطور والكلمات في السياسة الامريكية من خلال اختيار الحزبيين الامريكيين - الجمهوري والديمقراطي- لشعاريهما، اذ ان الفيل هو شعار الحزب الجمهوري والحمار هو شعار الحزب الديمقراطي. ولعلنا نفهم من خلال الكتاب الرائع " يد الله " لماذا تضحي الولاياتالمتحدة بمصالحها من أجل إسرائيل الالتقاء العجيب للانجيليين الأصوليين مع أكثرية من اليهود من خلال الانتظار للبقرة المولودة. وبين الانتظار المريب لبقرة وحمار سيصفق لهما الكثيرون، ويهتف باسمهما الكثيرون، فان هناك شعبا مظلوما يذبح أبناؤه صباحا ومساء، ويقتلون بأيدي من ينامون ويستيقظون وهم بانتظار بقرة ستكون دليلهم إلى الخلاص مما هم فيه، وبأسلحة من هم على أحر من الجمر بانتظار قدوم حمار يركبه أمير السلام كما يعتقدون المسيح الدجال إنني اشفق على شعوب قد اسلمت زمام امورها الى من ربطوا مصيرها ومستقبلها ببقرة وحمار، لأنها بذلك قد أغمضت عينيها وراحت تسير في متاهة دون أن تنتقع بما آتاها الله من إمكانيات تستطيع بواسطتها أن تصل إلى السعادة الحقيقية ، فأصبحت تماما مثل الحمار كما قال سبحانه : { .... كمثل الحمار يحمل أسفارا ...} ، أي أن الحمار لا ينتفع بما يحمله من كتب على ظهره فيها من العلوم وكنوز المعرفة، ولن يكون مصير من ربطوا مصيرهم بمصير بقرة هذه الأيام إلا كمصير من ربطوا مصيرهم من قبل بعجل وراحوا يدورون حوله كما قال الله سبحانه : {واتخذ قوم موسى من بعده من حليهم عجلا جسدا له خوارا ألم يروا أنه لا يكلمهم ولا يهديهم سبيلا، اتخذوه وكانوا ظالمين } لئن التقى هؤلاء الإنجيليون الأصوليون المسيحيون هناك في أمريكا مع دعاة هدم الأقصى ولو تسبب ذلك في حرب عالمية، ولئن التقت وتصافحت يد هؤلاء مع يد الهنود كما تصافحت يد بيرس مسعر الحرب بالفصحى وبالعامية محراق الشر مع رئيس وزراء الهند ووزير دفاعه يوم الثلاثاء الاخير في توقيت مشبوه يؤكد ذلك التحالف الاستراتيجي ، أقول لئن التقت وتعاهدت أيدي كل هؤلاء إلا أنه وكما قال سبحانه في محكم التنزيل : { ... يد الله فوق أيديهم ...} بقلم : الشيخ كمال خطيب ، نائب رئيس الحركة الاسلامية في الداخل الفلسطيني